قال الدكتور مصطفى سواق المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، إن الدورة الثانية من مؤتمر «مستقبل الإعلام – قمة الرواد 2018» شكلت منصة حوارية مهمة، جمعت الفاعلين الرئيسيين في حقلي الإعلام والتكنولوجيا، حيث إن حضورهم وأفكارهم ومشاريعهم وخلاصات تجاربهم المهنية أضفت بعداً ريادياً وطلائعياً على هذا المؤتمر الهادف بالدرجة الأولى إلى تعزيز العلاقة بين طرفي العملية الإعلامية من منتجي المحتوى الإعلامي ومبتكري ومنتجي أدوات الإعلام التكنولوجية ووسائطه، ومنها تقنية السحابة وغيرها من المستحدثات التكنولوجية التي تدخل في دورة الإنتاج الإعلامي.وقال سواق في ختام أعمال مؤتمر «مستقبل الإعلام - قمة الرواد 2018» الذي نظمته شبكة الجزيرة الإعلامية على مدار يومين، إن الحوارات والنقاشات التي عرفها المؤتمر خلال يومين ساهمت في إبراز أهم التحديات التي يواجهها الإعلام المعاصر، والتي تظهر تباعاً مع كل ابتكار جديد، وهو ما يقتضي العمل من أجل ابتداع الحلول المناسبة، حيث إن الإعلام المهني الجاد يقوم على معايير مهنية صارمة كالصدق والدقة والموضوعية والتوازن والمحافظة على حقوق الآخرين وخصوصياتهم وغيرها. وأكد مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة أن هذه المعايير أصبحت اليوم مهددة بشكل غير مسبوق بسبب التدفق المتسارع للأخبار وتعدد مصادرها وأدوات توزيعها، مما يتطلب تقديم حلول مستدامة لمثل هذه التحديات، وبالتالي خلق نوع من التعاون بين الصحافي والتكنولوجي لتشخيص المشاكل واقتراح الحلول التي لن تأتي إلا من مثل هذه المؤتمرات التي ينبغي التوسع فيها لتشكل فاعلين في مختلف مستويات الإعلام والتكنولوجيا. وشدد مصطفى سواق على أنه بالرغم من الابتهاج بالتطور التكنولوجي الهائل وغير المسبوق في تاريخ الإنسان، فإن ما يثير الانشغال هو أنها ليست مجرد وسائل للاتصال والنفاذ للمحتوى أو إرساله للمتلقي والمستخدم وتأمين منصات متنوعة لانتشاره، وإنما إدراك تحولات العالم وتشكيل وجهة نظر إعلامية تساير هذا التطور من خلال المستجدات الإلكترونية، شريطة عدم توظيفها إلا في غير ما وجدت له لإبعادها عن «الأدلجة» في بعدها المعرفي، بل والعمل على مراعاة احتياجات المتلقي لمعرفة تنويرية تستدعي الحرص على مرتكزات أساسية، منها: دقة المعلومات، والسياق، والعمق، والرأي الموثق، مضيفاً قوله: «هذا ما نحرص بالفعل عليه في المنتوج الإعلامي لشبكة الجزيرة الإعلامية في النشرات والبرامج ومقالات الأونلاين». واختتم مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية كلمته بالتأكيد على الحاجة الماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وسائل وأدوات تراعي شروط المعرفة التربوية التنويرية، وتساعد على تحقيق هذه الغاية بدل المعرفة السطحية الترفيهية، خاصة وأن التكنولوجيا بصفة عامة تجسد نمطاً معيناً للوجود والكينونة في هذا العالم، وتصوراً محدداً للعلاقات الإنسانية وتفرضهما علينا، مما يجعل هذه المبتكرات والمستحدثات التكنولوجية تمثل أسلوباً متكاملاً للنظر إلى العالم وتشكل منظوراً خاصاً يتم من خلاله إدراك الآخر. ليضيف أن ما تم مناقشته خلال المؤتمر على مدار يومين، يعتبر أملاً من أجل التطوير المبدع الهادف الذي لا يكتفي بتطوير الأدوات التكنولوجية، بل يأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المعرفية للمتلقي والمستخدم وخدمة الإنسان الذي تلتزم به شبكة الجزيرة بتقديم رسالة إعلامية تنويرية له أينما كان. «الذكاء الاصطناعي» محور