يواجه الأطفال المولودون قبل الأوان هذه الحياة بقدرات إدراكية وعقلية أضعف بالمقارنة مع الأطفال الذين يولدون في أوانهم الطبيعي. وأشارت بحوث علمية نشرت سابقاً إلى وجود علاقة بين ولادة الأطفال قبل أوانهم وصعوبات في نمو الدماغ. وفي دراسة أشرف عليها أطباء من جامعة يال الأميركية تبين أن الأطفال المولودين قبل موعدهم الطبيعي يكونون أصغر من أقرانهم العاديين ما يجعلهم أكثر عرضة لمشكلات تعليمية في حياتهم اللاحقة. ولفتت نتائج الدراسة أيضاً، إلى أنه كلما كان عمر الطفل الـــمولود قبل الأوان أصغر زاد معدل ضعف الذكاء لديه. وكشفت دراسة أجريت في الدنمارك أن زيادة وزن الطفل عند الولادة تنعكس إيجاباً على ذكائه، ويُعتقد بأن السبب في هذا التناسب الطردي إنما يعود إلى حصول الجنين على ما يلزمه من العناصر الضرورية أثناء فترة الحمل التي تعد فترة مهمة لنمو الدماغ وتطوره. وكشف تقرير طبي نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن الأطفال الذين يولدون بعمر 26 أسبوعاً وما دون هم أكثر تعرضاً للمعاناة من المشكلات الجسدية والعقلية وإلى انخفاض في معدل الذكاء مقارنة مع الأطفال الذين يولدون بعد فترة حمل كاملة. وإلى جانب الأخطار الجسدية والعقلية التي تحيط بالأطفال المولودين قبل الأوان بدءاً من لحظة المواجهة مع هذه الدنيا أفادت دراسة بريطانية حديثة بأن هؤلاء هم أقل نجاحاً في حياتهم العملية والعلمية، كما تبين أن أوضاعهم الاقتصادية والمالية كانت أضعف بعد تحليل ظروف حياتهم في فترة البلوغ. وإذا عرفنا أن التقديرات العالمية تقول أن هناك حوالى 15 مليون طفل يأتون إلى هذا العالم قبل أوانهم الطبيعي، فإننا ندرك حجم المأساة التي تتركها الولادة قبل الموعد.
مشاركة :