قامت قناة الجزيرة بعرض الجزء الأول والثاني، من الفيلم الوثائقي، قطر 69 “ماخفي أعظم” وذكرت أنها بصدد عرض الجزء الثالث خلال أيام، دعوني أتحدث عن الجزء الأول والثاني، وبعد أن شاهدتم هذا الفيلم الذي زعمت قناة الجزيرة أنه لكشف حقائق محاولة انقلاب حدث عام 1996هـ في قطر، هذا الفيلم أثبت انحدار القناة وزاد من التأكيد على كذبها وتزويرها، وأنها تسير وفق أجندة الفتنة، وما يدعوا للسخرية بأن الفيلم ليس فيلماً وثائقياً، بل هو عملاً سينمائياً جرت أحداثه وفق ما أريد له، باختلاق قصة وسيناريو خيالية بعيد عن الحقيقة، وينطبق عليه المثل المصري الشهير “المخرج عاوز كذا”. في الجزء الأول يدرك من يملك معلومات تاريخية، ووعياً كافياً، وحساً تحليلياً، وملماً ببعض الطرق التي تستخدمها بعض وسائل الإعلام، لتمرير ما تريد، بأن هناك الكثير من الخدع التي تثبت مدى كذب الجزيرة في هذا الفيلم، ولن أذكر كيفية الاستعانة بالسفير الأمريكي السابق كشاهد على الأحداث، فهو الآن حر وخارج السلطة ويستطيع أن يقول ما يشاء، رغم أن جميع ماقاله كان بين كلمة “قيل لي” و “أعتقد”. ولن أتحدث عن كمية الكذب والتزوير التي ذكرها الأشخاص القطريين المتورطين في محاولة الانقلاب المذكورة، والذين تم الحكم عليهم بالإعدام في ذلك الوقت، بعد أن قبض عليهم لتورطهم بتنفيذ محاولة الانقلاب التي أمر بها الشيخ خليفة بن حمد رحمه الله وهي كانت محاولة منه لاستعادته حكمه لقطر من أبنه العاق حمد. حيث كان الشيخ خليفة رحمه الله الذي كان له قبول بين القطريين وينظرون إليه بالأمير الشرعي لدولة قطر آنذاك، فلم يكن لأبنه حمد بن خليفة قبول بين الكثير من القطريين بل وعبروا عن رفضهم للانقلاب في ذلك الوقت مما أدى إلى سحب جنسية أكثر من خمسة الآلف قطري. إن هؤلاء الشهود الذين استعانت بهم قناة الجزيرة قد ضغطت عليهم الحكومة القطرية للمشاركة بهذا الفيلم والكذب مقابل الحرية، وقد أضحكني أحدهم حينما قال خدعتني السلطات السعودية بطلب قدومي من ابوظبي للرياض حين وصولي للمطار تم القبض علي ثم تم سجني وتعذيبي لعدة أيام تمهيداً لتسليمي لدولة قطر وكنت أسمع السعوديون يرددون ونحن في طريقنا للمطار أسم “مطار الملك عبد العزيز”!!!. بينما مطار الرياض باسم “مطار الملك خالد”، ومن جهة أخرى، لو افترضنا أن السعودية أرادت تسليمه لإظهار نفسها أما قطر بأن لا علاقة لها بالمطلوبين ولا بقصتهم في الانقلاب كما ذكر الفيلم، فلماذا السلطات السعودية تطلب منه أصلاً القدوم للسعودية، لكي يتم القبض عليه وتسلمه؟!!! تستطيع السلطات السعودية حينها الرد على السلطات القطرية بأن المطلوب ليس في أراضينا ولا علاقة لنا به وهذا سيعزز من موقفها التي زعم به الفيلم. لكن ينطبق على هذا، المثل الشعبي المشهور : “إليا كذبت فسند”، لكن للأسف ما إستندوا عليه كان أكثر غباءً منهم. الحقيقة أنني سأحتاج إلى صفحات عديدة لذكر نقاط التزوير تفصيلاً في ذلك العمل، ولكني سأختصر عليكم بطرح بعض الأسئلة البسيطة، والتي تتعلق بتشويه الشخصيات في هذا الفيلم، ويعتقدون أنهم من خلال هذا التشويه وتأليب الرأي ستتحقق أهدافهم : حينما ترى تركيز الفيلم على اتهام شخصيات قيادية بعينها؟!!!، تلاحظ أن هذه الشخصيات اليوم هم أصحاب قرار في الدول المقاطعة لقطر!!!، مع العلم أن هذه الشخصيات ليست على رأس السلطة في ذلك الوقت المزعوم، ولا تملك الصلاحيات المطلقة حينها!!!. اظهروا في الفيلم وثيقة مزورة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حينما كان أميراً للرياض، وأفادوا بأنه تم الحصول على هذه الوثيقة، ولا أعلم كيف حصلوا عليها؟!!! ولكن كما تعلمون هل من الصلاحيات الإدارية لأي أمير منطقة، أن يُعمد أمير منطقة أخرى؟!!! أو أن يخاطب مركز حدودي؟!!! أم أن ذلك من صلاحيات وزير الداخلية ؟!!!. ذُكر سمو الشيخ حمد بن عيسى ملك البحرين مراراً في الفيلم!!! وقد كان ولياً للعهد أثناء تلك الأحداث، وتم إظهاره في الصورة كثيراً؟!!! بينما لم يتم ذكر الأمير عيسى رحمه نهائياً، على الرغم من كونه كان أميراً دولة البحرين، وصاحب القرار الأول فيها آنذاك!!! وماهي الغاية باعتقادكم من تمرير معلومة ذكرها أحد شهود الكذب في الفيلم، بأن سمو الشيخ حمد بن عيسى يحرض ضد الشيعة في