حقق الاتفاقيون مكاسب عدة من فوزهم على الهلال أول من أمس ضمن دوري المحترفين السعودي، فعلى الصعيد النقطي عزز الفريق موقفه في الحصول على المركز الرابع أو الخامس في جدول الترتيب، وبالتالي إمكانية المشاركة في النسخة المقبلة في دوري أبطال آسيا وهو أحد الأهداف التي وضعتها الإدارة. كما أن الفوز بمركز متقدم سيرفع المخصصات المالية للنادي حسب ما هو متبع بشأن توزيع المداخيل المالية من الرابطة. وبات على الاتفاق الفوز على أقرب منافسيه لهذه المراكز فريقي الاتحاد والتعاون في الجولتين المتبقيتين من أجل تحقيق هذا الهدف. وكان الفريق زرع القلق بين محبيه خلال منافسات الدور الأول، لكنه تحسن كثيرا في الدور الثاني وحصد نقاطا عدة في مبارياته حتى الآن. وكان هذا ثمرة القرار الهام الذي اتخذته الإدارة بإلغاء عقد الصربي ميودراج والاستعانة بالوطني سعد الشهري الذي كان قد تم التوقيع معه بداية الموسم لتدريب الفريق الأولمبي في دوري المنطقة الشرقية. كما أن الصفقات الهامة والمؤثرة التي عقدتها الإدارة في فترة التسجيل الشتوية كان لها دور مؤثر جدا خصوصا في قرار التعاقد مع الحارس الجزائري العملاق رايس مبولحي والظهير الأيسر المصري حسين السيد حيث قدم اللاعبان تحديدا مستويات قوية ومميزة. ووسط الضغوط الكبيرة التي حاصرت الإدارة وتحديدا رئيس النادي الشاب خالد الدبل اختار الرئيس أن يهجر مواقع التواصل الاجتماعي لفترة زمنية نتيجة لوضع الفريق المتردي في الدوري الأول. وانتشل الفريق نفسه من وضعه السيئ بعد أن رتب المدرب الشاب الأوراق ولعب حسب الإمكانيات المتاحة ووضع نصب عينه هدف إنقاذ الفريق فيما تبقى من الدوري وليس المنافسة خصوصا مع فقدان عدد كبير من النقاط حينما تسلم المهمة في وضع مهزوز على عدة أصعدة خصوصا أن النتائج المتواضعة أبعدت الكثير من أعضاء الشرف عن الدعم. ومع أن الفوز على الهلال لا يرتقي إلى مستوى الإنجاز لأنه لم يكن الأول من نوعه، حيث فاز الاتفاق في الموسم الماضي على الهلال في الرياض، لكن هذا الفوز كان له طعم خاص جدا لأنه أعاد قيمة الفريق الفنية كون الهلال متصدر الدوري قبل 3 جولات فقط من الختام. الرابحون كثر من هذا الفوز لكن أكبرهم هو المدرب الشاب سعد الشهري لأنه جاء للاتفاق من الباب الضيق كما يقال. وكان الشهري وقع عقدا لتدريب فريق النهضة في دوري الأمير محمد بن سلمان لكن سرعان ما فض الاتفاقية نتيجة ظروف النادي الصعبة وقبل أن يقود الفريق في أي مباراة. ولم يكن لدى الشهري الكثير من الخيارات حينها عدا قبول قيادة فريق الاتفاق الأولمبي في دوري المنطقة الشرقية، في قرار تنبأ منه المقربون جدا من النادي أنه خطوة لجعل المدرب «للطوارئ» في حال تم فك الارتباط بالصربي ميودراج وهذا ما تحقق فعلا بعد أن أجلت الإدارة عدة مرات قرار إقالة المدرب الصربي نتيجة تردي النتائج قبل أن تختار نهاية الدور الأول وقتا لإصدار هذا القرار الذي جعل الشهري يتولى القيادة الفنية للفريق الذي مثله كلاعب منذ مرحلة مبكرة من مشواره مع لعبة كرة القدم وانتقل من خلاله للمنتخبات الوطنية السعودية