«شجرة الكاوتشوك» معرضاً في متحف سرسق

  • 3/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يفتتح متحف نقولا سرسق الخميس المقبل، معرضاً بعنوان «عبد القادري: قصة شجرة الكاوتشوك». ويستمرّ حتى الرابع من حزيران ٢٠١٨(يونيو) المقبل. «قصة شجرة الكاوتشوك» للفنان عبد القادري، هو مشروع فني مستمر يبحث في ذاكرة البيوت البيروتية المهجورة، وتحديداً تلك التي تسكنها شجرة الكاوتشوك في العاصمة اللبنانية. ذلك الشجر الذي زرعه سكان بيروت في الأصل بغية تظليل بيوتهم وحفظ خصوصيتها. خلوّ هذه البيوت من ساكنيها بفعل النزاع على ملكياتها أو لأسباب أخرى، سوّغ على مرّ السنين للشجرة اختراق المساكن والتداخل مع أساساتها في دلالة حقيقية على ما يحمله مفهوم العناق من قوة، لكأنّ جذورها وفروعها متمسّكة عنوةً بما تخلّ عنه البشر. في معرضه الحاليّ يقدّم عبد القادري أعمالاً جديدة في الرسم والنحت والفيديو تتمحور حول هذه الشجرة، حيث دأب منذ العام ٢٠١٥ وحتى اليوم، على اقتفاء الوجود الطبيعي والتاريخي والاجتماعي لهذه النبتة في أحياء مدينته بيروت، والتوثيق له بالصور الفوتوغرافية والفيديو المصوّر. يرصد المشروع العلاقة المعقدّة بين السرديات والذكريات المألوفة المتجذّرة في تاريخ الأبنية المهجورة، ملقياً الضوء على مشهدٍ صامت يختزل الحكايات المرويّة كلها، إذ تكبر الأشجار في شكل عشوائي لتطوّق بعنف الغرف والجدران وتحبس فيها ما تبقى من فكرة الدفء، وتنتصب في ما بعد شاهدًا وحيدًا على ذكرياتهم. «الحدّاد وشجرة الكاوتشوك» هي لوحة ثلاثية جدارية تُحاك فيها لحظات الذكريات والعمل والعزلة. وتعكس البنية التأليفية لهذا العمل الذي يحاكي المنطق البصري للقصص المصورة التبادلات المتقاطعة للذكريات بين الحدّاد وبيته والشجرة. ويوّظف الفنان هنا قلم الرصاص ليلمّح إلى الحكايات المعلّقة لهذه الشخصيات والعناصر ومصيرها، وتعكس المواد الأخرى كالفحم والألوان الزيتية المرور الوئيد للزمن بين مشهد وآخر. أما «في الحلم: الغصن هو الأخ» فهو عمل تجهيزيّ يقدم تحية إلى الحدّاد، باني المنزل، من خلال استخدام مواد وتقنيات تعكس طبيعة مهنته. قام الفنان بصب الشجرة من مادة البرونز عبر قوالب شمعية لأوراق خمس شجرات كاوتشوك جمعت من خمسة بيوت في بيروت. أمّا الكرسي المصنوع من المطاط فهو نسخة طبق الأصل عن كرسي حديد وُجد في منزل الحدّاد. يقدّم العمل غصن الشجرة كرمز لما هو عائليّ وشخصيّ في دلالة إلى دفء البيت كمكان لسُكنى البشر إلى بعضهم البعض، لا كمجرد هيكل إسمنتيّ مخصّص لقضاء احتياجات يومية. على امتداد مسيرته الفنية في الرسم والتلوين، ركّز القادري في بحوثه على إشكالية تقويض الحريات في المجتمعات العربية من خلال تحليل، وإعادة بلورة مفاهيم معاصرة لقضايا شكّلت ملامح الفكرة المتناولة، ومنها العنف والإرث الثقافي والهجرة والانتماء. يبحث معرض «قصة شجرة الكاوتشوك» في التغيرات التي طرأت على النسيج الحضاري والفردي لمدينة بيروت، وقدرة الشجرة على صوغ خطاب شخصانيّ أكثر إنصافاً للحكايا الجماعية المتشاركة.

مشاركة :