أنقرة - تتجه الأمور في الغوطة الشرقية لاستنساخ ما جرى في حلب وحمص ومناطق أخرى حاصرتها القوات السورية مدعومة بالغطاء الجوي الروسي، حيث تنتهي العمليات إلى تسليم المدينة للنظام السوري مقابل ضمانات روسية تركية إيرانية تؤدي إلى انسحاب مقاتلي المعارضة وعائلاتهم، قد يتم الاتفاق عليها بشكل تفصيلي في القمة الثلاثية المقررة للرابع من أبريل المقبل. ويقول متابعون للشأن السوري إن أمر الغوطة بات محسوما في ظل عجز مجلس الأمن عن التحرك لوقف عمليات القصف، فضلا عن تساهل أميركي أوروبي تجاه قصف المدنيين، واستبعاد لجوء الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات خاطفة ضد مواقع سورية على خلفية الشبهات باستعمال أسلحة كيمياوية محظورة، وهو ما أشار إليه الأربعاء وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء، الأربعاء، عن مصادر دبلوماسية أن تركيا ستستضيف القمة التركية الروسية الإيرانية حول سوريا في الرابع من أبريل القادم في إسطنبول. ويشارك في القمة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني. وذكرت المصادر أن بوتين سيصل في الليلة التي تسبق انعقاد القمة. وقال مصدر بمكتب أردوغان إن الرئيس التركي ونظيره الإيراني اتفقا في اتصال هاتفي الأربعاء على الإسراع بجهود تنفيذ وقف إطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية. وأضاف المصدر أن الزعيمين أكدا على أهمية أن تبذل تركيا وروسيا وإيران جهودا مشتركة لتنفيذ وقف إطلاق النار. وكان أردوغان قد أجرى أيضا اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي الثلاثاء لبحث التطورات الحالية في الغوطة. وترعى الدول الثلاث ما يطلق عليه اسم مسار عملية أستانة بشأن الأزمة السورية. وكانت قمة ثلاثية عقدت في نوفمبر الماضي بين قادة الدول الثلاث في سوتشي بروسيا. ويشير المتابعون إلى أن الانسحاب الأميركي الأوروبي عمليا من الملف، ترك مفاتيح الحل بيد هذه الدول الثلاث، وأن الأمور تسير نحو سحب المقاتلين الموجودين بالمنطقة المحاصرة ونقلهم نحو مناطق في إدلب. وتحرص تركيا على إنجاح هذه التسوية بسرعة، وهي تسوية على المقاس الروسي مقابل السماح لها بالاستمرار في هجومها على عفرين وفرض الأمر الواقع هناك. وكشف مصدر في فيلق الرحمن أن مسلحين في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة على أطراف دمشق يجرون مباحثات مع تركيا بهدف إجلاء المئات من المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال المصدر، الذي يعد فصيله من أهم فصائل المعارضة المسلحة المتواجدة بالغوطة، إن الجماعات المسلحة تأمل في أن تتمكن تركيا من تسهيل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يستمر 24 ساعة مع روسيا للسماح بدخول المساعدات إلى المنطقة، التي لا يزال يقطنها مئات الآلاف من الأشخاص. وتجدر الإشارة إلى أن الـ240 مقاتلا الذين يُقترح إجلاؤهم ينتمون إلى “هيئة تحرير الشام” المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا.
مشاركة :