باريس - وكالات: أكد موقع فرانس 24 نقلاً عن تقرير نشره صندوق النقد الدولي أن الحصار الذي تفرضه السعودية وحلفاؤها على قطر منذ تسعة أشهر لم يكن له التأثير المتوقع على الاقتصاد القطري. وأشار إلى أن هناك مشكلة في طريقة فرض الحصار أنه لم يطل قطاع الطاقة، لكن لم يكن لدول الحصار الخيار؛ فالإمارات تعتمد على الغاز القطري. وأكد أنه في النهاية، تحوّلت الأزمة إلى فشل استراتيجي بالنسبة للسعودية، أما قطر فقد عززت الحسّ الوطني لدى شعبها كما عزّزت شرعيتها على المستوى الوطني وعززت تأثيرها على الساحة الدوليّة، كما أن هذه القضية أذكت الحس القومي القطري. وحسب قراءة تحليلية أجراها موقع فرانس 24، لتقرير صندوق النقد المذكور، فإن الحصار الذي بادر به، في يونيو 2017، تحالف عربي تقوده السعودية، لم يكن له سوى تأثير مؤقت على الاقتصاد القطري، والنتيجة في النهاية أن السعودية فشلت في حصار قطر، بينما عززت السلطة القطرية شرعيتها. وقال الموقع إن قطر اليوم مرشحة لنسبة نمو اقتصادي تتجاوز 2.5% في 2018 وذلك رغم قوة الضغوط الخليجية التي لم يُعرف لها مثيل من قبل. وحسب التحليل، فقد استرجعت قطر قواها وصمدت محرّكاتها الاقتصادية؛ فعجلة تصدير الغاز، وهو أهم مصدر عائداتها، تدور بأقصى سرعتها. كما نهل البنك المركزي من مدخراته الواسعة لدعم القطاع المصرفي، الذي برهن عن صمود كبير، حسب خبراء صندوق النقد الدولي. واعتبر التحليل أن نجاح الدوحة في تجاوز الأسوأ، يعود إلى سرعة ردة فعل قطر التي باغتت دول الحصار؛ فمنذ نحو عشرين عاماً، تقوم البلاد بنشاط دبلوماسي على أساس تحالفات مختلفة، والهدف منه تحديداً هو تجاوز مثل هذه السيناريوهات. وأكد أن هذا التوازن أتاحه الدور الذي لعبه الأمير تميم بن حمد على الساحة الدولية، وورثه عن والده؛ فمكنه بسرعة من إيجاد شركاء اقتصاديين بدلاء. وتابع: إذا كانت قطر قد تمكنت من اتباع خطة النجدة التي هيأتها لمثل هذه المواقف، فإن السعودية وحلفاءها أظهرت أسلوباً هاوياً؛ حيث فرضت الحصار دون أن تعلن بوضوح عن هدفها.
مشاركة :