أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها اشتبكت مع فصائل المعارضة قرب حلب أمس الاثنين، كما شنّت طائرات حربية المزيد من الغارات حول بلدة استراتيجية سيطر عليها إسلاميون الأسبوع الماضي. والسيطرة على خان طومان انتكاسة نادرة للقوات الحكومية في محافظة حلب في الأشهر الأخيرة وللقوات الإيرانية المتحالفة معها والتي تكبدت خسائر كبيرة في القتال. وذكر المرصد أن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان الاثنين، موضحاً أنه «ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية منذ صباح (أول من) أمس وحتى اللحظة على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها ومحاور قربها بريف حلب الجنوبي». أما تلفزيون «المنار» التابع لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع دمشق فأورد أن القوات النظامية السورية دمرت دبابة تابعة لمقاتلي المعارضة وقتلت بعض من كانوا فيها. وتقع خان طومان جنوب غربي مدينة حلب مباشرة وهي إحدى المناطق الاستراتيجية الأساسية التي يحتدم حولها القتال في الحرب التي دخلت عامها السادس. وتنقسم حلب إلى مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة وأخرى خاضعة للمعارضة. وساعد التدخل العسكري الروسي في أيلول (سبتمبر) الماضي الرئيس السوري بشار الأسد على تقليص المكاسب التي حققتها المعارضة في غرب البلاد بما في ذلك في محافظة حلب. وقال المرصد إن الطائرات الحربية قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب في وقت مبكر من صباح الاثنين بينما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة على رغم تمديد نظام التهدئة ليشمل مدينة حلب. وأفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض أمس أن الطيران الحربي استهدف الأحد إحدى النقاط الطبية بمدينة كفرناها بريف حلب الغربي، ما أسفر عن إصابة الكادر الطبي بجروح. ونقلت «الدرر» عن الطبيب ياسر درويش إن غارة جوية استهدفت نقطة طبية تابعة لمنظمة الإسعاف بريف حلب الغربي، أدت إلى إصابة كادرها، وخروجها عن الخدمة في شكل كامل. وفي نيسان (أبريل) الماضي استهدفت طائرة حربية مستشفى القدس بمدينة حلب في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة، ما أسفر عن تدميره ومقتل نحو 40 شخصاً، بينهم أطباء وممرضون، فيما استهدف في الشهر نفسه مستوصف في حي المرجة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. وبعد أيام استُهدف مستشفى للتوليد في حي يسيطر عليه النظام في حلب، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. في غضون ذلك، قال المرصد السوري إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في الريف الشرقي لدمشق الاثنين واشتبكت مع فصائل المعارضة في المنطقة. وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن قذيفة مورتر أصابت نحو 20 شخصاً بعضهم بإصابات خطيرة حول مدينة عربين بالغوطة الشرقية وأن قصفاً قرب دوما المجاورة قتل شخصاً واحداً على الأقل. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن الاشتباكات الأخيرة تمثّل تصعيداً كبيراً في القتال في الغوطة الشرقية حيث أعلن الجيش النظامي الأسبوع الماضي تهدئة موقتة لم تعد سارية الآن. وفي الأسابيع الأخيرة كان بعض فصائل المعارضة المسلحة يقاتل بعضها البعض في المنطقة. لكن «الدرر الشامية» نقلت أمس عن «شخصيات قيادية في (فصيلي) جيش الإسلام وفيلق الرحمن» تأكيدات بأن «بوادر حقيقية تظهر لحل الخلافات بين الفصائل الثورية بعد اشتباكات متقطعة استمرت لأيام عدة». وأفادت «الدرر» أنها حصلت على «تعهُّد خطي مكتوب ومختوم من قائد جيش الإسلام عصام بويضاني يلتزم فيه بالانسحاب من بلدة مسرابا التي دخلها الجيش قبل أيام بعد اشتباكات مع فيلق الرحمن». وتابعت «الدرر» أنه «سيتم تسليم البلدة لشرطة الغوطة الشرقية والمجلس المحلي بعد إخلائها من تواجُد الفصائل». ويأتي الاتفاق بعدما شكّل «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» لجنة للمفاوضات والصلح تضمنت أسماء من الطرفين من أجل حل القضايا العالقة بينهما. وفي محافظة حمص (وسط) أفاد المرصد أن انفجاراً وقع في مدينة حمص تبيّن أنه ناجم عن سقوط قذيفة صاروخية استهدفت منطقة قرب قصر المحافظ الواقع في حي الغوطة وسط مدينة حمص.
مشاركة :