الغائب الكبير، مؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يحضر (شخصية محورية) في فعاليات المعرض، ويأتي هذا الاختيار ليعطي للمعرض ألقاً يرفع من منسوب الذاكرة المُحتشدة بتاريخ الكبار الذين أسسّوا ما ينعش الحياة والمجتمع والدولة، والشيخ زايد في مقدمة هؤلاء الكبار . مازال الشيخ زايد إلى اليوم هو الشخصية المحورية التي تحضر وتسطع في فضاء الوطن والإنسان، شخصية محورية في فضاء الإبداع والثقافة، فماذا يقول أهل العلم والإبداع والثقافة عن المؤسس الغائب الحاضر الشيخ زايد، عن شخصيته المحورية في هذه المناسبة المهمة؟ الشاعرة هدى النعماني: "الشيخ زايد شخصية محورية دائمة، لا يغيب إسمه عن الذاكرة، حضوره فاعل يُنير جوانب التاريخ . ذلك لأنه مؤسس الدولة الحديثة والعصرية . فتاريخه النضالي في بناء وطنه وأهل وطنه يشكّل صورة لامعة، وبارقة أمل يتماوج نورها في المساحات والمسافات . لقد نجح المغفور له الراحل الكبير في بناء الدولة الناجحة، وأعطى الكثير وقدّم الأكثر من العطاء في سبيل بناء وطن حرّ . ولم يتوقّف عند هذا المنعطف الكبير في البناء والاستقلال والحرية، بل ذهب إلى أبعد، إلى حيث الوعي الجارف والكبير، إذ إنه وضع بلاده على سكّة الرقي والتطور والحضارة . وما نشهده اليوم من تألق ونجاح دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعد كافة، هو نتاج جهد الغائب الكبير، الذي عرف كيف يرسم خارطة الحياة والوطن والإنسان، وعرف كيف يؤسس لحضارة تستمر وتتطوّر مع تطور الزمن، الحديث طويل عن هذا الغائب الكبير، والكلام عن انجازاته وتاريخه وما فعله للأمة يحتاج إلى شرح يطول وإلى تفسير يطول ويطول، ومهما حاولنا الإضاءة على إنجازاته الوطنية والتاريخية لا يمكننا حصرها، ذلك أنها، مساحة مفتوحة تطل على مسافات مفتوحة، لا تنتهي بانتهاء الكلام، لقد حقق الراحل حلم الأجيال في بناء وطن حر يمتلك كل مقوّمات الاستمرارية، شخصية الراحل لا شك أنها شخصية محورية في تاريخ العرب والعالم . بل هي أيضاً شخصية حضارية ثقافية، أعطت للحضارة والثقافة ما جعلها مُتجلية في مناخ الحياة والأيام . الصحراء الخالية التي عبرها الراحل، تحوّلت إلى مُدُن مكتظة بالحياة والحضارة والعلم . يكفي أن نذكر هذا المشهد السريع حتى نكتشف حجم الإنجازات التي حققها الكبير الغائب الحاضر . دولة الإمارات العربية المتحدة هي اليوم منارة ثقافية بامتياز، وكل الفضل يعود لمؤسسها المغفور له الغائب الأكبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه" . الأديبة الكاتبة الباحثة الدكتورة نور سلمان تقول: "الحديث عن شخصية تاريخية كشخصية المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد يشكّل محوراً تاريخياً بإمتياز . هذا القائد الذي استطاع العبور إلى الحضارة بخطى ثابتة، كان صادقاً محافظاً على الأمانة التي أوكلت إليه، حملها وسار بها، في مشارق الصحراء ومغاربها، عَبَرَ رمال الصحراء ولم يكن هذا العبور سوى بصمات دائمة وثابتة على وجه المكان وما يحتويه، كانت الأرض الرملية مساحة جافة يسكنها الخوف والقلق، وجاء من يمنحها الطمأنينة والسعادة، فكان المغفور له الشيخ زايد أول من قرر وسعى إلى بناء وطن الإنسان - التوّاق للحرية والعيش الكريم . الراحل الكبير الشيخ زايد شخصية محورية، ومحوريته بدأت منذ وعيه الأول، ومن ثم بعد انطلاقته في الحياة، وبلغت محوريته الذّروة حين استعاد حرية الإنسان والأرض بفضل نضاله وكفاحه واستمراره في العمل والبناء حتى آخر يوم عاشه . وبعد غيابه تزداد محوريته وحضوره، يحضر أكثر في مساحة الحياة والإنسان والذاكرة، وحين يرفع (معرض الكتاب) شعار الشخصية المحورية، لشخصية من هذا الطراز الرائد، فإن هذا يرفع من شأن المناسبة ويصنع المشهد، مشهد الحياة برمتها على أعلى مرتبة في الحضارة والوعي الإنساني . القائد والمؤسس والرئيس الذي أغنى الحضارة والإنسان من خلال بناء وطن حر وسيّد ومستقل، أسهم بامتياز في بناء صرح الثقافة الكبير، وما تشهدهالإمارات اليوم من مشاهد وحراك ثقافي وما تزخر به من رقي ونعمة ورخاء، هو من صلب وأساس ما سعى إليه الراحل . شخصية زايد محورية على مدى التاريخ الذي عبره، ومن المؤكد هو الشخصية المحورية في الزمن المقبل والممتد إلى وعي الإنسان والحياة . فمن يحوّل الصحراء الخالية إلى واحة، ومن يصول ويجول من أجل بناء الوطن على أسس الخير والجمال، ومن يبذر كل أسباب الحضارة في أرض طيبة ويساعد أهلها على امتشاق الأمل، لهو خير للحياة، والغائب الكبير الشيخ زايد هو كل هذا الخير لهذه الأرض ولهذا الوطن الكبير" . المخرج والكاتب مروان الرحباني يقول: "الحضارة المتنامية اليوم في الإمارات تزخر بالوهج الثقافي والحضارة، كلّ الحضارة تحضر في المشهد الثقافي الواسع على طول البلاد وعرضها، لقد نجحت دولة الإمارات في مشروعها الثقافي، وأهم استثمار حققته هو الاستثمار في الثقافة، والتاريخ الحديث يشهد على هذا الاستثمار الثقافي الفاعل والذي أخذ البلاد والعباد إلى أبعد حدود الوعي والحضارة والرقي . ولم يكن لهذا الاستثمار الثقافي لينجح ويتألق ويثمر في الحياة العامة والخاصة لولا تلك البداية العارمة، التي بدأها المؤسس ورائد النضال الوطني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فمنذ امتشاقه الحياة سعى الراحل إلى هذا المجد الثقافي و الحضاري، وعمل على تحقيق أهداف الأمل في قلب الإنسان والحياة . إن اختيار الراحل الكبير الشيخ زايد كشخصية محورية في مناسبة ثقافية كبيرة هو اختيار موفق، ويعطي للمناسبة، الوهج والضوء . وكذلك هو اختيار لامع وبرّاق، ذلك أنه بحدّ ذاته يمثّل دلالة وافية على تاريخ حافل بالنضال والكفاح من أجل بناء الوطن السليم والأصيل .
مشاركة :