رحلتي في بلاط صاحبة الجلالة

  • 3/8/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحد يستطيع إنكار أن أى منظومة فى الكون بها خلل ولو بسيط ولكن حينما يزداد هذا الخلل الى حد لا يستطيع القائمون على المنظومة إصلاحه , فهنا تكون الكارثة التى يجب أن ينتبه لها الجميع لإدراك ماهية الخلل وتأثيره فى المجتمع والكون فى محاولة لإيجاد علاج سريع وفعال حتى لا يترتب نتائج كارثية لا يمكن علاجها على المدى القريب أو حتى البعيد .ومنظومة الصحافة والإعلام بشكل عام بها كثير من الخلل الذى لو تم تداركه وعلاجه لأصبحت الحياة أكثر مثالية وأكثر أمانا وأكثر واقعية بعيدا عن الخيال الاضطرارى , وتتضح الصورة المبهجة لنطلع على المستقبل المشرق الذى يتمناه الجميع.فإذا كان أحد أهم أدوار الصحافة هو إطلاق المعلومة وبثها بعد التأكد من صحتها , فإن الجانب التربوى فى عالم الصحافة لا يقل أهمية على جانب النشر والسبق والتحليل والوصول للقارئ فى وقت قياسى , والجانب التربوى يتمثل فى الإسهام في تطوير الأدب وتوسيع دائرة المهتمين به وصناعة أدباء وشعراء جدد وتشجيعهم على إنتاج مواد إبداعية لأن الإبداع هو أول طريق النجاح والفلاح , ليس للفرد المبدع , وإنما للمجتمع المبدع مثل ما يحدث فى ألمانيا والصين وفرنسا وكثير من الدول التى عرفت أن الإبداع هو الطريق الأوحد للنجاح.والصحافة ليست لها دور فى إنجاح الدولة وأفرادها بل هى الوسيلة الأهم على الإطلاق والتى لا يوجد لها بديل لتحويل المجتمع الكسول الى مجتمع نشيط والمجتمع الخجول الى مجتمع مقدام على تفاصيل الحياة ومتعاون ومدرك ومستنير ومضطلع وهذا لن يتم إلا بتنقية عالم الصحافة من الدخلاء والمدعين الذين لا يفرقون ما بين المرفوع والمنصوب سوى أنهم أرادوا الحصول على درجة إعلامى أو صحفى.ويجب أن يعترف القائمون على صناعة الصحافة أن هناك استغلال من بعض الصحف ووسائل الإعلام المختلفة لشباب الصحفيين الذين يمتلكون مهارات العمل الصحفى والإعلامى ولا ينقصهم سوى الفرصة الحقيقية والصدق المؤكد فيما يتلقونه من المؤسسات , فكم من صاحب أمل وعمل جاد تلقى الوعود لترسيخ أقدامه وتثبيت مفاصله فى عالم الصحافة وسرعان ما تتطاير الوعود مع أول نسمة هواء تأتى دون سابق إنذار , كما أن وجود كثير من غير المهنيين فى صدارة المشهد أدى الى تراجع الأعراف والقيم بشكل مهين.وفى الوقت الذى يعى الجميع أن الصحافة هدفها تسهيل حياة البشر نجد أن الصحافة والإعلام بشكل عام يُصعب الحياة على البشر من خلال نشر الفوضى والأخبار الكاذبة التى من شأنها زعزعة الاستقرار ونشر بيانات الكيانات المعادية للدولة مما يعمل على تفتيت عزيمة المواطن العادى , ونجد أن الإعلام يتحول من مصدر للنفع الى مصدر للضرر الواقع والمتكرر .ياسادة .. إن ما يبث ويعتمد على العنف والجهل سيكون سببا وحيدا لنشر الفساد الأخلاقي وانحراف العديد من الشباب والأطفال وضعف العلاقات الاجتماعية بالأهل والأقارب والأصدقاء والانحلال الدينى والأخلاقى والتطرف والبعد عن العقيدة الوسطية .

مشاركة :