أوضح «م. إبراهيم بن محمد الخليل» -أمين منطقة عسير- أنّ قضية فصل موظفي الأمانة منظورة من قبل وزارة الشؤون البلدية وأيضاً وزارة الداخلية والمقام السامي، مشدداً على أنّهم في الأمانة يحترمون وسائل الإعلام كافة، إلاّ عند تجاوزها، منوهاً بأنّهم اتخذوا العديد من الموقف لكي يصححوا هذا المفهوم، خصوصاً لمن يريدون نقل مصالحهم الشخصية إلى صحفهم وبرامجهم التلفزيونية، منوهاً بأنّ لديه عدداً من القضايا ضد صحف وكتاب في وزارة الإعلام حول ذلك. مستمرون في تنفيذ المشروعات رغم قلة المقاولين وضعف مستواهم.. وطبوغرافية الأرض وقال في حديث ل»الرياض»: «نحن لا نعمل إلاّ من أجل التنمية المستقبلية، والمنطقة مستهدفة في المستقبل لتكون مدينة سياحية على مستوى العالم العربي، ومن حقها ذلك، ولكن الأمر يحتاج وقتاً، فالموارد المالية موجودة، وكل القطاعات واقفة معنا، من ضمنها إمارة منطقة عسير، وليس لنا عذر في عدم تطويرها لتصل إلى ما تستحقه من مكانة كان من المفترض أن تصلها قبل (20) عاماً»، مبيّناً أنّ شح المقاولين المؤهلين للمشروعات الكبيرة من أهم أسباب بطء تنفيذها في المنطقة، بالإضافة إلى الطبيعة «الطبوغرافية» التي كان له دور فيه ذلك، منوهاً بأنّهم كانوا حاسمين وحازمين مع المقاولين الذين تعثروا في تنفيذ مشروعاتهم، وقد لجأوا إلى سحب أكثر من مشروع بعد تأخر المقاول في تنفيذه، موضحاً أنّ المنطقة كانت تفتقر إلى تكاتف الجهود بين القطاعات الخدمية؛ مما أعاق تحقيق التنمية السياحية، على الرغم من أنّ لديها مقومات عديدة غير موجودة في المناطق الأخرى، وفيما يلي نص الحوار: توظيف الميزانية * تعمل أمانة عسير في ظل ميزانية مالية تحكمها في كلا العامين.. ما مدى الإفادة منها؟ - من المفترض أن تتم الإفادة من الميزانية وهذا ما حققناه خلال العام المالي المنصرم، وقد تم إعداد تقرير سنوي يوضح ذلك، ورفع للوزارة والجهات الرقابية، وتم عن طريق (90%) من الميزانية إكمال مشروعات سابقة، وتنفيذ الجديدة، وعمل دراسات للقادمة، وكان لدينا خطة تهتم في تقليل التكلفة، حيث وضعنا منهجية في العمل للإفادة القصوى من الميزانية دون إهدار، فقد تم تأمين أسطول كامل من المعدات للأمانة خلال الثلاث السنوات الماضية، بحيث نخفف على اعتمادات الميزانية، ففتحنا بها الطرق، وأدت كافة أعمال القطع، والهدم، والحماية، ويبقى للمقاول الأعمال المختصة في مجاله فقط. وبالنسبة للعام الجديد فقط وضعنا إستراتيجية قبل ثلاث سنوات على مجموعة من المحاور، تنفذ في كل ميزانية ما يتفق مع استمرارية التجانس والتكامل لهذه المحاور، ولنا أهداف معينة نعمل كل عام على تحقيقها، والمراقب لذلك يجد أنّ هناك مشروعات حالية تنفذ، كمشروعات الجسور والكباري، حيث يجد أنّ كل عام يتم اعتماد ثلاثة إلى أربعة مشروعات، تأتي على مراحل ومنها ما يتم إنجازه في العام الواحد، إلى جانب المشروعات السياحية، والساحات البلدية، والحدائق، والأماكن المخصصة للمشي، ومنها ما نفذ في مدينة أبها لخدمة موسم الصيف، وما تم تنفيذه لخدمة موسم الشتاء، وكل هذه المشروعات تتم لها موازنة مالية لاعتمادها. خدمة المواطن * لكم ما يزيد عن (1300) يوم منذ استلامكم مهام أمانة عسير، ماذا قدمتم خلالها؟ - حقيقة هذا الأمر إجابته ليست لديّ، وستجدها لدى ولي الأمر والمواطن المعني بذلك، فلن أحكم أو أتحدث عن هذه الفترة، أنا هنا لأبذل جهدا أحاول من خلاله تحقيق رؤية وتطلعات قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، في تقديم ما من شأنه خدمة المواطن. تضافر جهود * كيف تتضافر الجهود بين إمارة المنطقة والأمانة لتقديم مستوى خدمات أفضل للمواطن؟ - العلاقة بين الإمارة والأمانة فريدة بين مناطق المملكة، من حيث التكامل ودعم سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد لتوجهات الأمانة، ومساندتها، ولولا الله ثم وقوفه ما استطعنا أن أنصل إلى (40%) من مشروعاتنا، فالأمير فيصل متفهم جداً لمتطلبات التنمية وظروفها، واحتياجنا بوقوفه معنا، وله مواقف عديدة لا أنساها شخصياً وقد استفدنا الكثير من توجيهاته ومتابعة الدائمة لنا. زيارة تفقدية * الأيام القليلة القادمة سيحل سمو وزير البلديات ضيفاً على عسير، ماذا عن هذه الزيارة؟ - زيارة سمو الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية يتفقد بها كافة مناطق المملكة وأماناتها، ومن ضمنها منطقة عسير، يتم من خلالها الاطلاع على الأعمال القائمة، والإنجازات التي نفذتها أمانة عسير، وهي فرصة ليطلع عليها المواطن وكافة وسائل الإعلام، حيث سيكون خلال هذه الزيارة تفاصيل موسعة عن كل ما نفذته الأمانة، وأنتهز هذه الفرصة بالشكر والتقدير لسموه الكريم على الدور الكبير والتوجيهات الدائمة، ودعمه المستمر، ومساندته لتحقيق رؤية الأمانة في وضع مشروعات تخدم المواطن طيلة الأعوام القادمة -بإذن الله-. عقوبات التأخر * ما أسباب تنفيذ مشروعاتكم ببطء في عسير؟ وما هي العقوبات التي تتخذونها على الشركات المتأخرة في التنفيذ؟ - نسبياً تنفذ ببطء، وأرجع ذلك لأسباب عامة وأسباب خاصة، ولعل من الأسباب العامة أنّه مع وجود ميزانيات الخير التي تحظى بها كافة الجهات الخدمية ويعتمدها ولي الأمر -حفظه الله- هي في الحقيقة كبيرة جداً، وأكبر حتى من قدرات القائمين على العمل في إنجازها، وهذا ما ينعكس على العمل ببطء، الأمر الآخر شح المقاولين المؤهلين للمشروعات الكبيرة، ولدينا هنا مشروعات كبيرة ولكن بحكم "طبوغرافية" المنطقة كان لها دور في بطء الأعمال، وفي المقابل كنا حازمين في سرعة إنجازها، ولن نسمح بالتأخير الذي يعيق أي مشروع عن تنفيذه. أما بالنسبة للعقوبات فنحن قبل ما نبدأ بها بدأنا بالتحفيز، وبالمساندة، والتشجيع، وتقديم