(مابين الإقصاء والتهميش ) لو تتبعنا مشهد دور النشر بالسعودية لوجدنا أزمة تتحرى فك أغلالها وكشف الستار عن أغوارها ومخارجهاومداخلها .. حيث بات النشر عقبةً تواجه المبدع ومن لديه مادةً جاهزةً للنشر ولاتزال دور النشر تركض خلف الصمت الرهيب تحت عباءة التسفيف والتسويف .. فمن جرب التعامل معها يجد تدني التعامل وزرع الاتكالية المعماة على كاهل المبدع وإهمال يثير مبدئية تلقي الاهتمام بأرباب القلم وعقليتهم .. تأجيل في المواعيدِ وعقد شروط تثقل لوحة الإبداع وتضعها في إطار التهميش والإقصاء وعدم أدنى مسؤولية واهتمام بمن تقدم إليها وهو ضمآناً ينتظر كتاباً ينهل منه المجتمع إبداعه .. ففي المشهد الأدبي ظهرت أقلام شابة وامقة بالجمال الحرفي بنصوص شيدت سمو القلم لكنها همشت بفعل فاعل ياترى هل نشدد مسؤولية ذلك على دور النشر الناسية أن في إبراز تلك الأقلام خدمةً لها أولا وأخيراً .. أم نعتبره لحناً بـ القول ونقول قصوراً وارداً من ذوي الأقلام ذواتهم حتى ننصف فكرة الإقصاء والتهميش والتي باتت لاتعبأ إلا بفئةٍ معينة وطبقة من الكتاب والروائين وغيرهم .. فنجد العدد ذاته يتكرر والأسماء ذاتها تتكرر ولامناص من ذلك . فأين الجهة التي تنادي المبدع بقولها هيتَ لك هنا نرسم لإبداعك آلية النشر دون الركض والتعطش لـإنتاجه وهو يحلم بأن يراه موارياً لأسماء نخبوية ظهرت بدون تسطيح .. إنني هنا من نافذة روافد أعلنها صرخةً وقد أصبح ديواني حبيس الأدرج يبحث عن دار نشر ترعاه حتى يكبر لكن فكرة البحث عن دار نشر مناسبة باتت تؤرقني وتؤرق كل صاحب نتاج ينتظر النور .. ليست الفكرة فكرة هجوم على دور النشر بقدر ماهو أمل يسكنني من رأسي حتى قدمي كي أرى هذه الدور تستقطب أسماءً جديدة على الساحة وإبداعاتٍ ربت وتألقت وتقوقعت في بؤرة مواقع التواصل الاجتماعي فعنيت بنشر أفكارها وبوحها هناك بكل تعطش ولم يبق في حقها سوى أن يكون لها نتاجاً ليس عسير ترعاه دور نشرنا ..
مشاركة :