تجسيد النبي حرام وانتقاص لشخصيته مهما كانت المبررات

  • 8/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أول رد من علماء المملكة على عرض الفيلم الإيراني (محمد رسول الله) الخميس الماضي، أكد عدد من العلماء والفقهاء حرمة تجسيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأي حال من الأحوال وتحت أي ذريعة أو سبب كان، لافتين إلى عدد من القرارات التي صدرت حيال تحريم هذه العروض نهائيا وبأي صورة كانت. وعد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان تجسيد النبي صلى الله عليه وسلم تنقصا لشخصيته، مؤكدا حرمة ذلك، وقال: إذا كان لا يجوز تمثيل الصحابة والخلفاء الراشدين فكيف يجوز تمثيل الرسول صلى الله عليه وسلم! ومن هي الشخصية التي تتقمص شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هذا أمر لا يجوز، وهذا تنقص للرسول صلى الله عليه وسلم. أما المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري فقال: أهل الإيمان تمتلئ قلوبهم من توقير النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة مكانته ولذلك فهم يحرصون على قراءة سيرته واتباع هديه والاقتداء به صلى الله عليه وسلم أخذا من النصوص الواردة في ذلك كما قال الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا). وأضاف: أهل الإيمان يعرفون ما لهذا النبي من مكانة عند رب العزة والجلال ويقدرون ما له من مكانة عند الله أخذا من النصوص الواردة في فضله صلى الله عليه وسلم سواء في فضله في تبليغ الرسالة وإرشاد الأمة أو في تخلقه بالأخلاق الفاضلة أو في حماية الله عز وجل له، ومن ثم فهم يبتعدون كل الابتعاد عما يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة أو ما قد يؤدي الى الإساءة إليه صلى الله عليه وسلم، ومن هذا المنطلق يتفادى أهل الإيمان وضع تمثيليات تجسد النبي صلى الله عليه وسلم. وبين أن من أسباب امتناع المؤمنين عن تمثيل شخصية الرسول، أنه لن يصل أحد مهما كانت درجته من التقوى والإيمان الى درجة النبي صلى الله عليه وسلم ولن يستطيع أحد ان يماثله صلى الله عليه وسلم في حياته وطريقة تعامله مع الآخرين والأمر الثاني ان حياة النبي صلى الله عليه وسلم فيها جوانب لم تنقل إلينا وإذا نقلت بعض وقائع الحادثة فإن هناك وقائع أخرى مقارنة لها لم تنقل إلينا ومن ثم محاولة تمثيل حياة النبوة ستكون فيها زيادة عما ورد من الأخبار من أجل ان يكتمل المشهد وهذه الزيادة تكون غير مقبولة لعدم قيام دليل على صحة هذه الزيادة المتعلقة بالوقائع والأحوال الأخرى في وقائع النبوة. ولفت إلى أن السبب الثالث في الامتناع عن الإقدام على هذا الفعل أن حياة النبي تحتاج الى نقل ظروف كاملة عما في حياته صلى الله عليه وسلم ومن ثم فما يفعله أهل التمثيل هو نقل جزء من هذه الحياة ومن ثم يكون إخراج النص الشرعي المتعلق بالسيرة النبوية عن سياقه وأسبابه ونتائجه وآثاره مما يؤدي الى آثار عكسية في دراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأضاف: إذا نظرنا الى كثير مما يؤدى في هذه المسلسلات والأفلام والتمثيليات وجدناه لا يفرق بين الغث والسمين والصحيح والضعيف بل نجد روايات مكذوبة تتوافق مع أهواء أولئك القائمين على هذه النشاطات ولا شك أن هذا كذب على المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) ويزداد الإثم عندما يعرض شيء من أبدان الناس على أنها بدن المصطفى صلى الله عليه وسلم المبارك، وكذلك يزداد الإثم عندما تكون هناك إساءة لصحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونقل لحوادث قد تابوا منها أو كانت في أوائل حياتهم قبل دخولهم في الإسلام مما قد يورث شيئا غير محبب للنفوس تجاههم ولذا يجب الوقوف وقفة صادقة مع الله في إنكار هذا العمل. ولفت الشثري إلى أنه قد صدرت البيانات والقرارات من المجامع والهيئات العلمية والفقهية في العالم الإسلامي على مدى 40 سنة تحذر من هذا الفعل وتبين عدم جوازه وتوضح مخالفته للشرع، وقال: علينا أن ننشر هذه البيانات والقرارات لعل الله يحمي الأمة من مثل هذا العمل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. من جانبه، أكد الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، أن تمثيل شخصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصور سواء مرسومة متحركة أو ثابتة أو كانت ذات ظل أو جرم أو غير ذلك كل ذلك حرام لا يجوز شرعا ولا يجوز إقراره لأي غرض من الأغراض أو أي مقصد، وإن قصد به الامتهان كان كفرا لأن في ذلك مفاسد كبيرة. وكان عدد من علماء الأزهر أبدوا استنكارهم الشديد على عرض الجزء الأول من الفيلم المذكور في 143 دار عرض في إيران، مؤكدين أن جميع المجامع الفقهية والمؤسسات والهيئات العلمية والشرعية حرمت الإقدام على هذا الفعل مهما كانت المبررات. وفي سياق متصل، كشفت مصادر لـ(عكاظ) عن عزم عدد من أعضاء اللجنة الدائمة للفتوى المنبثقة من هيئة كبار العلماء بالمملكة العرض على مفتي عام المملكة في اجتماع اللجنة الاثنين المقبل في الرياض لاستصدار بيان يحرم هذا الفعل استنادا إلى عدة فتاوى وبيانات ذات صلة صادرة من اللجنة في وقت سابق.

مشاركة :