يعود ذباب أبوظبي الإلكتروني لممارسة هواية «السباب والتشويه» على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا المرة بحق دولة الصومال ورئيسها محمد عبدالله فرماجو، بسبب عدم انبطاحه أمام الرغبات الإماراتية في السيطرة على سيادة دولته.ذباب إلكتروني وحسابات رسمية وصحافيون وشخصيات موالية من إمارة أبوظبي، نبحت بصوت واحد في حملة شرسة للنيل من الرئيس الصومالي، عبر وسم #فرماجو_يمزق_الصومال؛ الأمر الذي أثار غضباً صومالياً شعبياً بسبب الإهانات الإماراتية بحق رئيسهم. وتأتي الحملة الإماراتية المناهضة للصومال، بعد تقدّم الأخيرة بشكوى رسمية -حصلت «العرب» على نسخة منها- إلى الجامعة العربية ضد الإمارات، بسبب إبرامها اتفاقية لاستغلال ميناء بربرة الصومالي، وصفتها بأنها «باطلة». وفي 27 فبراير الماضي، أعلن مسؤول في مدينة بربرة قوله إن السلطات في الصومال أوقفت جزئياً أعمال بناء قاعدة بربرة الإماراتية بسبب تباين وجهات النظر في الاتفاقية المبرمة بين حكومة الإقليم والإمارات. ويقود الحملة الإماراتية الذراع الإعلامي لإمارة أبوظبي، حساب «فرسان الإمارات» على موقع «تويتر»، والذي يوجّه للرئيس الصومالي اتهامات كاذبة بدون براهين، منها أنه «من جماعة الإخوان المسلمين، وإبرامه صفقة مع تنظيم الدولة والسماح له بالتمدد داخل بلاده، وقيامه بإشعال الحرب الأهلية التي تهدد وحدة الصومال». إضافة إلى ذلك، يصمم «فرسان الإمارات» إنفوجرافات متعددة يكيل فيها الأكاذيب بحق الرئيس الصومالي، مستغلاً اسم منظمة الأمم المتحدة في ذلك، دون تحديد تواريخ التقارير التي ينسبها إلى المنظمة الدولية. أيضاً الصحافي خالد بن ضحي -المدير التنفيذي لموقع «بوابة العين» التابعة للمخابرات الإماراتية- هاجم الرئيس الصومالي، قائلاً: «هنا عندما يتاجر المسؤول بشعبه وأرضه من أجل المال والمصالح الشخصية.. فالشعب لاحول له ولا قوة»، مرفقاً فيديو يتهم الحكومة الصومالية بالفشل الذريع. صحافي إماراتي آخر هو عمر الساعدي، شارك في الحملة المسعورة عبر حسابه على «تويتر»، حيث قال إن «الرئيس الصومالي يأمر السلطات باحتجاز المئات من الأطفال وتعذيبهم.. ضارباً بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية لحقوق الإنسان». إلى جانب هؤلاء، شارك إماراتيون آخرون في الحملة، وانحصرت مزاعم تجاه الرئيس الصومال حول تفتيت بلاده، ودعم الإرهابيين، واتهامه بـ «الأخونة»، وسرقة المساعدات الدولية للصومال. سبب الحملة وتختلف الصومال مع أبوظبي في نظرتها إلى الأزمة الخليجية، حيث فضّلت مقديشو الحياد تجاه الخلاف؛ الأمر الذي أغضب الإماراتيين والسعوديين، حيث كشف وزير الإعلام الصومالي عبدالرحمن عمر عثمان، لـ «رويترز» في 3 أكتوبر الماضي، عن محاولة سعودية لتغيير موقف الصومال الحيادي من الأزمة، من خلال تقديم مساعدات مالية قدرها 50 مليون دولار، وسبق تلك المحاولة ضغوط إماراتية أخرى وإغراءات بالمال، إلا أن الرئيس الصومالي ظل مصرّاً على موقفه. وخلافاً للأزمة الخليجية، تخوض مقديشو وأبوظبي صراعاً خفياً بدأت تظهر ملامحه على السطح بعد أن اعتقلت الصومال شخصيات مقرّبة من الإمارات بتهم فساد، بالإضافة إلى محاولة الدولة الخليجية تشكيل معارضة صومالية من جانب الرئيس الصومالي السابق الذي تستضيفه أبوظبي على أراضيها. غضب صومالي الغريب في الحملة الإماراتية أنه لم يشارك بها صومالي واحد عبر الوسم الرئيسي لها #فرماجو_يمزق_الصومال، بل إنها أثارت غضباً واسعاً بين المغرّدين الصوماليين، منهم الصحافي في التلفزيون الرسمي للدولة ليبن عبيد علي، الذي قال: «في مثل هذه الظروف، وحين يتعرض رأس الدولة وسيادة البلاد للهجوم من معتدين حاقدين يتطاولون على كرامة شعبنا العظيم، على الجميع الانتصار للوطن ولقائده الذي يرمز للوحدة»، مذيلاً تغريدته بوسم #فرماجو_يوحد_الصومال الذي انتشر في الصومال بكثافة رداً على الحملة الإماراتية. كما رد محمود البشيري -الصحافي في المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية الصومالية- قائلاً: «قد تفشل محاولة النظام الإماراتي في السيطرة على ميناء بربرة الصومالي وقد تنجح، إلا أنه من المؤكد أن الشعب الصومالي سينظر بعد اليوم إلى النظام الإماراتي بعين الريبة والشك، وسيبتعدون عنهم قدر الإمكان نتيجة لتلك الحملة الخبيثة....». كما عبّر البرلماني الصومالي أيوب إسماعيل -عضو لجنة الشؤون الخارجية- عن رفضه للإساءات الإماراتية، قائلاً: «ليس من حق أي شخص أن يتجرأ على شخص الرئيس فرماجو، وخاصة عندما تأتى الإساءة من غرباء (في إشارة لأبوظبي) ينشرون الإشاعات والأكاذيب، فلذلك يجب علينا الدفاع والرد على هذه الافتراءات الباطلة ضد دولتنا، سواء كان من عدو داخلي أو خارجي؛ لأنها تقف ضد تطورنا وتقدمنا». وعبّر الدكتور الصومالي نصرالدين، عن شكره للإمارات التي وحدت الصوماليين خلف رئيسها عبر حملتها، متهماً أبوظبي بالوقوف وراء التفجيرات التي تحدث في الصومال، قائلاً: «لعبتك أصبحت مكشوفة، أنت وراء تفجيرات مقديشو، وجنود تابعين لك هاجموا العضو من البرلمان الصومالي في شهر ديسمبر وأردت اغتياله، لكن نجا بفضل الله، أردت أن تحدث ضجة بين القبائل الإخوة في الصومال»، مرفقاً صورة ولي عهد أبوظبي بتغريدته.;
مشاركة :