أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن تحديات جمّة تواجه الصحف التقليدية، ما يُحتم على قادة هذه الصناعة مواجهة هذه التحديات، بالابتكار والتحول إلى الإعلام الرقمي، الذي يمر بوتيرة متسارعة. نهيان بن مبارك: - «يستطيع أي شخص أن يكون ناشراً ومحرّراً صحافياً، ما يعزز تحديات صناعة الصحافة». - «الصحف التقليدية تواجه تحديات تحتم عليها الابتكار لمواجهتها». وأضاف خلال افتتاحه، أمس، أعمال مؤتمر الرابطة العالمية لناشري الصحف والأنباء للشرق الأوسط «WAN IFRA 2017» في دورته الـ12، المقامة في دبي: «أنا على ثقة بأنه بفضل الابتكار سيتمكن قادة الإعلام التقليدي من مواجهة التحدي الذي يواجه صناعتهم للاستجابات لمتطلبات العصر وإيجاد الحلول». وذكر أن دراسة أجرتها جامعة ستنافورد، العام الماضي، أشارت إلى أن 7800 طالب، من 12 ولاية أميركية أجريت عليهم الدراسة، عجزوا عن معرفة صدقية المعلومات التي تصلهم عبر هواتفهم المحمولة وأجهزتهم الإلكترونية، رغم إيمان أولئك الطلاب بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، وأن الدراسة استنتجت بشكل عام قدرة الشباب على أن ينقحوا المعلومات التي تصلهم عبر الإنترنت، ويمكن تلخيص ذلك بكلمة واحدة هي أنه «ضعيف». وأكد أنه حتى في بيئة الإعلام الرقمي في القرن الـ21، فإن التحديات التي تواجه هذه الصناعة لن تختفي، وأن القائمين عليها سيواجهون التحديات بفعل الأخبار والمعلومات التي تتدفق بسرعة عبر القنوات الإعلامية الرقمية. ولفت إلى أنه يجب أن نتعامل بحساسية تامة وبحذر، عندما نصف الأنباء التي تردنا عبر قنوات التواصل الاجتماعي بأنها مزيفة، فقد بات شبه مستحيل أن نميز بين المعلومات الحقيقية والدقيقة من المعلومات التي تم اختلاقها للبيع أو التضليل أو الاستغلال. وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أنه في هذا العصر الذي يشهد تدفقاً كبيراً للمعلومات بشكل غير مسبوق، فإنه يستطيع أي شخص أن يكون ناشراً ومحرراً صحافياً، الأمر الذي يعزز من التحديات التي تواجه هذه الصناعة. وقال إنه في خضم هذه التغييرات الكثيرة التي تواجه صناعة الأخبار، فإن القائمين على هذه الرابطة محظوظون بأنهم مسؤولون عن هذا الملف لتوعية القراء، وأنه أثناء ذلك يجب أن يستمروا في توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة للقراء الذين يحتاجون إليها للاستمرار في حياتهم. وذكر أنه قبل سنوات قام اتحاد الصحافيين الأميركيين بإجراء بحث عن المبادئ التي يجب أن ترتكز عليها مهنة الصحافة، لكي تستمر في ظل المتغيرات المتسارعة في الإعلام الرقمي، فتم التوصل إلى أنه ينبغي على الصحافيين أن يكونوا مستقلين عن الأشخاص الذين يغطون أخبارهم، ويجب على الصحافة أن تسعى إلى توفير أنباء مثيرة للاهتمام وذات علاقة تحاكي اهتمامات القراء، وأن تكون الأخبار التي تبثها مكثفة، إضافة إلى أن يعود الصحافيون إلى ضميرهم عند بثهم الأخبار، مشيراً إلى أن العمل الصحافي الذي يصل إلى هذه المبادئ سيزدهر ويستمر، وأن هذه المبادئ وحدها قادرة على صد ما يأتي لهذه الصناعة من أخبار مزيفة عبر الإنترنت. وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن الصحافيين الماهرين في طبيعتهم هم مبتكرون وسيستمرون في المشهد الرقمي. التأخر في نشر الأخبار أو تجاهلها يخفض نسبة القرّاء والزيارات 20 مليون زائر لموقع صحيفة «بيلد» يومياً. استعرض الرئيس التنفيذي لشركة «DMG»، الناشرة لصحف «ديلي ميل» و«مترو» وموقع «ديلي ميل أون لاين»، كيفين بيتي، تجربة المجموعة في مواجهة تحديات صناعة الصحافة المطبوعة. وقال كيفين، في مشاركته في مؤتمر الرابطة العالمية لناشري الصحف والأنباء للشرق الأوسط: «على الرغم من أن المواقع الإلكترونية التابعة للشركة تحدث على مدار الساعة من قبل المحررين الصحافيين الذين يعملون لديها، إلا أننا وجدنا من الصعب أن نمتنع عن نشر أو نتأخر في نشر أي مادة صحافية، لأنه في