أكد عدد من المثقفين الإماراتيين، أهمية اختيار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، شخصية محورية في المعرض، لما تحمله هذه الشخصية من آثر كبير في حياة الإماراتيين والعرب، بإنجازاتها وعطاءاتها اللامحدودة في شتى الميادين، وخاصة في مجالات العلم والمعرفة والثقافة، بقراراته ومبادراته التي أكدت على بناء الإنسان فكرياً قبل كل شيء حتى يكون أحد أساسات التقدم والنهضة المنشودة.قال الشاعر خالد الظنحاني: «المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، رجل قيادة وثقافة وحضارة، واختياره «رحمه الله» ليكون الشخصية المحورية للمعرض يعد خطوة فارقة في مسيرة المعرض خصوصا أننا في عام زايد، الذي يعتبر فرصة مميزة للاحتفاء بفكر ونهج رجل الثقافة بامتياز، حيث يعلم الجميع عطاءاته الفكرية وإسهاماته في مختلف ميادين المعرفة والثقافة والعلوم. نحن نعرف زايد من خلال ما قدمه فعلاً وقولاً كمنهج فريد يؤكد على أهمية العلم والثقافة والمعرفة كمكونات رئيسية للدولة القوية، والمجتمع الفاعل الذي يمثل قاعدة قوية لنهوض وإعلاء الدولة، وذلك من خلال إقامة العديد من المشروعات الثقافية الضخمة، التي أسهمت في أن تصبح الإمارات حالياً مركزاً ثقافياً على الساحة العربية والعالمية، وواحة للتسامح والتنوع الفكري والثقافي والمعرفي والحضاري».وأضاف: «منذ تأسيس الدولة، حرص الشيخ زايد على إطلاق المشروعات الثقافية وتشجيع الجمهور على التفاعل معها ومع ما تقدمه، ففي عام (1981) أمر بإقامة معرض الكتاب الإسلامي، الذي اعتُبر الدورة الأولى لمعرض أبوظبي للكتاب، على نفقته الخاصة، تشجيعاً للعلم وتأصيلاً للثقافة، وشارك في المعرض، حينها، حوالي (50) ناشراً من مصر ولبنان، إضافة إلى المكتبات ودور النشر المحلية. شخصية ملهمة التشكيلي والخطاط خالد الجلاف يرى أن اختيار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو أمر طبيعي نسبة لكونه القائد المؤسس، ولم يأت تأسيس الدولة على يده إلا بأجنحة العلم والمعرفة، وما تشهده الإمارات اليوم من سمو ثقافي وريادة فكرية وفنية وأدبية؛ يعود الفضل فيها إلى الشيخ زايد، فهو الذي أكد أهمية العلم والمعرفة والثقافة في بناء الوطن وتقدمه وريادته، وهو كذلك الذي لفت إلى ضرورة الاهتمام بالتراث والموروث الحضاري نسبة لما يشكله من هوية إنسانية ثقافية ينتسب إليها الإنسان الإماراتي والعربي.وأضاف أن الطريق الذي شقه الشيخ زايد والمنهج الذي وضعه، تحقق على أرض الواقع بهمة قادة الإمارات وشعبها، لتصبح دولتنا واحدة من منارات المعرفة، من خلال الزخم الثقافي المتمثل في معارض الكتب ومهرجانات الفنون في المسرح والتشكيل والشعر، وهو زخم مستمر على مدار العام.أما الشاعر إبراهيم الهاشمي فأكد أن الشيخ زايد شخصية فريدة اجتمعت فيها صفات الشاعر والحاكم، وهذا الأمر له أبعاده العميقة، ودلالاته المتعددة، فقد صنع زايد وحدة الإمارات حتى صارت دولة عظيمة يشار إليها بالبنان والفخار والعزة، بفضل النهج العظيم الذي وضعه، وسار عليه قادة الدولة من بعده.وقال الهاشمي: «لقد رسخ اسم زايد في وجدان كل شخص على هذه الأرض، مواطن أو مقيم، كما رسخ في أذهان كل العرب، كقائد يتحلى بصفات العظماء، فهو أحد رموز الوحدة، وصاحب المواقف الشجاعة في الأزمات، وصاحب المبادرات الإنسانية التي امتدت في كل أرجاء المعمورة».