ابن خلدون.. مؤسس علم العمران البشري

  • 3/15/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أسهم ابن خلدون المؤرخ الكبير ومؤسس علم العمران البشري بدور كبير في استجلاء طبيعة الشعوب وأطوار الحضارات من النشوء إلى التدهور والفناء، والذي تحل ذكرى وفاته يوم غد الجمعة 16 مارس. هو عبدالرحمن بن محمد المعروف بابن خلدون، ولد في تونس عام 1332 م في الثلث الأول من القرن الثامن الهجري وتوفي بالقاهرة عام 1406م. يرجع نسبه إلى العربية بامتياز، عاشت أسرته في الأندلس وترجع جذورها إلى القبائل العربية التي جاءت مع الفتوحات الإسلامية ولقد ولد وتربى في تونس وعاش متنقلا في مدن شمال إفريقيا حتى وصل للقاهرة واستقر بها حتى مات ودفن بها في مقابر الصوفية. يعد ابن خلدون واحدا من أبرز المفكرين والمؤرخين العرب المسلمين، عمل بالقاهرة عندما ولاه الظاهر برقوق قضاء المالكية، وألف كتابه الشهير بـ "المقدمة" والذي سماه " العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" وهو كتاب ضخم وموسوعي يتناول فيه أحوال البشر وأطوار الممالك والأمم التي تمر بها وأسباب نشوءها وتدهورها، نالت تقدير الكثير من علماء الشرق والغرب حتى اعتبروه مؤسس علم الاجتماع قبل إجوست كونت. وكانت أطوار الدولة كما صنفها وحددها ابن خلدون بعد طول تأمل في تاريخ الحضارات والشعوب على النحو التالي: أولا: طور الظَفر والإستيلاء على المُلك. ثانيا: طور الإستبداد والإنفراد بالمُلك. ثالثا: طور الفراغ والدِعه لتحصيل ثمرات المُلك بتشييد المباني الحافلة والمصانع العظيمه. رابعا: طور القنوع والمسالمه، ويكون المَلك فيها مقلدًا لسلفه من الملوك. خامسا: طور الإسراف والتبذير فيُتلف فيه صاحب الدولة ما جمعه سلفه في الشهوات والملذات، وفي هذا الدور تحصل في الدولة طبيعة الهَرم. وتعرض ابن خلدون لكتب الكبار الذين سبقوه من كتاب التاريخ وشتى العلوم فابتدأ بنقدهم وتمحيص أخبارهم على غير العادة، فقد كان كثير من العلماء يميل إلى تصديق أخبارهم واعتبار مصنفاتهم أفضل ما كتب، ولقد نصح ابن خلدون الباحثين والكتاب من بعده قائلا في مقدمته: لا تثقن بما يلقى إليك من ذلك وتـأمل الأخبار واعرضها على القوانين الصحيحة يقع لك تمحيصها بأحسن وجه". وقد استحسن كتب علماء الأدب والبلاغة فقال: وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن "يقصد الأدب والبلاغة" أربعة كتب هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها".

مشاركة :