دولة الكويت دولة دستورية، وتمتاز بالديموقراطية والانتخابات الحرة.. والمجلس البلدي هو اول مجلس عرفته الكويت منذ 1938، وكذلك الانتخابات. واليوم يعتبر المجلس البلدي هو الذي يراجع سياسات البناء المختلفة والمخطط الهيكلي العام للدولة، وهو الذي يحدد أنظمة البناء وتوزيع المدن والضواحي ونظام البناء العام والخاص والتجاري والاستثماري. ولكن منذ 1981 صار المجلس البلدي يمر بانتخابات تتأثر ببعض التوجهات الطائفية والقبلية، والعديد من التيارات الدينية التي يصنف عليها المرشح. وانتهى الدور المعماري وتجميل الكويت والشوارع، لأن مخرجات العملية الانتخابية صارت ترتكز على هذه العناصر بدلا من اختيار الرجل المناسب. ومن ثم صار المجلس البلدي عند الكثيرين خطوة اولى للتمهيد للوصول إلى مجلس الامة! وصار من ينجح في المجلس البلدي غالبا ما يكسر اللوائح والنظم، ليثبت انه يخدم الناس بفتح شباك أو زيادة مساحة البناء أو فتح شارع، وتم نسيان الدور الحقيقي للمجلس البلدي! وما يقوم عليه المجلس البلدي من دور مهم لتكون الكويت دولة مثالية في معمارها وأسواقها، ومما أتعجب منه أن المناطق الاستثمارية تحولت الى تخبط، أدوار عالية على بنية تحتية من الستينات، وأصبحت البلدية مثالا واضحا على البيروقراطية، وكل الشعب الكويتي يعاني من صعوبة الإجراءات. أخيراً، نتمنى من المواطن الكويتي ان يختار للمجلس البلدي الرجل الكفؤ الذي يتمتع بالمؤهلات، ونتمنى من المجلس البلدي أن يقوم بإصلاح النظام المعماري ونظام البناء، وأن يكون مجلساً للخدمات، وأن نبعد المجلس البلدي عن الطائفية والقبلية، وألا يدور العضو في أروقة البلدية لتقديم الخدمات غير القانونية. فحال الضواحي والمدن غير جيد، ولندخل الى سلوى والجابرية وقرطبة والسالمية وخيطان والفروانية لنشاهد التجاوزات، وكذلك وضع العاصمة وشوارعها.. وعدم وجود مواقف للسيارات ولا حدائق عامة ولا أماكن ترفيه، وأقصد أن مناطق الكويت أصبحت «كونكريت» ليست فيها لمسة جمالية. محمد غريب حاتم
مشاركة :