وكالات ( صدى ) : قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن التكتيكات العسكرية التي استخدمها حزب الله ضد جنود الجيش الإسرائيلي تستخدم الآن ضد قواته من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة للقاعدة، اللذين خلقا موطئ قدما لها داخل لبنان على طول الحدود الضعيفة الحماية مع سوريا. وأضافت الصحيفة في تقرير أعده هيو نايلور وسوزان هيداموس أن الحزب، الذي يعد أقوى تنظيم عسكري في لبنان، والذي حظي باحترام مُقتّر حتى من بعض ألد أعدائه لتنفيذه حملات حرب عصابات مثابرة ضد إسرائيل، يفقد الآن الهالة التي رسمت حوله كقوة عسكرية لا تقهر. وأوضح التقرير أن تنامي الهجمات وعمليات الخطف التي ينفذها المسلحون السنة تمثل بداية انفتاح جبهة عسكرية أخرى لحزب الله، المنهمك أصلا في عمليات قتال في سوريا تشمل الآلاف من قواته بغرض دعم نظام بشار الأسد، في وقت في يزال الحزب يواجه عدوه الإسرائيلي في الجبهة الجنوبية. ونقلت الصحيفة عن عماد سلامي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية ببيروت قوله: «إن الحزب مفرط في توسيع جهوده العسكرية، فهو يخوض عدة معارك في آن واحد ويضع قواته في جبهات عدة». ولفتت الصحيفة إلى أن قوات حزب الله تتمتع بتسليح أفضل من الجيش اللبناني الذي يضطلع بدور ثانوي، ونجح الحزب أيضا في تأسيس شبكات موسعة من المنظمات الخيرية، وحركة سياسية لها نفوذ كبير داخل البرلمان اللبناني. وأضافت أن قوة الحزب تعود بشكل جذري إلى الدعم المسلح المتواضع الذي توفره إيران والنظام السوري، في إطار محاور مناهض للغرب، يتيح لإيران مد نفوذها إلى البحر المتوسط وحدود إسرائيل، مشيرة أنه ومع بدء نظام دمشق في تلقى هزائم فادحة على أيد المعارضة، أجبر الحزب على التدخل في الشأن السوري والدفاع عن أراضيه حتى لا يحرم من طريق هام تمر عبره الأسلحة القادمة من إيران. وأضافت واشنطن بوست أن لحزب الله ما يقارب 5 آلاف عنصر يعتقد أنهم يحاربون داخل سوريا، حيث كان لهم دور حاسم في الحؤول دون تحقيق المعارضة السورية مكاسب عسكرية. وأشارت إلى ارتفاع الخسائر البشرية للحزب بسبب المعارك السورية، فرغم غياب أرقام دقيقة للقتلى، تفيد التقرير بمقتل المئات من صفوفه، فضلا عن تخفيض الحزب لسن التجنيد لضم المزيد من الجنود، مشيرة إلى تشييع جنازات لشباب بعمر الـ16 في القرى الشيعية المنتشرة في منطقة البقاع. ونقل التقرير عن لينا الخطيب مديرة مركز «كارينجي الشرق الأوسط» قولها: إن الحزب يريد انتشال قواته من المستنقع السوري، لكنه يدرك أن عليه البقاء حتى « توافق إيران على أي حل سياسي قد يتم التوصل إليه». ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله يواجه ضغوطا جراء الهجمات المتزايدة من جانب مقاتلي الدول الإسلامية وجبهة النصرة، الذين عبروا الحدود السورية إلى داخل لبنان، والذين بدؤوا منذ عام شن هجمات بالسيارات المفخخة وهجمات انتحارية على معاقل الحزب في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك المعقل الرئيسي له في ضواحي بيروت الجنوبية. ولفتت الصحيفة إلى الحادثة التي أحرجت حزب الله والتي قتلت فيها جبهة النصرة ثمانية عناصر تابعين للحزب في البقاع ونشرت مقطع فيديو لهم، ما دفع الحزب للضغط على المواقع الناشرة له من أجل إزالته. وعن هذه الحادثة نقلت الصحيفة عن ديفيد شينكير المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية ومدير قسم السياسات العربية في «معهد واشنطن لسياسيات الشرق الأدنى» قوله: إن حادثة قتل جنود حزب الله « كانت بمثابة ضربة مذهلة، أضرت بسمعة الحزب كقوة عسكرية قديرة». وأضاف شينكير استهداف حزب الله لإسرائيل على الجبهة الجنوبية كرد فعل سريع وغير متوقع على قتل جنوده في البقاع كان يهدف إلى إسماع جميع الأطراف «أنه لا يزال قادرا على التمسك بقضيته الرئيسية». ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين قولهم: إن الحادثة تعد دلالة على أن الحزب يصير في اتجاه التهور لخشيته أن ينظر إليه كقوة ضعيفة، ويشير المحللون إلى أن عواقب هذا السلوك قد تكون قاتمة، مذكرين بالحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله عام 2006 بسبب اختطافه لاثنين من جنودها.
مشاركة :