وأكد الهاشمي أن الشيخ زايد آمن بالعلم والمعرفة والثقافة من أجل بناء الدولة ونهضتها، فاهتم بالتعليم، وحتى قبل تأسيس الدولة كان يساهم في طباعة الكتب، حيث كان يعلم أهمية الكتاب في تحرير العقول وصناعة إنسان المستقبل. نموذج وقدوة القاصة عائشة عبدالله أكدت أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هو الشخصية العربية التي مثلت آثارها في الحكم والسياسة والتطوير نموذجا خليجيا وعربيا يستحق أن يحتذى، وكان رحمه الله محل تقدير الكثير من قادة الدول بما تمتع به من رؤية وحكمة ومواقف إنسانية كثيرة. كما كان الشيخ زايد قدوة للمواطن الإماراتي على وجه الخصوص، بما ترك من آثار وإنجازات انعكست في ملامح النهضة العمرانية والتعليمية والصحية، التي عمت جميع أرجاء الإمارات.وقالت: «إن اختيار زايد كشخصية محورية لمعرض أبوظبي للكتاب، يمثل جزءا بسيطا من اعتزاز الإماراتيين بهذا القائد التاريخي، ويمثل جزءا من رد الجميل والعرفان لمؤسس الدولة وباني نهضتها».ونوهت عبدالله بأن الإماراتيين اليوم، حين يتذكرون هذه الشخصية الملهمة، يشعرون بالفخر والاعتزاز، وأن تخصيص هذا العام «عام زايد» مهم جدا لجهة تعريف الأجيال الجديدة، بالشيخ زايد رحمه الله، وهو القائد الذي يشعر الإماراتيون جميعا، بالفخر والاعتزاز حين يذكر اسمه، حيث نعيش هذه الأيام فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية مختلفة تسلط الضوء على جانب من جوانب هذه الشخصية التي عز نظيرها على المستوى الخليجي والعربي.الشاعرة الهنوف محمد، أكدت أن الشيخ زايد رحمه الله، بما امتلكه من رؤية وحكمة وبصيرة، استطاع أن يلفت نظر الشعب الخليجي والعربي إلى أفعاله التي طابقت أقواله، فقد كتب تاريخا جديدا للمنطقة، بما اتبعه من خطط وبرامج، سرعان ما تحققت نتائجها على أرض الواقع، فبات المواطن الإماراتي مزهوا بهذه الإنجازات ومعتزا بما صنعه القائد الذي كان معنيا بإرساء مبادئ الخير والحرية والكرامة.وأشارت إلى أن الإرث الذي تركه الشيخ زايد، هو إرث كبير بكل تأكيد، يشعر الإماراتيون نحوه بالفخر والاعتزاز، لأنه يمثل بعدا إنسانيا وكونيا، تجسد من خلال رؤى متقدمة لقائد فذ، تحول إلى رمز ليس في منطقة الخليج وحدها وإنما في العالم أجمع.عطاء لا محدود القاص محسن سليمان قال: «لقد عودتنا القيادة الحكيمة في كل عام، على مبادراتها الوطنية، والتي كان آخرها تخصيص هذا العام للاحتفاء بالوالد المؤسس بمناسبة مرور مائة عام على ولادته رحمه الله، تأكيدا لدوره في تأسيس وبناء الإمارات، وما تحقق من إنجازات يصعب حصرها».وأكد سليمان على أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب باعتباره التظاهرة الثقافية الكبيرة في العاصمة الإماراتية، ومن خلال مبادرته لاختياره زايد شخصية محورية في دورته لهذا العام، يشكل لفتة تستحق التقدير، فزايد كان إلى جانب عطاءاته الإنسانية اللامحدودة شخصية مثقفة، بما حملت من أحلام وطموحات، وكان شاعرا يقدر الأدب والأدباء، كما أن هذا الاختيار يشكل فرصة ثمينة للأجيال الصاعدة لإلقاء الضوء على القائد الرمز الذي حمل مشاعل النهضة والتنوير، وبذل الغالي والنفيس لترسيخ مبادئ الحق والعدل، وذلك جعله شخصية تاريخية فريدة في عطائها وإنجازاتها الرائدة.الشاعر أحمد العسم قال: «إن الشيخ زايد رحمه الله لا توفيه الكلمات حقه، وإن اختياره كشخصية محورية في مهرجان أبوظبي لهذه الدورة في محله تماما، عرفانا بجميله وأثره الكبير في رفعة الوطن والمواطن».