أردوغان يصرّ على حسم معارك عفرين ومفاوضات في الغوطة على «سيناريو حلب»

  • 3/10/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع تحذير وجهته الأمم المتحدة من أن المدنيين في سورية يواجهون ظروفاً هي الأسوأ منذ بدء الأزمة التي تقترب من إنهاء عامها السابع، تصاعدت احتمالات توسّع المواجهة شمال البلاد بين تركيا والمقاتلين الأكراد إلى أبعد من عفرين ومنبج، فيما دخلت قافلة مساعدات خلت من مستلزمات طبية إلى الغوطة الشرقية تحت قصف قوات النظام. وأُشير إلى مفاوضات محلية تجرى بين ممثلين عن النظام ووجهاء من المنطقة للتوصل إلى «حل لوقف سفك الدماء، إما عبر إخراج المدنيين أو إخراج المقاتلين»، ما يعيد إلى الأذهان سيناريو خروج آلاف المسلّحين والمدنيين من شرق حلب عام 2016. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس تمكّن قوات بلاده من «حصار» مدينة عفرين التي يتحصّن فيها المقاتلون الأكراد بعد خسارتهم مناطق عدة في المنطقة آخرها جنديرس أول من أمس، فيما نفت «وحدات حماية الشعب» الكردية حصار المدينة، مشيرةً إلى أن القوات التركية تبعد منها ما بين 10 إلى 15 كيلومتراً. وقال أردوغان إن القوات التركية تستطيع أن تدخل مركز المدينة «في أي لحظة»، في تصريحات أتت غداة الإعلان عن إرسال مئات المسلحين من «قوات سورية الديموقراطية» إلى المنطقة. وفي وقت حاول المسؤولون الأتراك والأميركيون في الأسابيع الماضية خفض التوتر، صعّد أردوغان من مواقفه مجدداً، مؤكداً أن الهدف المقبل في «عملية أنقرة» سيكون مدينة منبج حيث تنشر واشنطن جنوداً، ثم شرق الفرات «للقضاء على الإرهابيين حتى حدود العراق». وفي الغوطة الشرقية، دخلت أمس قافلة مساعدات على رغم القصف المتواصل الذي تشنه قوات النظام منذ نحو ثلاثة أسابيع في هذه المنطقة المحاصرة، بعدما تعذّر إفراغ حمولتها الإثنين الماضي نتيجة القصف. وتعرضت أطراف دوما لخمس غارات على الأقل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد وقت قصير من دخول الشاحنات التي خلت من مستلزمات طبية، فيما قُتل ستة مدنيين على الأقل في جسرين نتيجة غارات طاولت كذلك بلدات أخرى. وأتى تجدد القصف بعد هدوء ليل الخميس- الجمعة هو الأول منذ بدء الهجوم البري على المنطقة. ووضع مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن تراجع حدة الهجوم في إطار «بادرة حسن نية، على خلفية مفاوضات محلية تجرى بين ممثلين عن قوات النظام ووجهاء من الغوطة الشرقية للتوصل إلى حل لوقف سفك الدماء، إما عبر إخراج المدنيين أو إخراج المقاتلين». وقال ناصر المعامري، وهو شيخ عشيرة المعامرة في سورية، للصحافيين عند معبر مخيم الوافدين: «نتواصل مع أهلنا في الغوطة»، لافتاً إلى أن «أكثر من 300 عائلة تتحدر من كفربطنا وسقبا وحمورية، ترغب في الخروج». ونقل مراسل «فرانس برس» في بلدة حمورية عن مصدر مفاوض من البلدة قوله إن «وفداً مدنياً توجه لمفاوضة النظام للتوصل إلى حل ينهي القتل ويوقفه، ويضمن حياة المدنيين داخل البلدة». وكان معبر الوافدين المخصص لخروج المدنيين خالياً أمس، فيما أفادت وكالة أنباء «سانا» الرسمية بـ «خروج 53 مدنياً من الغوطة، من بينهم 13 مسلحاً»، متهمة «المجموعات الإرهابية» باستهداف الممر بالرصاص.

مشاركة :