خدمات مباشرة من قبلنا كمساعدة للمقاول للمشروعات التي تعثر فيها، وإذا عجزنا في ذلك نتجه للعقوبات، فالنظام وظف العقوبات ونظمها، وهي تصل إلى سحب المشروع، ولا أخفيك أنّه تم سحب مشروعات عملاقة بالمنطقة من مقاولين؛ لأنّهم تعثروا بزيادة، وأتى السحب بعد محاولات عديدة من ضمنها تدخل إمارة المنطقة لاستحثاث الجهود، وإذا لم يستجب يتم سحب المشروع، وفي الحقيقة نحن لا نريد سحب أي مشروع ولكن يبقى أحد الحلول، وإن كان ليس حلاً وقتياً بقدر ماهو حل مستقبلي، يتفهم من خلاله المقاولون الآخرون أننا حازمون وجادون في تنفيذ مشروعاتنا، وأن سحب المشروع وارد وليس مستبعدا. استقلالية البلديات * كيف يتم موازنة ميزانيات مشروعات البلديات التابعة؟ وما أبرز مشروعاتها الحالية؟ - وزارة البلديات فيها ميزة قد لا تكون في أي وزارة، وهي أنّ البلديات تعتبر كيانا مستقلا بنسبة كبيرة، حتى موضوع ميزانية البلدية تناقش ميزانيتها مع وزارة المالية، كما أناقش أنا أو أي وزارة وجهة حكومية أخرى، فلهم الحرية في التعامل مع المالية لتوضيح احتياجهم، وتوظيف مواردهم وتصريفها، ومجرد حضوري الشخصي وليس الأمانة يعتبر مساعدة لهم، والإعداد لأي ميزانية والحوار من أجلها يتم من خلال رئيس البلدية بشكل مستقل تماماً، وهناك بنود مشتركة تشرف عليها الأمانات كبنود السفلتة، ودرء أخطار السيول، وهذه يتم توديعها من قبل الوزارة بمشاركة من الأمانة، ولكن يبقى أنّ البلديات تمتاز بنسبة عالية من الاستقلالية. حفريات الخدمات * معاناة الحفريات وتكسير الإسفلت.. كيف تعالجون مثل هذا الخلل خصوصاً عندما تقوم الشركات بتنفيذ خدمات أخرى بالشوارع وتتلف البنية التحتية؟ - قد يكون من ضروريات التنمية -وإن كان لا أحد يقبل مثل هذا التدهور- تلك الخسائر، ولكنها ضرورة، فكما ذكرت سابقاً أنّ مشروعات الدولة كبيرة وجبارة وترتكز في هذه السنوات على بنى تحتية قوية وسليمة، وطبعاً تلك البنى تتعارض بطبيعتها مع مشروعات الأمانة، فكما نعمل نحن فوق الأرض هناك جهات تعمل في جوفها، وسيكون هناك بالطبع تعارض وتقاطع مع الأعمال، تبقى برمجتها بحيث نكون متفقين أنّ هناك شيئا من الصعوبة، ولكن اتخذنا منهجية أخرى في الآونة الأخيرة أن نبلغ الجهات الخدمية الأخرى بالشوارع والأحياء التي نعيد تأهيلها وفرشها، ونعطي فرصة لتلك الجهات لإكمال الأعمال سوياً، وفي المقابل نعطي تنبيهات وإنذارات أنّه إذا تم الانتهاء من العمل لا نسمح بإعادة تغيير، ولعلنا ننجح في هذه التجربة. جسور المشاة * ما زال الخطر يحف المشاة في ظل غياب الجسور المخصصة لهم.. هل سيجدون جسورا تحميهم من الخطر؟ - نعم، فالمنطقة تحتاج إلى ذلك، ولدينا تسعة مشروعات لإنشاء جسور مشاة، ولكن الغريب أنّه لا يوجد إقبال من المقاولين لتنفيذها، ولم نستطع تنفيذ سوى مشروعين فقط، وجميعها تقع في وسط أبها؛ للاحتياج لذلك، وكان من المفترض أن ينسجم تنفيذها مع توحيد الحركة المرورية التي أعاقت حالياً حركة المشاة، ولكن -بإذن الله- سترى النور قريباً. الحركة المرورية * شوارع مدينة أبها تعصف بها أحياناً اختناقات مرورية، خصوصاً في المواسم وأوقات الذروة، ماذا قدمت أمانة عسير حيال ذلك؟ - لقد وجه أمير منطقة عسير قبل عامين بتشكيل مجلس التنسيق المروري، تمثله عدة جهات منها: الأمانة، والمرور، وإدارة الطرق، وأشخاص من أهالي أبها، تم من خلال هذا المجلس دراسة الحركة المرورية، وعمل توصيات يتم رفعها لأمير المنطقة، إما أن يعتمدها أو يوجه بإعادة الدراسة مع توضيح الملاحظات، ولا ينفذ إلاّ ما يعتمد من أمير المنطقة، وتوحيد الحركة المرورية الحالية في مدينة أبها أتت نتاجا لدراسة على مدى ستة أشهر، وهي لا زالت تحت التجربة وليست نهائية، وهذا ما جعلنا نعيد الحركة المرورية في شارعين ثبت عدم الإفادة من توحيد الحركة بها. مشروعات سياحية * ماذا عن دور الأمانة في السياحة؟ - بداية الحديث في ذلك ومن منظور شخصي أتيت هنا ومن أهدافي الأساسية تنمية السياحة على الأقل في البنى التحتية؛ لأنّي أرى أنّ المنطقة تعتبر أميز وجهة سياحية على الإطلاق، وكانت تفتقر إلى تكاتف الجهود بين القطاعات الخدمية، كوزارة الزراعة، والنقل، والأمانة، وهي تشكل ثلاثيا هاما إذا لم تنسجم يصعب أن نحقق تنمية سياحية حقيقية، -الحمد لله- توفقنا مع شركائنا في المديرية العامة للزراعة، حتى إنّ وزير الزراعة كان متفهماً لموقفنا، والحاجة إلى إنجاز مشروعات بنى تحتية في مواقع المتنزهات التابعة للزراعة، وقد نفذنا العديد من المشروعات التنموية السياحية خلال العامين الماضيين. كما نفذنا بعض المرافق والمناشط السياحية داخل أبها، من مطلات، ومماشٍ، وساحات بلدية، وحدائق، وفتحنا طرقا جديدة تؤدي للمتنزهات كلها تهدف إلى تنمية السياحة، والعام الماضي وبتوجيه من قبل أمير منطقة عسير، ووزير البلديات، ورئيس هيئة السياحة تم إطلاق مبادرة عسير لكسر معوق الموسمية في المنطقة، وجمعنا العديد من المهام بشراكة من الجهات ذات العلاقة في اجتماعات متواصلة، وتم إقرار الإستراتيجية خلالها، وأحيلت للوزراء المعنيين لتنفيذها، بحيث لو تم تفعيلها ستنكسر الموسمية للسياحة، وستكون على مدار العام، ولدينا بالمنطقة مقومات عديدة أتوقع أنّها غير موجودة في المناطق الأخرى، حيث تمتلك عسير مواقع تخدم السياحية الصيفية وكذلك مواقع للسياحة الشتوية، وهذا ما عكسه تباين تضاريسها المختلفة والتي تتنوع ما بين الجبل، والسهل، والبحر، والصحراء، وهو ما خلق سياحة مستدامة نحاول الإفادة منها لتفعيل الأنشطة حسب كل موسم. ولعل من أبرز المشروعات: مشروع كورنيش ساحل عسير، الذي وضع أمير منطقة عسير حجر الأساس لتطوير واجهة "شاطئ الحريضة"، وهو يعتبر من أجمل الشواطئ على مستوى المملكة، وسنعمل