الإعلام الرقمي إذا امتنعت عن نشر شيء أو تأخرت عن نشره فإن غيرك بالتأكيد ينشره، ويأخذ منك القراء والزيارات، لذلك يجب أن يكون التحديث لدينا على مدار الساعة». وأضاف أن «الشركة اتجهت أيضاً إلى التجارة الإلكترونية، لتعزيز مصادر الدخل لديها، فأنشأت موقعاً للتجارة الإلكترونية، يبيع السلع والمنتجات، غير أنه في الوقت ذاته، لا يمكننا أن ننافس سوق (أمازون)، إلا أن ثقة متعاملينا باسمنا التجاري، تجعل من السهل أن يشتروا تلك السلع منا». «المحتوى المدفوع» تجربة ناجحة في صحيفة «بيلد» استعرض المدير العام لصحيفة «بيلد» الألمانية، توبيس هينينج، تجربة تقديم محتوى مدفوع للقراء عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة. وقال هينينج في جلسة «المحتوى المدفوع: التعلم من الأسواق الأخرى»، خلال مؤتمر الرابطة العالمية لناشري الصحف والأنباء للشرق الأوسط، إنه «حتى عام 2013 كان 80% من دخلنا يأتي من الإعلانات الرقمية، لأننا قررنا في التسعينات وضع محتوى صحيفتنا على الإنترنت مجاناً»، مشيراً إلى أنه «في 2013 وجدنا الدخل يقل تدريجياً، فقمنا بوضع محتوى مدفوع للقراء على الموقع الإلكتروني، ورغم خوفنا من فشله إلا أنه نجح». وأضاف أن «تجربة الصحيفة في المحتوى المدفوع نجحت، وكان يزور موقع صحيفتنا في عام 2013 نحو 14 مليون زائر، وارتفع الآن إلى 20 مليون زائر يومياً». وأضاف أنه «بعد أن أجرينا بحوثاً في صحيفتنا لإقناع القراء بأن يدفعوا مقابل محتوى صحافي كان مجانياً بالنسبة لهم، وجدنا أنه يجب علينا أن نركز على المحتوى المقدم»، مشيراً إلى أنه «بدأنا بعد ذلك بالتركيز على المواد الصحافية الخاصة». وفي رده على سؤال حول مدى تأثر توقيت نشر المحتوى في النسختين الورقية والإلكترونية، قال هينينج إن «هذا الخوف لا أساس له»، مشيراً إلى أنه «في عام 2009 أجروا حواراً صحافياً مع دونالد ترامب، وقاموا بنشره في المساء على الموقع الإلكتروني، وفي اليوم التالي تم نشره على النسخة المطبوعة، فلم يكن هناك أي تأثير». مازال أمام الصحف القدرة على مقاومة التحديات، واستثمار ثقة متعامليها، والبحث عن مصادر دخل أخرى. وأشار إلى أن «المنصة التي أنشأناها نعمل فيها مع تجار تجزئة آخرين ليس لديهم جمهور، وبذلك نحن نزودهم بالجمهور ونعمل معاً لترويج تلك المنتجات». وقال كيفين: «لدينا في محفظتنا الاستثمارية صحيفة (مترو) المجانية، بحيث تعتبر الأكثر ربحاً في مجموعتنا، ويوزع منها يومياً نحو مليون و300 ألف نسخة، وبالتوازي مع ذلك هناك موقع إلكتروني للصحيفة أيضاً يمكّن مستخدمي وسائل النقل العام التي توفر خدمة الإنترنت اللاسلكي من تصفحه». وأشار إلى أنه في عام 2005 وجدت الشركة أنه من الصعب أن تضع قيوداً على دخول مواقعها الإخبارية الإلكترونية من قبل القرّاء، وارتأت أنه لابد أن يكون الدخول مجانياً، وبذلك أصبح لدينا من خلال القصص والمواد الصحافية المتميزة التي ننشرها نحو 15 مليون شخص يزورون «ديلي ميل أون لاين» على الأقل مرة واحدة يومياً، وضعف ذلك في عدد الزيارات لمنصات التواصل الاجتماعي التابعة للصحف. وقال إن الشركة تعمل حالياً بالقرب من «فيس بوك»، و«غوغل»، و«سناب شات» و«أبل»، للاستفادة منها في نشر المواد الصحافية، وأنه في الوقت ذاته يجب على الشركة أن تتعامل بجد مع هؤلاء العمالقة لنفهم عملهم. وقال إن «عدد القراء الإلكترونيين يزداد يوماً بعد يوم، بأعداد كبيرة، ما يجعلنا نحتاج إلى أموال أكثر للوصول إليهم، وإنه يجب أن نصل إلى طرق لنشر موادنا الصحافية بشكل أقل كلفة»، مشيراً إلى أن «المجموعة تعمل حالياً على الاستثمار في الروبوتات في عملية الطباعة والتحرير». وأضاف أن الدراسات تُشير إلى أن الناس يلجؤون إلى المصادر الإعلامية الموثوقة في أوقات الأزمات، مشيراً إلى أن ذلك يعني أن الصحف مازالت لديها القدرة على أن تقاوم التحديات في الوقت الحالي، واستثمار ثقة عملائها بأسمائها، والبحث عن مصادر دخل أخرى.
مشاركة :