وأضاف أن الشيخ زايد كان ومازال نبراسا يضيء الدرب للإماراتيين في كل المجالات، وشدد على أن الإماراتيين محظوظون بقائد ومؤسس وقدوة صالحة مثل الشيخ زايد رحمه الله، مضيفا أن هذا الاختيار هو تكريس جلي لمكانة القائد في النفوس، ولدوره في صناعة الوعي والثقافة وتنميتهما في الدولة.الروائية أسماء الزرعوني قالت إن الشعب في الإمارات مازال يكتسب كل نجاحاته من استمرار نهج الشيخ زايد رحمه الله وغرسه، فكيف لا يكون الشيخ زايد في كل شيء؟.واعتبرت الشيخ زايد مفخرة لكل إماراتي، فهو أسس الدولة ونماها ورفعها إلى المراتب العالية التي تتبوأها اليوم على صعيد الاقتصاد، والمعرفة، والبنى التحتية، والثقافة والفكر. وأكدت الزرعوني أن الشيخ زايد هو المثقف الفطري الذي تعلم من الحياة، وبنى العقول وأسس للنهضة، وتابع التأسيس والرعاية حتى رآها مجسدة على أرض الواقع، وبالتالي فهو ليس شخصية عادية يمر ذكرها مرور الكرام، بل هو باق في النفوس والفكر والعقول، واختياره شخصية محورية في معرض أبوظبي للكتاب لهذا العام منطقي جدا وفي محله تماما. عقود من العطاءبلال البدور رئيس جمعية حماية اللغة العربية قال: إن هذا العام هو عام زايد وحين نقول عام زايد فنحن لا نعني عاما عاديا يتألف من اثني عشر شهراً، وإنما نعني عاما يتشكل من عقود من العطاء بلا حدود من أجل الوطن.وبيّن البدور مكانة الشيخ زايد المحورية في حياة الإماراتيين ومعارفهم وثقافتهم، قائلاً: «الشيخ زايد رحمه الله هو الشخصية المحورية في الإمارات، وهو المعلم والوالد المؤسس، فمنه تعلم الإماراتيون حب الثقافة والفكر، ومنه تعلموا حب الوطن، والتواصل الإنساني الراقي مع كل العالم، وأن ينافسوا دائما على الصدارة وأن ينالوها باستحقاق في كل المجالات».وعلق البدور على اختيار الشيخ زايد شخصية محورية لمعرض أبوظبي للكتاب في دورته لهذا العام، بالقول: «إن الاختيار تعبير عن مكانته العالية في الثقافة والفكر في الإمارات، ويذكر التاريخ القريب أن الشيخ زايد رحمه الله حضر أول معرض للكتاب في أبوظبي، وحين اشتكى له العارضون من قلة البيع، أمر بشراء الكتب كلها، وكانت خطوة في غاية الأهمية، بما مثلته من رؤية وبصيرة متقدة لدور الكتاب في نهضة الأمة. أكبر داعم للثقافة قال سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي: «جاء اختيار المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان الشخصية المحورية لمعرض أبوظبي الدولي حدثاً مهماً يضيف لدورة المعرض أبعاداً وآفاقاً عديدة، منها ما يتصل بالثقافة ومنها ما يتصل بتعزيز الوعي الفكري الذي عمل الشيخ زايد على تنميته في أبناء الإمارات منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة الدولة».وأضاف: «لقد كان الشيخ زايد أكبر داعم للثقافة والكتاب، وعندما نتحدث عن الأثر الذي تركه في المشهد الثقافي في الإمارات، لا بد لنا من التوقف أمام منجزاته التي حملت رؤية مبكرة وواعية لأهمية الثقافة والكتاب في تنشئة الإنسان، منها دعمه للمؤسسات الثقافية وحركة النشر في الدولة، وكان الشيخ زايد قد وجّه وزارة الإعلام عند قيام الدولة كي تكون المنبر الداعم للنشر في الإمارات، وأصدرت الوزارة حينها العديد من الكتب والمراجع المهمة في تلك الفترة، ثم افتتح الشيخ زايد أول معرض للكتاب في إمارة أبوظبي في بداية الثمانينات، وهو المعرض الذي وجه سموه بعد انتهاء الجولة التي قام بها في المعرض باقتناء كافة الكتب المتبقية لتزويد مكتبات إمارة أبوظبي بها.
مشاركة :