على تحويل العشوائية الحالية إلى منتجع بيئي منظم جميل، بمواصفات عالية، ويصبح معلماً وطنياً وسياحياً مميزاً، إضافةً إلى مشروع "سماء أبها" وهو مشروع تنافست على تصميمه عدة جامعات عالمية، وفازت بالتصميم جامعة من دولة إيطاليا، وسبق أن تم نشر تفاصيله، إلى جانب مشروع "عين أبها" الذي يعتبر إطلالة سياحية نموذجية على المدينة، وفرصة سياحية استثمارية. طائرة الأمانة * إلى أي مرحلة وصلت أعمال طائرة الأمانة لتقديمها كمشروع سياحي؟ وما رأيكم في ردود الأفعال المعارضة التي أثيرت حين قدومها؟ - بعد أن وصلت الطائرة تم تحديد الموقع الذي ستنطلق أعمالها من خلاله شمال مدينة أبها ضمن مشروع "سماء أبها"، وقد بدأنا في طرح مشروع إعادة تأهيلها الأشهر الماضية وتقدم لها عدد من المقاولين، ولا أخفيك أننا وجدنا هناك تخوفاً لدى البعض من المقاولين لغرابة أعمال التأهيل، وقد طلبوا العديد من الإيضاحات، وتم تقديم المساعدة في ذلك، وبعض المقاولين اشتروا المنافسة ولم يتقدموا عليها، والأيام القادمة سنعيد طرح مشروع التأهيل مرة أخرى، وبإذن الله إذا ظهرت المرحلة الأولى ستكون مميزة على مستوى المملكة، أما بالنسبة لردود الأفعال حقيقة أنّ الفكرة كانت غريبة نوعاً ما، ولكن -الحمد لله- كانت مؤشرات القبول واضحة وهي أكبر بكثير من المؤشرات المعارضة، ولعل توافد عدد كبير من رجال الأعمال والشركات لاستثمارها هو مؤشر إيجابي؛ لأنّ أصحاب رؤوس الأموال يدركون جيداً أين يضعون أموالهم، وهناك مجموعة من الشركات الاسثمارية لها الرغبة الجادة في استثمارها، ولكن لم نرغب نحن في تقديمها حتى تكتمل بنيتها التحتية. أما بالنسبة لزخم المعارضة الإعلامية الذي صاحبها أثناء نقلها قدم لنا خدمة كبيرة، بشكل قد لا يمكن أن نستطيع إيصاله نحن، رغم أننا وضعنا خطة إعلامية، ولكن ما تناولته وسائل الإعلام وباسلوب استهزاء دون معرفة تفاصيلها كان له الأثر الإيجابي للتعريف عنها، وهذا ما جعلنا نكتفي بذلك، بدلاً عن خطتنا الإعلامية. أحياء عشوائية * نعود بالحديث الى أبها.. لماذا لا يوجد أحياء نموذجية أسوة ببعض المناطق؟ وكيف تتعاملون مع العشوائيات؟ - بالنسبة لأبها فأعتقد أنّها مظلومة من هذا الجانب، فأحياؤها ليست نموذجية من جوانب كثيرة، بالذات من الجانب التخطيطي، وفيها مجموعة أحياء تعتبر من العشوائيات، وأخرى أسوأ في تصميمها من العشوائية، فشوارعها ضيقة، ومرافقها شحيحة أو معدومة في بعضها، وقد خصصنا الآن جزءا من ميزانيتنا لمعالجة مثل هذه الأخطاء، منها نزع ملكيات لإيجاد مرافق، كمواقف السيارات، والمرافق الخدمية الأخرى، فأبها تفتقر لأحياء نموذجية، لكن أيضاً في إستراتيجتنا ليست الأولوية إيجاد أحياء نموذجية، فالبنية التحتية تحتاج إلى وقفة، وإلى جهد وكذلك الجانب السياحي يحتاج على تصحيح وتأهيل، وهناك أحياء نموذجية ولكنها لم تكتمل بعد وستكون أمام الجميع الأعوام القادمة بإذن الله. تعطيل التطوير * ارتفعت أصوات ونداءات ضد تطوير أبها منادية ببقائها كماهي، مارأيكم في ذلك؟ - أحترم أي وجهة نظر حول أبها، ولكن لابد أن ندرك أنّ هذه المدينة ليست لأهل أبها فقط، فهي لكل الناس وللوطن كافة، وهي وجهة سياحية لا يمكن أن تحتضن الجميع في وضعها قبل خمسين عاماً، ولا أخفيك أنني أحزن كثيراً عند هدم منزل أو مكان له مكانته، ولكن يبقى الاستئصال علاجاً وإن كان مؤلماً، وقد حاولنا كثيراً في الحفاظ على أماكن عديدة لأهميتها وقيتمها، ولعل ما عملناه من أجل طريق الأمير سلطان هو أمر يستوجب علينا ذلك، فهو محور هام وشريان رابط ما بين شمال وجنوب المدينة، ويعاني كثافة في الحركة المرورية لن تستوعبها أبها الأعوام القادمة مع تزايد العدد السكاني، فلذا عملنا على إيجاد محور جديد يخدم الحركة المرورية، كما أنّه سيخدم الحركة التجارية، والتنمية أحياناً لابد من أن نتحمل بعض جروحها، فدوار القصبة عند إزالته وجدنا ردود أفعال قوية، ولكن أهمية إزالته جعلتنا نهيئ مساحة مستقبلية للحركة المرورية. نحن لا نعمل إلاّ من أجل التنمية المستقبلية، وأبها مستهدفة في المستقبل لتكون مدينة سياحية على مستوى العالم العربي، ومن حقها ذلك، ولكن الأمر يحتاج وقتاً، فالموارد المالية موجودة، وكل القطاعات واقفة معنا، من ضمنها إمارة منطقة عسير، وليس لنا عذر في عدم تطوير أبها لتصل إلى ما تستحقه من مكانة كان من المفترض أن تصلها قبل (20) عاماً. أسعار الأراضي * إلى ماذا ترجعون ارتفاع أسعار الأراضي في عسير؟ - حقيقة طبيعة المنطقة لها دور في ذلك، وأيضا تأخر الأمانة في اعتماد مخططات سكنية سابقة وانتقالها على وزارة الإسكان، وكان لدينا عدد من الأراضي قرابة (10.0000) قطعة مجهزة لتوزيعها على المواطنين، إلاّ أنّه صدر الأمر السامي بإحالتها إلى وزارة الإسكان، وبالطبع الوزارة لها منهجيتها وسياستها، رغم أنني كنت أتمنى أننا نحن من يهدي ذلك للمواطن كمشاركة في فك الاختناق السكاني بالمنطقة. رقابة صحية * ماهي خططكم للرقابة الصحية؟ - عملنا العامين الماضيين في أبها وبلدياتها على موضوع الصحة بشكل مكثف، ولدينا إدارة متميزة ممثلة في إدارة الرقابة العامة، تعمل على الرقابة مدار الساعة، وقد تم توزيعها على المناطق بمراقبين مثبتين، ولديهم أجهزة تقنية حديثة للتعامل مع ذلك، وقد خطونا خطوات متقدمة وإن كانت الطموحات تتطلب المزيد. تقنية المعلومات * ماذا عن الأمانة الإلكترونية؟ - هذا الجانب دائماً ما أتحدث عنه، فلدينا بنية تحتية في تقنية المعلومات والحكومة الإلكترونية نفتخر بها، وندعي أنّها مميزة على مستوى القطاعات، ولعل اليوم هذا الذي التقيتني فيه كانت الأمانة تحتضن ملتقى مديري عموم تقنية المعلومات بالمملكة بشكل عام، بتنظيم من قبل زملائنا بالوزارة، ممثلين بالإدارة العامة لتقنية المعلومات، وذلك لتبادل الخبرات والتجارب ورسم سياسة مستقبلية للوزارة وأماناتها وبلدياتها لتوحيد الإجراءات وتخفيف الهدر المالي. رضا الجمهور * كيف تقيسون رضا الجمهور عن أداء الأمانة؟ - بالطبع لا توجد أداة لقياس ذلك، ولكن المؤشرات التي نتعاطى بها كوسائل الإعلام، ورضا المواطن المباشر معنا وخفة الشكاوى وحدتها، وأيضاً استجابة المواطن للانضباط وعدم مخالفة الأنظمة وتجاوزها، كلها كانت دلائل عن الرضاء، وبالتأكيد وبإذن الله أننا نحاول جادين وبكل طاقاتنا لخدمة المواطن أياً كان، محاولين بذلك الوصول به إلى غاية الرضا. الإعلام والأمانة * يرى البعض أن هناك فجوة بينكم وبين وسائل الإعلام؟ - الصحافة لم تغب حقيقة من أجندتنا، ونحن دائماً بجانب وسائل الإعلام كافة، ولكن عندما يكون هناك خلاف مع مؤسسة إعلامية حول منهجيتهم وتجاوزهم سنتخذ موقفاً لكي نصحح المفهوم، وأنا أرى أنّ الإعلام منبر هام جدا، وكنت من أوائل المهتمين الذين بدأوا بالتعامل مع الإعلام، فأنا ابن إعلام، ولكن لي تحفظات على ممارسة البعض الذين يريدون تحويل مصالحهم الشخصية إلى صفحاتهم، فهذا أمر غير مقبول، ولا أرى أنّ هناك أي فجوة، ولكن أؤكّد أنّه إذا هناك تجاوز فهنا نتخذ الموقف، ولدي قضايا ضد صحف وكتاب في وزارة الإعلام، وهذا لا يتعارض مع إيماني بدور الإعلام الحقيقي. فصل الموظفين * تناولت وسائل إعلام متعددة قضية فصل عدد من الموظفين لديكم، وكان لها موقف ضدكم حين لم تتجاوبوا مع استفساراتهم هل لنا بحديث عن ذلك؟ - بداية الموضوع يتعلق بمندوب إحدى القنوات الذي التقيت به هنا خلال زيارته لي، وشرح لي مطلبهم، وأوضحت بالمقابل له أنني لا أستطيع التحدث في هذه القضية، وليس من المصلحة تناولها، كون القضية منظورة من قبل الوزارة ووزارة الداخلية والمقام السامي، وهذا ما تم الاتفاق عليه، ولكن تفاجأت بالاتصال خلال البرنامج وبصيغة القوة والفرض، وكانت الرغبة من قبلهم لتوضيح تفاصيل ذلك، وبأسلوب لم يكن منطقياً في العرف الإعلامي، فالمبدأ هنا افتقد المهنية الحقيقية، رغم أنّ حضور المندوب في بدايته كان أمراً جيداً، وأوضحت له الرؤيا، فكان من المفترض أن يكتفي بذلك. المجالس البلدية * كيف ترون علاقتكم بالمجالس البلدية؟ - المجلس يعتبر من أهم القطاعات التي تمثل المواطن، وعلاقتنا علاقة رائعة متكاملة، وهو يشرف علينا إشرافا إداريا وفق اللائحة، وإشرافا وطنيا، من خلال المصلحة المتبادلة لخدمة المواطن. صورة عامة *ختاماً ماهي صورة عسير في أذهانكم؟ - أعجز حقيقة أن أضع لعسير عامة وأبها خاصة صورة، فهي بالذات أكبر من أضع لها ذلك، فالمنطقة كانت تفتقر إلى التنمية في فترات سابقة، وهي مهيأة الآن بشكل كبير أن تقود الجانب السياحي على المستوى العربي، ولكن لا زالت تحتاج مزيداً من الوقت وتكاتف الجهود.
مشاركة :