لل واستبشر، وأضحك واستضحك بما ظنه (هزيمة الحزبية الإخوانية المتأسلمة) أمام (نداء تونس) العلماني! ولو ركد حتى تهدأ العجَّة قليلاً، وتأمل تصريح المنظِّر الأكبر لما يسمى بـ(الإسلام السياسي)، الفيلسوف القدير (مهما اختلفت معه)/ راشد الغنوشي، وهو يعترف بالنتيجة، ويبارك للمناضل القدير أيضاً/ الباجي قائد السبسي، الذي يعتقد كثير من السطوحيين السعوديين أنه من فلول النظام البائد، ولا يعلمون أنه من أشرس المناوئين للاستبداد منذ الحبيب بو رقيبة، وأنه نفي كثيراً منذ الستينات الميلادية، قبل عودته رئيساً للحكومة في الفترة الانتقالية (2011)..أين وصلنا؟ كل ما سبق جملة اعتراضية؟ آه..لو تأملنا تصريح الغنوشي الذي هنَّأ فيه تونس كلها بهذا العرس الديمقراطي البهيج؛ لأدركنا أن (حزب النهضة) يحقق أعظم انتصار في تاريخه! فقد أثبت أن قياداته تتقن اللعبة السياسية، ممكناً وكرَّاً وفرَّاً، منذ أن استقال رئيس الوزراء السابق السيد حمادي الجبالي (الذي أمضى 15 عاماً في سجون النظام السابق) على خلفية اغتيال المناضل الشهيد (شكري بلعيد)، الذي اتُّهمت الحركة بمساهمتها (على الأقل) في قتله، بتكريسها الخطاب الديني الإقصائي، ولو تشبث الجبالي بالكرسي لربما كان مصيره كالرئيس المخلوع (محمد مرسي)، ولكان مصير (النهضة) كمصير حزب (الحرية والعدالة) المحظور الآن!!أما الغنوشي فلا يعلم الكثيرون أنه هو الملهم الفكري الفعلي لحزب (العدالة والتنمية) الحاكم في تركيا، وليس (نجم الدين أربكان)! وكيف استطاع الإخوان الأتراك اكتساح صناديق الاقتراع منذ (15) عاماً، وإلى أضعافها، كما يتوقع المراقبون؟ بالشعارات الزائفة والخطب الرنانة؟ أم بالنظام والقانون، وإنجاز المشاريع العملاقة، ومحاربة الفساد؟وهي العلمانية فعلاً، التي نصح بها الرئيس التركي رجب (غير) الطيب إردوغان إخوانه في مصر، وكادوا يكونون عليه لِبَداً! آن الأوان لنفهم أن العلمانية لا تعني فصل الدين عن الدولة، إلا أن نعتقد أن الدين يناقض النظام والقانون، ويسمح (حاشاه) بالكذب والظلم والفساد!إن لم يكن الشرع هو الدولة المدنية؛ بحفظه الضرورات الخمس (الدين والنفس والعرض والمال والعقل)؛ فكيف تصنِّف (صحيفة المدينة) التي كتبها صاحب الهجرة الخالدة، صلى الله عليه وسلم، للمشركين واليهود؟! نقلا عن مكة
مشاركة :