تُعرَّف النميمة بأنها نقل الكلام بين طرفين بقصد الإفساد. وهي بالطبع محرَّمة بنصوص صريحة من الكتاب والسنة، لما فيها من الظلم والإيذاء وقطع الأرزاق. هناك أحاديث كثيرة تكفي لبث الرعب في نفوس من امتهن نشر النميمة والكذب على الناس. في الحديث الأول الذي رواه البخاري ومسلم: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ». أما الحديث الآخر المتفق عليه، فيشير إلى أن النميمة تعد من الأسباب التي توجب عذاب القبر، حيث روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين، فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة». ودائما ما تجد النمام ذا وجهين، يتعامل مع الناس بوجه، أما خلفهم فهو كالحرباء المتلونة، وفيها جاء التحذير النبوي أيضا: «تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه». مقال اليوم ليس درسا دينيا، لكنه حديث في الأخلاق التي تخلى عنها كثير من الناس ولأسباب كثيرة. لا تستغرب كثيرا إذا كان النمَّام يسعى إلى الإفساد وتشويه سمعة الناس حسدا وكراهية. لكن المستغرَب أن تُفاجأ بما تسمعه من قصص مضحكة عن بعض المسؤولين الذين لا يدخلون مجلسا ولا يزورون موقعا إلا وهم يحرضون على «فلان وعلان» من الناس! يتواصلون مع الجهات الأمنية -بصفتهم الرسمية- وينقلون لهم تقارير كاذبة عن موظفين يعملون لديهم بغرض تدمير مستقبلهم وقطع أرزاقهم. يتواصلون مع من هم فوقهم من المسؤولين، يحرضون على فلان و«علان» من الموظفين العاديين، والسبب أن ذلك المسؤول المريض يخشى من أي كفاءة قد تأخذ منصبه أو كرسيه منه مستقبلا. أمراض نفسية وأخلاقية تؤذي الناس في وظائفها ومصالحها وأرزاقها، وتشغِّل الجواسيس في مواقع العمل لإسقاط فلان أو «علِّان» لغايات سوداء في قلوبهم. برودكاست: امرأة دخلت النار في قطة عذبتها، وهناك من البشر من يتلذذون بقطع أرزاق الناس وإيذائهم في عيالهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
مشاركة :