بالرغم من انشغال الفنان عبد السلام النابلسي في مجالات الإخراج والإنتاج، إلا أن التمثيل كان يطارده في كل خطواته تلك. فبعد مرور أكثر من عشر سنوات على اشتراكه في أول فيلم مصري، جاءته الفرصة الأهم في السينما، حيث أعاد اكتشافه المخرج كمال سليم في دور الشاب المستهتر في فيلم (العزيمة). وقد نجح عبد السلام النابلسي في هذا الدور، مما جعل المخرجين يطلبونه باستمرار لتقديم مثل هذه الشخصية في أفلامهما. مع بداية الأربعينات، بدأت في الساحة الفنية موجة الأفلام الغنائية الاستعراضية، فاشترك فيها عبد السلام النابلسي وقدم فيها دور الشاب الخفيف الظل، مقدماً من خلالها كوميديا راقية اشتهر بها النابلسي فيما بعد. وكانت أدواره في هذه الأفلام هي ميلاده الفني الحقيقي كممثل ونجم كوميدي له لون وطابع كوميدي يتميز به عن الآخرين الموجودين في الساحة السينمائية آنذاك. وأصبح عبد السلام النابلسي مثل الماء والهواء بالنسبة لأغلب المخرجين حيث أشركوه في جميع أفلامهم، بعد أن نجح في تقديم شخصية الشاب الأرستقراطي، أو مدعي الأرستقراطية، أو المتعالي على الطبقة الكادحة بشكل ظريف وجميل جداً. ولأنه كان صديقاً للفنان فريد الأطرش فقد أشركه معه في معظم أفلامه. كما حدث الشيء نفسه، عندما لمع نجم عبد الحليم حافظ وحرص على إشراك النابلسي في أفلامه، وقدم دور الصديق الساذج، أو المتحذلق. في عام 1956 قام عبد السلام النابلسي بأول أدواره كممثل أول في فيلم (حب وإنسانية) أمام برلنتي عبد الحميد، وقد قدمه المخرج حسين فوزي. وفي عام 1959 قدمه المخرج الكبير صلاح أبو سيف في دور بطولة مشتركة في فيلم (بين السماء والأرض). كما قام بدور البطولة في فيلم (بنات بحري) عام 1960 للمخرج حسن الصيفي. أما باكورة إنتاج السينمائي، فقد كان فيلم (حلاق السيدات) عام 1960، وقد قام ببطولته أيضاً أمام الممثلة كريمة وإسماعيل ياسين وزينات صدقي. بعد هذا الفيلم بدأت مشاكل عبد السلام النابلسي مع مصلحة الضرائب، والتي قدرت عليه 12 ألف جنيه بطريقة جزافية، واضطر في أن يدخل في مصالحة مع مصلحة الضرائب، وذلك لرغبته في السفر إلى لبنان وأوروبا في الصيف، فوصل المبلغ إلى تسعة آلاف جنيه، ووقع إقراراً بذلك. وبعدها حصلت الكثير من المشاكل في نفس الموضوع ولم تنتهي إلا قبيل وفاته بقليل. حيث استطاع السفر إلى لبنان، ولم يستطيع العودة إلى القاهرة. وقد واجه مشاكل مالية كثيرة، اضطرته لأن يعرض أثاث بيته في المزاد العلني، هذا البيت الذي كان مفتوحاً على مصراعيه لكل الأهل والأصدقاء. وقد أوصى النابلسي أن يتوسط القريبين منه من الفنانين بينه وبين مصلحة الضرائب. كما أنه تحدث إلى أم كلثوم لتتوسط له لتسوية مشاكله مع الضرائب، وكان يمني نفسه بالعودة إلى مصر. وعندما حلت مشاكله مع الضرائب، ووصلته دعوة من وزارة الإرشاد القومي ليعود إلى مصر، كان القدر قد اختطفه في يوليو 1968، ولم يعش ليحقق أمنية العمر في العودة إلى البلد التي أحب.
مشاركة :