تعود بِنَا الذاكرة إلى عام1979 حين كنتُ في ميعة الشباب وفورته وكان وقتها يُعرض فيلم “شَعْرْ” أو ” هير”، لميلوش فورمان، والذي مازال مشهد بدايته يقبع في ضمير ذاكرتي متحدياً النسيان، وتحديداً حين يصطحب الأبُّ الريفيُّ ابنه إلى المحطة ليسافر إلى نيويورك للمشاركة في حرب فيتنام، وفي الطريق يرتل الأبُّ على مسامع ابنه الكثير من النصائح والتوجيهات: هل حملتَ معك كل ما تحتاجه؟، هَل تملك ما يكفيك من المالِ؟، .. ثم يختم “بأم النصائح وواسطة عقدها” ، تلك التي أفزعتني وأقضت مضجعي حتى يومنا هذا، ومازالت تقرع مسمعي: لا تقلق ولا تنزعج من شيء .. الأذكياء فقط هم الذين ينزعجون، لا تقرأ …. فإن الله يرعى الجاهلين !! يذكرني هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع” واللّكع هو الجاهل بليد العقل العييّ الأحمق لئيم الضمير والمشاعر. شوفوا عشنا في أي زمن، احنا في زمن العجب، حتى صار الجهل سعادة، والحلم شقاء، والعته سكينة، والعلم ضرباً من الغرابة، والحلم باباً من النقصان. غفرانك إنك أنت الرحيم العليم الحكيم
مشاركة :