شهد العالم تغيراً في السياسة بشكل عام وانفرد النظام العالمي الجديد بالتفوق في نيل ما يريد بسياسة الفوضى الخلاقة تجاه دول الشرق الأوسط وهذه السياسة تهدد أمن واستقرار الإقليم العربي، فإذا نظرنا إلى مجتمع منظم تحكمه قوانين ويتمتع بحقوق وواجبات يتفاوت الناس فيه من حيث القدرات المادية أو النفسية، فإننا نراه يعاني من العنصرية وعوامل القومية والتطرف وتقكك البنية الاجتماعية التي تعد من اهم معوقات الديمقراطية في القرن الواحد والعشرين. ومن نتائج ذلك أن حدثت في 2015 مسيرة "المليون رجل" التي نظمها الآلاف من الأميركيين من أصول أفريقية لتؤكد عمق مشكلة العنصرية، فالذكرى العشرون تُظهر بما لا يدع مجالًا للشك من ضخامة العدد نفاد صبر الأفارقة الأميركيين تجاه المعاملة المختلفة والعنصرية التي تعرضوا لها منذ عقود تأسيس الولايات المتحدة وحتى يومنا هذا. كما تناقلت وسائل الاعلام أخبارا على مدار الساعة عن أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، ما جاء فى أعقاب جوائز الأوسكار 2016 وإعلان عدد من مشاهير هوليوود مثل سبايك لي وجادا بينكيت سميث، زوجة الفنان العالمى ويل سميث، مقاطعتهم لحفل الأوسكار لافتقاره للتنوع وهو الأمر الذى أثار غضباً كبيراً وأصبح محطاً للنقد، فهذا ما كان يخشاه "يورغن هابرماس" من نزعة استعلائية توهمت أنها أكثر الهويات تميزاً وأرفعها قيمة، وما حدث من ظلم لترشيحات جوائز الأوسكار بين السنة الماضية وهذه السنة، اتُّهمت الإدارة بالعنصريّة لأنّها فضّلت الممثلين الذين ينتمون إلى العرق الأبيض على غيرهم. ومن الأمور التي أوضحها "دان غاينو" وهو نائب رئيس الأعمال والثقافة لمركز أبحاث وسائل الإعلام أشار إلى أنّ هدف جوائز الأوسكار يكمن في الاعتراف بموهبة الممثلين وأدائهم بغض النظر عن عرقهم، ومن المفترض أن تُمنح هذه الأوسمة التكريمية لأفضل الأفلام التي أُنجزت العام الفائت ولأفضل العروض، ولا يجب النظر إليها على أساس الأعراق والأجناس. وقد انقسم الرأي بين فئتين، إذ سارع البعض منتقدين إدارة الأوسكار لعدم تسميتها أي ممثل أو ممثلة من البشرة السمراء في أي من الفئات المطروحة، وللسنة الثانية على التوالي. لهذا التمييز مقتضياته في مجتمع متطور داخل الواقع المعاصر، فمن وجهة نظر منطقية رفضت العامة ما يحدث من عنصرية، إذ تعتبر اميركا من أكثر دول العالم حديثاً عن حقوق الإنسان وشعاراته، كورقةٍ في سياستها الخارجية إلا أنها على صعيد التطبيق الفعلي لم تستوف مراحل نموها. لذلك فإن مشكلة العنصرية في أميركا والبلدان المتقدمة الأخرى مخيبة للآمال وتعكس الظلم اللامتناهي تجاه الأفرو- أميركان والمجتمعات الملونة الأخرى كما وجهت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خطابا للاجئين: لا مكان في المانيا لمن يعادي السامية وإسرائيل إن معاداة السامية تعد شكلا من أشكال العنصرية! new.live911@hotmail.com
مشاركة :