ذكر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن حلم السعودية لإعادة إحياء عظمة المملكة تحوّل إلى كابوس، بعد ثلاث سنوات من عملية «عاصفة الحزم»، وأن الأسوأ لم يحصل بعد؛ لأن القيادة السعودية لا تدرك -فيما يبدو- أن الحل العسكري هو طريق مسدود حوّل اليمن إلى «فيتنام السعودية».أضاف الموقع، في مقال للباحث نبيل الناصري، أن الطبيعة المتهورة للنظام السعودي في اليمن ومناطق أخرى بالمنطقة، بالإضافة إلى الأحلام المتباينة لأبوظبي، تعرّض الجزيرة العربية والشرق الأوسط بأكمله لخطر الدخول في فترة اضطراب كبيرة. ولفت المقال إلى أن السعودية اعتقدت أنها ستنتصر في حرب اليمن خلال أسابيع قليلة بعد إطلاقها عام 2015؛ لكن التدخل العسكري لم يجرِ كما خُطط له. وأوضح المقال أن أخطر ما في الأمر هو إطلاق الحوثيين المتمردين صواريخ باليستية في العمق السعودي، ما يمثّل إحراجاً كبيراً للرياض، ليس فقط لعدم هزيمة خصمها؛ بل لأنها لم تعد قادرة على حماية أمنها. يتابع المقال: «ورغم إنفاق الرياض مليارات الدولارات لشراء تكنولوجيا عسكرية معقدة، فإن اليمنيين لا بدّ أنهم يشككون الآن في مصداقية سلطة أعلنت الانتصار منذ البداية، لكنها عاجزة عن هزيمة التمرد، رغم الحصار المرير لليمن». وذكر المقال أن الحرب أدت إلى مجاعة باليمن وتفشٍّ للأمراض، دفعا منظمات إنسانية إلى وصفها بـ «أسوأ كارثة إنسانية بالعالم». واستطرد المقال أنه رغم إنكار التحالف السعودي- الإماراتي لكوارث اليمن وشنّه حملة دعائية لتبييض وجهه أمام الرأي العام الغربي، فإن واقع الأزمة لم يعد بالإمكان إنكاره. وبغض النظر عن الأضرار الكارثية التي لحقت بصورة الرياض وأبوظبي، أشار المقال إلى رعونة تفكير المسؤولين في هذين البلدين، وإصرارهم على استخدام القوة العسكرية الخشنة لتحقيق نفوذ إقليمي. ولفت المقال إلى أن سياسة الرياض الإقليمية أتت بنتائج عكسية؛ إذ كان الحوثيون قبل الحرب مرتبطين بشكل غير مباشر بإيران؛ لكن الصراع عزّز تلك الروابط وباتت الميليشيات تلعب دوراً محورياً في اليمن. وأشار المقال إلى أن حصار قطر، الذي ينظر إليه الكثيرون على اعتباره خطأ استراتيجياً كبيراً، هدّد وجود مجلس التعاون الخليجي كله، والذي دفع قطر إلى تنويع شراكتها الاستراتيجية مع جيرانها كإيران وتركيا. وذكّر المقال أيضاً باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وإجباره على الاستقالة من الرياض ثم تراجعه عنها، وهي سياسات أدت في نهاية الأمر إلى تعزيز قبضة إيران.. ليس فقط بلبنان ولكن في سوريا والعراق وأماكن أخرى.;
مشاركة :