إن العلاج الجيني يعتمد على بدائل الجينات "إحلال الجينات" حيث يتم إحلال الجين المسؤول عن المرض أو الاضطراب بآخر سليم صحي، أو جين يعمل وتتوافر فيه الكفاءة للعمل، وحينها تصبح متطلبات الجسم من الأنزيمات والبروتينات الذي يحتاج إليها متوافرة ولها فاعلية، لذا نجد أهمية دور الجين ومرضه يعتبر مأزقاً كبيراً تقع فيه صحة الإنسان إذا تعرض لأي خلل، وهذا فيما يخص الناحية الطبية. والآن وقد أنهينا الكلام المتعلق بصحة الجسد المثقل بالتوترات، وانكشف لنا كيف يمكن علاجها نشير إلى العجز الذي ينتاب العقل عندما يغزوه جين غريب يعزز فيه شعوراً مغايراً للطبيعة والصفات المثالية. ومن المفيد أن نثير قضية التعصب المرافق للعنصرية رغم عدم وضوح الفرق بين التعصب والعنصرية أحياناً بسبب أن كليهما يأخذ شكل سلوكا أو شعورا عدوانيا نحو مجموعة من الأفراد كما هو معروف لدى العامة. فمما أسلفنا ذكره انطبق اليوم على مجموعات متفرقة من الناس تتفق وتختلف من أجل فريق أو ناد في بلد واحد يحمل ذات الراية الخضراء واسم الوطن، وتنقسم الخيارات حوله علناً عبر الإعلام المقروء والمرئي، فهل هي وظيفة سوسيولوجية ثابتة موجودة في كل المجتمعات، أم مرفوضة ؟ وقد أدانتها الأخلاق الكلاسيكية لأنها تقوم بثورة أخلاقية تورث العداء والفرقة بين الناس، وبذلك يتبين أن الحاضر مليء بالمفاجآت، بظهور كثير من الذين يشوشون على القيم الرياضية. فالعقل يبذل مجهوداً للتعبير عن نفسه قبل الهوى ضمن دائرة المعقول. وما يهمنا هو ما يضيفه الواقع من مستجدات سلبية نضطر قبولها ويصبح القبول وثيقة في أيدي التافهين، فلا ينبغي أن نصفها إلا بعلاقة تساوي العاقل مع الجنون. ولا بد أن نؤكد أن هذا التبدل السطحي قاد إلى خطأ فادح في سلامة البنية الاجتماعية وأمر مهم لشرف الانتماء والولاء للوطن، ولعلنا نخلع قبعة العنصرية والتعصب البشعة من فوق الرؤوس، ليتم التسلل إلى حالة شفاء عامة من اعتلال واضح أخفى الحقائق ثم وضعها ضمن هامش ثقافي يستبعد الآخر. فلا عيب إن أقرّ، الفرد تراجعه عن الخطأ حين يُصاب بهذا الاضطراب والغموض في العلاقة القائمة بينه وبين الآخرين أن يعترف بالعلاج الناجع ليستفيد منه الغير، فلا ينبغي استبعاده عن دائرة الاختلاف واعتبار ان ثقافة الاختلاف في الآراء تحد من الإقصاء والتهميش والفوضى والضغائن. وإلا وجدنا أن عصرنا يحتم علينا تحويل كل الموجودات الفكرية إلى مواضيع طبية وتتطلب مراكز عناية نفسية تؤكد أن للوعي بنية تأسيس مفقودة وعلينا إيجادها، نحن بحاجة إلى باحثين نفسيين وليسوا أطباء يعالجون الخلل بمسكنات مخدرة تذهب التركيز والعقلانية معظم اللحظات، نحن بحاجة لبحوث علمية نفسانية تكشف لنا أسباب الإرهاب والهروب إلى ساحات داعش المهلكة والسبب الجوهري للبغض الذي يحرض على فشل الأندية الوطنية التي تمثل المملكة في العالم.
مشاركة :