علمت «الحياة» أن الرئيس محمود عباس رفض «مجرد قراءة» الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى السلطة الفلسطينية للمشاركة في اجتماع واشنطن لـ «إنقاذ غزة» أول من أمس، في وقت اعتبرت السلطة أن الاجتماع يُمهد لتطبيق «صفقة القرن» الأميركية الرامية إلى إقامة دولة مركزها قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وإيجاد قيادة بديلة. بموازاة ذلك، أعلنت حركة «حماس» أنها «أمسكت طرفَ خيط» في قضية استهداف موكب رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية رامي الحمد الله. وقاطعت السلطة اجتماع واشنطن الذي دعا إليه صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الخاص جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات، وحضره ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية، والاتحاد الأوروبي، وسبع دول عربية. وقدّم كوشنير في الاجتماع شرحاً مفصلاً عن الأوضاع الإنسانية في غزة استغرق ساعتين كاملتين، وأُقرت خلاله سلسلة مشاريع حيوية في غزة، خصوصاً في قطاعات الطاقة والمياه والمجاري. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي بارز تشديده على أن من الممكن تنفيذ مشاريع عدة من دون مساعدة السلطة الفلسطينية، وإن كان الهدف هو إشراكها في نهاية الأمر في العملية المتعددة الأطراف، مضيفاً أن «إصلاح الوضع في غزة ضروري للتوصل إلى اتفاق سلام». وفي إطار رد الفعل الفلسطيني على الاجتماع، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إنه «محاولة لإيجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني» تمهيداً لتمرير «صفقة القرن»، موضحاً: «ما حدث في البيت الأبيض هو حديث عن دولة غزة»، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت المشاركة في اللقاء لمعرفتها بالهدف من ورائه. وأضاف أن مشروع ترامب يقوم على حصر الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وأجزاء من الضفة، من دون القدس، مشيراً إلى أن ذلك يفسر سر الاهتمام الأميركي بقطاع غزة. وأكد أن «ترامب و(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتانياهو يقومان الآن بتصفية القضية الفلسطينية عبر إخراج القدس من أي حل، وضم المستوطنات الكبرى، والحديث عن ضرورة اختيار عاصمة فلسطينية في ضواحي المدينة» المقدسة. وقال: «عدم ذهابنا كان رسالة قوية بأننا ضد هذه الخطط الرامية إلى تصفية القضية وخلق قيادة بديلة». وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ «الحياة» في غزة أن عباس «رفض رفضاً قاطعاً المشاركة في اجتماع واشنطن»، كما «رفض مجرد قراءة الدعوة التي وجهتها إدارة ترامب للسلطة عبر رئيس هيئة الشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ». وأوضحت أن عباس قرر منذ فترة «التفرّغ لمقارعة الإدارة الأميركية» عقب قرار ترامب قبل 100 يوم الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ونقل سفارة بلاده إليها منتصف الشهر المقبل تزامناً مع نكبة فلسطين عام 1948. وأضافت المصادر أن عباس، الذي بدا عليه الإعياء أخيراً، أبلغ قيادات فلسطينية من فصائل منظمة التحرير، أنه «يخوض الآن معركة مع الولايات المتحدة، ويؤجل المعركة مع إسرائيل إلى حين». وأشارت إلى أن لدى الرئيس الفلسطيني «قناعة بأن الإدارة الأميركية سترد على كل الخطوات والقرارات» التي اتخذها، وأهمها مقاطعة إدارته وعدم التعاطي مع أي مشاريع أو اقتراحات منها، ورفض «صفقة القرن». ولفتت إلى أن عباس يتوقع أن «تسعى الإدارة إلى إنهاء السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة الأكثر خطورة». في سياق متصل، أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم أمس أن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة «حماس» في القطاع «أمسكت طرف خيط قوي» في قضية استهداف موكب الحمد الله، ورئيس الاستخبارات العامة الفلسطينية اللواء فرج، أثناء زيارتهما غزة أول من أمس. وقال في تصريح مقتضب: «ما ينقص الآن هو التعاون من الجهات المختصة لكشف الملابسات»، مشدداً على أن «المستفيد الوحيد من الحادث هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدف إلى إعاقة ملف المصالحة». وفي إشارة إلى تحميله المسؤولية، قال إن وزارة الداخلية في غزة «المسؤولة المباشرة عن حماية الشخصيات القادمة للقطاع»، مضيفاً أن «الباب مفتوح لأي جهة للمشاركة في التحقيقات الخاصة بحادث التفجير»، ومؤكداً قيام قوى الأمن بـ «عمليات اعتقال ودهم عدة منذ (أول من) أمس».
مشاركة :