نقطة: العلمانية هي الحل!

  • 3/18/2017
  • 00:00
  • 71
  • 0
  • 0
news-picture

هذا ليس كلامي فقط، بل يتفق فيه معي، مِن حيث لا يدرون، أو يدرون لكن يتصنعون عدم الدراية، الإسلاميون من إخوان مسلمين وغيرهم من دعاة تمكين إردوغان والمعجبين به وببلاده وتطورها، وآخر المتفقين والداعين لذلك هو الدكتور عبدالله النفيسي، فأصبح اليوم من المدافعين عن العلمانية، بل وزادها بضرورة ابتعاد كل الإسلاميين عن الحكم والسلطة بمختلف توجهاتهم، وطالب كذلك بحلّ وتصفية جماعة الإخوان المسلمين من الأساس واندماجها بالمجتمع، لا حلّ واجهتهم الرسمية فقط، أي جمعية الإصلاح، كما كان يطالب المحامي بسام العسعوسي قبل سنوات قليلة فقامت الدنيا ولم تقعد، بل إنهاء الجماعة تماماً وكل أخ يروح لحاله. ما وصل له اليوم مَن يُطلق عليهم قيادات أو مفكرو التيارات الإسلامية من نتائج واستنتاجات سيعتبرها مريدوهم فتوحات ربانية وأفكاراً عظيمة لم يسبقهم إليها أحد، هي نفسها مطالبات خصومهم السياسيين التي تلقوا بسببها سهام التكفير والزندقة والإخراج من الملة منذ عشرات السنين، وما يطالبون به اليوم هو ذات البرامج والمطالب السياسية التي كانت تنادي بها التيارات اليسارية أو الليبرالية أو القوائم الطلابية الجامعية المنافسة لهم طوال عمرها، لكن الجماعة ربما يعانون من بطء الفهم والاستيعاب، فلا تطربهم إلا مغنية حيهم الملتحية مثلهم، وهذا الأمر لا ينطبق معهم على موضوع العلمانية أو الليبرالية أو بقية المصطلحات التي صاروا ينادون بها، بعد أن حاربوها وحاربوا حامليها سابقاً، فمن يتابع تاريخ تحريماتهم وتكفيراتهم فسيجدهم قد ناقضوا أنفسهم في كل أمر ومنتج جديد منعوه ثم صاروا من كبار مسوّقيه أو المستفيدين منه، بدءاً من تحريمهم تعليم المرأة والراديو والتلفزيون والتصوير، وصولاً إلى هاتف الباندا النقال ذي الكاميرا اليتيمة، فصارت لهم اليوم مدارسهم الخاصة للبنات، ويظهرون في كل الشاشات والجوالات والمجلات والإذاعات وكأن من كان يحرمها هو مفتي المريخ أو أحد غيرهم لا نعرفه ولا يعرفونه، وبلا أدنى شعور بالخجل والحياء من سوء الحكم والتقدير والاستخفاف بالفتاوى وسنوات الضياع السابقة. إلى كل من أطلق على خصومه أو المختلفين معه اتهامات التكفير والتفسيق والتبديع، وأخرجهم من الدين أو وصمهم بالعلمانية والتغريب والليبرالية وما إلى ذلك مما يحمله قاموس الاتهامات لديكم، إلى كل من حرّم اختراعات ومنتجات حديثة ثم استخدمها، بل ربما صار من نجومها، إلى كل من وقف في وجه أفكار بضراوة ثم عاد واعتنقها بقوة، إلى كل من هاجم أشخاصاً وطعن بهم وبدينهم وبأخلاقهم بسبب اختلافه معهم ثم عاد ليطالب بذات ما كانوا يطالبون به؛ أنتم مدينون لهم ولنا ولعقولكم اليوم باعتذار.

مشاركة :