إضافة لفريق النصر. الشهري الذي أجل المفاوضات مع الإدارة لتوقيع عقد جديد يتولى بموجبه قيادة الفريق الأول إلى حين الانتهاء من مباراة الهلال حقق مراده حيث رفع هذا الفوز أسهم هذا المدرب أكثر ونال إشادة جديدة وكبيرة من المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة الذي تمنى أن يعود المدرب الشاب لقيادة المنتخب السعودي لدرجة الشباب الذي حقق معه قبل موسمين وصافة آسيا ووصل معه لدور الـ16 من بطولة كأس العالم. ولم تكن هذه الإشادة الأولى من قبل المستشار للمدرب نفسه فقد سبقها الإشادة بما قدمه للفريق منذ توليه المسؤولية حيث أشاد بالشهري بعد مباراة الرائد التي كانت من أصعب المباريات التي اعترضت مسيرة الاتفاق في دوري هذا الموسم وكانت بمثابة مفترق الطرق. هذه الأماني التي قابلتها أماني مشابهه من قبل الاتفاقيين أن يستمر هذا المدرب في قيادة فريقهم الموسم المقبل وينال كل الصلاحيات والإمكانيات التي ينالها المدربين الأجانب بما في ذلك المميزات المالية في العقد جعلت المدرب يعيش مرحلة انتعاش حقيقة بعد أن اتفق الجميع على إمكانياته وقدراته. ويسلك الشهري مسار الاحتراف في التدريب بدلا من البقاء في وظيفته في سلك التعليم حيث يرى أهمية أن يعطي هوايته ما تسحق من الوقت والجهد وتتحول من مجرد هواية إلى مصدر رزق بالنسبة له. ورد الشهري على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مستقبله مع النادي خصوصا في ظل الرغبة الأكيدة في بقائه ليس من قبل الإدارة فحسب بل من قبل كل الاتفاقيين شرفيين وجماهير بالقول: «سأحسم وضعي خلال يومين، وسيتم اختيار الأفضل». هذا الجواب لم يكن كافيا، خصوصا أن هناك طلبا متوقعا من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم لاستعادته لقيادة منتخب درجة الشباب، إلا أن الشهري اكتفى أيضا بالإضافة المختصرة «أتشرف بخدمة وطني ومنتخب بلادي والكرة السعودية، وبكل تأكيد سأدرس أي عرض جدي يناسبني من كل النواحي». هذه الإجابات حملت في طياتها الكثير من التكهنات حول مصير المدرب مع نادي الاتفاق تحديدا، حتى وإن لم يجد عرضا جديدا من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم فإنه قد يرحل لنادٍ سعودي آخر، وهذا مثار القلق للاتفاقيين الذين يعتبرون أن هذا المدرب يسير على خطى المدرب التاريخي للاتفاق وعميد المدربين السعوديين خليل الزياني». ولكون التجارب في المدربين الأجانب كانت سيئة في الغالب مع نادي الاتفاق في السنوات الأخيرة فإن الاحتفاظ بالمدرب الشهري هو المطلب الرئيسي للإدارة التي ستنتهي فترتها القانونية أغسطس (آب) 2019. أي بعد أقل من عام ونصف العام. بقيت الإشارة إلى أن كل لاعب اتفاقي حصد مبلغ 15 ألف ريال وهي من أعلى المكافآت المدفوعة لهم هذا الموسم، لكن الإدارة ترفض أن يكون هذا الحجم من المكافأة يعود للفوز على الهلال تحديدا بل إنها تعتبرها ضمن آلية معتمدة لديها بشأن بند المكافآت وليس لأي اعتبارات أخرى تتردد في الوسط الرياضي عادة في مثل هذه الفترات الحاسمة التي يتحدد من خلالها مسار البطولات.
مشاركة :