البحرين؟!!!. اتهموا سمو ولي العهد الأمير سلطان رحمه الله في الجزء الأول من الفيلم، وزعموا بأنه أبدى استعداده لدعم الأشخاص المخططين للانقلاب!!! وحتى يثبتوا اتهامهم عرضوا في الجزء الثاني، خبر نُشر على قناة الإخبارية، تم سحبه من اليوتيوب، ويتحدث عن استقبال سمو الأمير سلطان رحمه الله للسعوديين الموقوفين في قطر، على الرغم من أنهم كانوا موقوفين لقضية أخرى. وكان إطلاق سراحهم بوساطة، وبطلب من الملك عبدالله رحمه الله شخصياً، وتم الإعلان عن ذلك في حينها، كما هو الحال في إعلان استقبال الأمير سلطان رحمه الله لهم، وكل هذا لتمرير السيناريو وللربط الوهمي لدى المشاهد، وحتى تكتمل الكذبة باستخدام المقطع. برأيكم لماذا تم التركيز على سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي كثيراً؟!!! أنا أعتقد بأن هذا من أجل تعزيز ما يتبادر في ذهن البعض، عن الإشاعات التي كانت ضد سموه، من حسابات وهمية في تويتر، أطلقها تنظيم الحمدين وخلايا عزمي، خلال الفترة الماضية من اجل تشويهه، وعدم قبوله لدى المجتمع الخليجي، ومن هذه الكذبات ماذكره شاهد الكذب، بأن سمو الشيخ محمد بن زايد سَخر من والده سمو الشيخ زايد رحمه الله وأتهمه بالخرف!!!. عجباً،،، هل يريدوننا أن نصدق هذه الكلمة من شخص كاذب، ونكذب انقلاب حمد بن خليفة على والده بأشهر قصة عقوق حدثت في التاريخ!!!؛ هل نسي حمد أو تناسى أن ولده رحمه الله ضل يتجول من بلد إلى بلد بسببه!!! هل نسي حمد أو تناسى بأنه استولى على أرصدة والده رحمه الله وأملاكه!!! هل نسي حمد أو تناسى بأنه لم يسمح لوالده بالدخول لقطر منذ انقلابه عليه في عام 1995م إلى في عام 2004م!!!، هل نسي حمد أو تناسى أنه وضع والده رحمه الله في الإقامة الجبرية حتى توفي عام 2016م!!!. الفيلم ركز على اتهام الدول الأربعة المقاطعة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بأنها ضحكت على سمو الشيخ خليفة بن حمد رحمه الله، وإجباره على الانقلاب لاستعادة شرعيته، على الرغم من أن جميع تلك الدول قد سعت للصلح بينهما. ولم تبدي استعدادها لمساعدته في تحرك يخص إعادته للسلطة، ولو أرادت تلك الدول الأربعة التي خصتهم قناة الجزيرة في فيلمها لفعلت، هل يعتقدون أن المشاهد ساذج إلى هذه الدرجة، حتى يصدق فشل مخطط أربع دول لعمل انقلاب، كما تزعم أن فشل مخطط انقلاب جميع هذه الدول على يد عسكري برتبة عريف!!!. الرئيس السابق لمصر حسني مبارك كان له جهود للصلح بين حمد بن خليفة ووالده رحمه الله، ولكن النكران والجحود جعل حمد يدعم الثورة في مصر للإطاحة بالرئيس حسني، والكذبة الكبرى في الفيلم هو أن مصر دعمت مخطط الانقلاب على حمد بالأسلحة عن طريق البحرين والسعودية!!، وهل السعودية لا تملك سلاح لتدعمهم لو أرادت!!!. ما أكثر كلمة “محاولة” في هذا الفيلم المضحك، محاولات انقلاب، ومحاولات قتل، ومحاولات تفجير، وجميعها فشلت!!! والمحاولات الوحيدة التي نجحت، هي محاولتين وفي كل محاولة منها يتم إدخال أربع عربات محملة بالأسلحة لقطر دون كشفها!!!. على كل حال تجري العادة بين دول الخليج، بعدم التدخل في الخلافات التي تحدث بين أفراد الأسرة الحاكمة، ولهذا السبب غادر الشيخ خليفة بن حمد من دولة الإمارات إلى أوربا، بعد فشل محاولته الشخصية مع مجموعة قطريين من معاونيه لاستعادة شرعيته كأمير لدولة قطر، وليس كما تم الإيحاء له في الفيلم، بعدم رغبة سمو الشيخ خليفة بن حمد للعودة لحكم قطر، وأن مغادرته بسبب كثرت الضغط عليه لإعادته للحكم. هذا الفيلم يبين مدى ردة الفعل الهستيرية لتنظيم الحمدين، وخلايا عزمي، والجنون الذي يعيشونه نتيجةً لانكشاف مخططاتهم الصهيونية ضد دول الخليج والدول العربية، ومن المعروف لدى المختصين النفسيين، بأن ردات الفعل الجنونية تجعل صاحبها يتصرف بعيد عن الحكمة والعقل، لذلك تجدهم يزيدون سوءً ويقعون في شر أعمالهم، فبدلاً من أن يكون الفيلم له نتائج تحسب لصالحهم، كان الفيلم فضيحةً عليهم، وأثبت مدى خستهم ودناءتهم، وأكد على كذبهم وتزويرهم. الكثيرون ينتظرون الجزء الثالث بشوق، حتى يشاهدون الأخطاء الفاضحة، ويضحكون على الأكاذيب، ويستمتعون بكمية الغباء في هذا العمل، فالكذب والخيانة والغدر هي النهج والسياسة التي تسير عليها قطر و”ماخفي أعظم”.
مشاركة :