نقاشات الجلسات الأخيرة تمحورت المداخلات الرئيسية في ثاني أيام المؤتمر حول الذكاء الاصطناعي وما يعنيه حالياً، حيث تحدّث إيف بيرجويست -من مركز التكنولوجيا بجامعة جنوب كاليفورنيا- عن الأخلاق والآثار المترتبة على الذكاء الاصطناعي. وأوضح الفرق بين تعلّم الآلة، وطريقة الفهم بطريقة مفصّلة عن آلية الذكاء الاصطناعي في فهم السلوك الإنساني المعقّد للمرة الأولى. كما تحدّث عن أهمية الذكاء الاصطناعي في عالم الإعلام، حيث سيسهّل على الجميع الوصول إلى المعلومة والاستفادة من الكم الهائل من المعلومات المتاحة اليوم، كما سيعمل على تسريع آلية العمل داخل وسائل الإعلام. وقال إن 88 % من الوظائف قائمة على الموظفين في الوقت الحالي، وإن لم نكن حذرين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي سننفصل عن مجتمعاتنا، وهو أمر لا يجب أن يحدث، حيث إن قيم الأعمال هي جزء لا يتجزأ من القيم الإنسانية. كما تحدّث علي شاه -رئيس التكنولوجيا الناشئة والتوجه الاستراتيجي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)- حول أهمية الذكاء الاصطناعي واستعماله في وسائل الإعلام المختلفة، محدداً استعمالاتها في 3 أوجه، وهي: الأتمتة، والزيادة والتحسين، والإسهاب في المحتوى، معطياً أمثلة على الكيفية التي تتم بها مطابقة الأنماط المتكررة في المحتوى الإعلامي، بما في ذلك الاختيار الآلي لزوايا التصوير والكاميرات كما هو متبع بين البشر، ذاكراً أن هذا التطور هو النمط الطبيعي والمتوقع في مجال الفيديو والصوت. جلسات ترصد تقنيات التلفزيون الحديثة تطرقت جلسات أمس الثلاثاء من مؤتمر «مستقبل الإعلام – قمة الرواد 2018» إلى مستجدات صناعات الإعلام، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة، وتقنيات التلفزيون الحديثة، وتعزيز غرف الأخبار. وبدأت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، الذي نظمته شبكة الجزيرة الإعلامية، بكلمات افتتاحية ألقاها عدد من الشخصيات البارزة والمتحدثين، الذين ناقشوا تقنيات السحابة الإلكترونية والأمن السيبراني. وضمت جلسة نقاشية أدارتها إنغريد سيلفر -من ريد سميث- كلاً من الدكتور ياسر بشر المدير التنفيذي للقطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الإعلامية، وعلي شاه من هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (BBC)، ووراينر كيلرهالس من «مايكروسوفت»، والدكتور أحمد المقرمد من معهد قطر لبحوث الحوسبة. وعلّق الدكتور بشر على مسألة التحيز بالقول: «في سياق تحرير الأخبار والمعلومات، سيكون هناك قدر من التحيز؛ كون المعلومات تُجمع من قبل إنسان، وهو ما يعني إلزامية التدخل التحريري»، في حين علّق الدكتور المقرمد معلقاً على الاتجاه الذي نسير فيه بخصوص الذكاء الاصطناعي بالقول: «الأمور في طور التطور، وقد تستغرق عدداً من السنوات، لكني على ثقة بأننا في نهاية المطاف سنعتمدها. فإذا نظرنا إلى الوراء، بالتحديد إلى الثورة الصناعية، في كل خطوة نخطوها في طريق التطور، ينظر الناس بتخوف إلى أي من التكنولوجيا الجديدة، ويعتبرونها تهديداً لهم، لكنهم يتقبلونها ويستغلونها في النهاية لتحسين البشرية والارتقاء بها، وأنا أرى بأن هذا هو النهج الذي سينتهي إليه الذكاء الاصطناعي». وفي الفترة المسائية، تحدّث توم كوردينر -نائب الرئيس الأول في شركة «AVID»- عن آليات التمكين في غرف التحرير الإخبارية المستقبلية، وانقسمت بعدها النقاشات إلى جلسات مصغرة، تطرقت إلى مستقبل التلفزيون كما نعرفه.;
مشاركة :