النمّام بين ردهان بن عنقا والسلولي

  • 8/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جاء في كتب الأدب أن رجلاً وشى بالشاعر عبدالله بن همام السلولي ـــ المعروف بالعطّار لحسن شعره ــــ عند زياد بن أبيه، وقال له إن السلولي يقول فيك الهجاء ولا يكل ولا يمل عن تنقصك في أي فرصة سنحت له.. فاستدعى زياد بن أبيه الشاعر وجعل الواشي في غرفة مجاورة له ليسمع ما يدور بينهما، فقال زياد للسلولي: بلغني أنك هجوتني، وقلت فيّ ما قلت من الذم والشتم. فقال له السلولي: كلا أصلح الله الأمير أنا لم أهجك ولا أنت أهل لذلك.. فأخرج زياد الواشي من الغرفة، وقال للسلولي: هذا الذي قال لي إنك هجوتني. فأطرق الشاعر ابن همام السلولي، ونظر للواشي وقال له: أنت امرؤٌ إما ائتمنتك خائنًا.. فخنتَ وإما قلت قولا بلا علمِ! فأنت من الأمر الذي كان بيننا.. بمنزلةٍ بين الخيانة والإثمِ! فأعجب زياد بجوابه ورد الواشي ولم يصدقه! في هذه القصة تتلخّص لنا حقيقة الواشي.. فالواشي النمّام رجل يسير بين رذيلتين في سعيه ونمّه بين الناس.. فهو إمّا خائناً لأمانة من استودعه الكلام الذي نقله للأطراف المعنية به.. وإمّا أنه كاذب اختلق هذا الكلام الذي ينمّه بين القلوب المتآلفة ليفسد ودّها ويعكر صفو ودادها! أمّا غاية النمّام والواشي، فتلخّصها أبيات للشاعر ردهان بن عنقا نصحَ بها الشيخ عبدالكريم الجربا ــــ المعروف بأبي خوذه ــــ وحذّره من سماع قول الوشاة الذي يُظهرون له الود والحرص عليه ويُبطنون له الغل والحقد فقال له: أصغيت راسك يم راعي غرايف.. لا قاعد عزك براسه ولا قام.. حطّاط غلٍّ بالقلوب النظايف.. عجل على نقل المشاليت ميلام! أي استمعت لأناس لا هم لهم سوى ضعضعت أركان قبيلتك وافراغها من كل عناصر القوة والمنعة، وأطعت شخصا لا يجد راحة نفسه المريضة إلا بإفساد القلوب النظيفة وتلطيخها بأدران الغل والحقد.. فلا ينبغي تقريب هؤلاء والاصغاء لهم.. فانقاد الشيخ عبدالكريم الجربا لهذه النصيحة وصحح خطأه الذي كاد يعصف بأركان قبيلته! وهكذا بين السلولي وابن عنقا تتلخّص حقيقة وغاية الوشاة وأهل النميمة! عبدالكريم دوخي المجهول @a_do5y

مشاركة :