أبدت القوى السياسية اللبنانية تخوفها من تداعيات الضربة العسكرية الأمريكية المتوقعة لسورية ومن سعي بعض الأطراف اللبنانية لتوريط لبنان في هذه الحرب. فاعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري في تصريح له أمس أنه و«للأسف منذ أن أقحم حزب الله نفسه في المستنقع السوري وورّط لبنان بشكل أو بآخر، أخذ كل الأمور إلى منحى أكثر خطورة». وأشار إلى أن «البعض يقحم نفسه في معركة محتملة ضد النظام السوري وهذا الأمر سيزيد الأمور تعقيدا، وأوضح أن «أي عربي لا يتمنى الضرر لأي حبة رمل عربية ولأي نقطة في المنطقة العربية ولكن النظام السوري أصبح في مواجهة إرادة دولية لم تعد تقبل بما حصل من مجازر بحق الشعب السوري». وقال «كان الأجدى بنا أن ندعو مجلس الوزراء لاجتماع ومناقشة أوضاع داخلية»، مؤكدا في سياق آخر أن «هناك فرصة لمبادرة تاريخية يقوم بها حزب الله بالانسحاب من سورية والعودة إلى الداخل اللبناني». فيما عبر النائب أحمد فتفت عن تخوفه من زيادة عدد النازحين السوريين إلى لبنان نتيجة الضربة العسكرية المتوقعة ضد النظام السوري، معتبرا أن الضربة هي ذات أهداف دبلوماسية، أما إذا كانت الضربة لسورية لتغيير موازين القوى ستكون نتائجها إيجابية لبنانيا لناحية حل مشكلة النازحين وتخفيف الضغط الأمني. ورأى أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور يتصرف كسفير للخارجية السورية بعدما وضع كل إمكانياته بتصرفها، لافتا إلى أن دعوته الحكومة المستقيلة للانعقاد هي خارج السياق والمنطق. كما رأى عضو كتلة القوات اللبنانية جوزيف المعلوف، أنه في حال نفذ الهجوم العسكري من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ضد النظام السوري، عندها يجب أن يكون هناك تعاضد أكثر في لبنان من خلال أعمال وقائية لتفادي أي أحداث أمنية ممكن أن تحدث في البلد». وأعرب المعلوف عن «عدم اعتقاده أن يكون هناك مصلحة لدى حزب الله في أن يتطور الوضع الأمني في لبنان بشكل سلبي»، مبديا قلقه من تداعيات أي ضربة عسكرية على سورية وما قد تسببه من حركة نزوح كثيفة للسوريين إلى لبنان خصوصا أن لا خطة لدى الدولة اللبنانية لاستيعاب أعداد جديدة من اللاجئين. كما تخوف المعلوف من ردات فعل بعض الجهات اللبنانية، لافتا إلى أنه قد يتأثر لبنان على المستوى الأمني خصوصا بعد التفجيرات الأخيرة التي وقعت في لبنان والتي ثبتت ضلوع النظام السوري فيها.
مشاركة :