مع استمرار المعارك بين الجيش السوري وما يسمى بـ "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية، تتجاهل وسائل الإعلام الغربية تماما الفظائع التي ارتكبها المسلحون، مفضلة إلقاء اللوم على "النظام". بهذه الجملة بدأت الكاتبة الأمريكية رانيا خالق مقالتها، التي نشرتها على موقع RT باللغة الإنكليزية، مخاطبة القارئ الغربي وخاصة الأمريكي، الذي يتابع الحدث بعين وسائل الإعلام الرئيسية في بلاده. وأوضحت الكاتبة أنه كما جرى من قبل خلال الأزمة التي مزقت البلاد على مدى السنوات السبع الماضية، يرفع الغرب عويله مع اقتراب الحكومة استعادة السيطرة على منطقة أخرى في سوريا، وهذه المرة الغوطة الشرقية، الواقعة في ضواحي دمشق وأحد المعاقل القليلة المتبقية تحت سيطرة الجماعات المسلحة. وقبل الغوطة الشرقية كانت حلب، وقبلها مضايا وحمص، وهلم جرا، حيث يتحدث الإعلام الغربي عن كل هذه المناطق وكأنها خالية من المسلحين المتمردين، وتصور السلطات السورية بأنها ترتكب "مجازر" بحق المدنيين بشكل أقرب لأفلام الرعب. وإذا تم ذكر المسلحين، فإنهم عادة كانوا (ولا يزالون) بعين الصحافة الغربية كـ "متمردين معتدلين ومقاتلين من أجل الحرية". وعادت الكاتبة تخاطب القارئ الغربي قائلة "إذا تكونت لديك فكرة عن الغوطة الشرقية مما تنشره وسائل الإعلام الغربية، فإنها تركت انطباعا بأن هناك نزاعا من جانب واحد يحدث بين الحكومة السورية ومدنييها. ولكن هذه الحرب ليست بهذه البساطة". واعتبرت أن الحرب الأهلية في سوريا قد تكون الأكثر استغلالا دعائيا عبر وسائل الإعلام على مدى التاريخ، حيث أنفقت عشرات الملايين من الدولارات من قبل الحكومات الغربية وحلفائها الإقليميين الذين يديرون أجهزة إعلامية تعكس الصراع وتتهم الحكومة بالوقوف وراء كل أعمال العنف وتحرض على تدخل عسكري غربي أكثر قوة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت الكاتبة أنها لا تهدف لـ "تمجيد" الحكومة السورية، التي وصفتها بالـ "سلطوية"، لكنها تتساءل من سيحل محل الحكومة لو انهارت؟ مشيرة إلى أن البديل غير مقبول لمعظم السوريين والدليل أن الغالبية العظمى من السوريين (75 في المئة على الأقل) اعتبارا من عام 2016، يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وربما النسبة ارتفعت بعد أن استعادت الحكومة مساحات شاسعة من الأراضي مؤخرا. المصدر: RT علي جعفر
مشاركة :