الإعلام التربوي ونبض الاعتدال والوسطية | منى يوسف حمدان

  • 11/6/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

شبابنا هم عدة الوطن وأمل المستقبل، نعلم حقيقة أنهم اليوم مستهدفون في فكرهم والسيطرة عليهم وإغوائهم بشتى الوسائل، في زمن الانفتاح العالمي عبر شبكات التواصل الإلكتروني المتنوعة، وفي عهد ما يُعرف بالإعلام الجديد. توقّفت عند حوار دار بيني وبين ابني، وهو في المرحلة الجامعية، تحدَّث لي عن شباب في الجامعة يتخبّطون بين تيارين، أحدهما إلحادي ينكر وجود الإله -جل في علاه- وآخر مُتشدِّد مُتطرِّف يُكفِّر مجتمعه، ويؤمن بالأفكار الخارجة عن منهج الاعتدال والوسطية ودين الرحمة والهداية إلى الصراط المستقيم. شدّني الكلام واستمر حواري مع ابني لأعرف تحليله لهذه الحالة التي وصل إليها هؤلاء الشباب، فرد عليَّ بقولٍ جعلني أتأمَّل أكثر وأتساءل: مَن المسؤول عن ما وصل إليه هؤلاء الشباب؟ قال لي أمّا الشباب الذين سلكوا دروب الهاوية إلى الإلحاد هؤلاء من بيوت تعاني الأمرّين من التشدد وتحريم كل شيء، بل وينكرون الحوار والنقاش مع أبنائهم وبناتهم، سلكوا دروب التطرف والمشقة عليهم، فأثمر ذلك كرهًا ونقمة على الدّين، بل حتى المكروه عدّوه حرامًا بيِّنًا ومن أكبر الكبائر، يبحثون عن كل فتوى تُشدِّد وتُضيِّق وتجعلهم يكرهون الحياة ويتمنون الموت. أمّا من يتبنّون الفكر الداعشي من خوارج هذا الزمان فحالهم عجب، سلّموا عقولهم طواعية لمن يُغذِّي فكرهم بالضلالة والتطرف والتكفير والرغبة المريضة في القتل والتدمير واستباحة الدماء وقتل الأنفس التي حرّم الله إلاّ بالحق. مواقع مشبوهة تُحرِّض على الفتنة وهدم روابط المحبة بين المسلمين، وتعمل جاهدة لتشويه الإسلام وصورة الشباب السعودي. من هنا يأتي دور الإعلام التربوي في أروقة مدارسنا وجامعاتنا من أجل إنقاذ كلا الفريقين؛ قبل أن يتم اختطاف أبنائنا وبناتنا من بين أيدينا ونحن عنهم غافلون. نحن بحاجة إلى برامج تربوية متنوعة تُغذِّي الفكر المعتدل، لأن الفكر لا يُجابَه إلاّ بفكرٍ مُضاد، والعقول البشرية تأسرها وتسحرها الكلمات المُؤثِّرة والبليغة في الحجة والبيان. نحن بحاجة إلى استقطاب الكفاءات والخبرات الإعلامية ذات الحضور القوي، والتي تحظى بقبول من فئة الشباب ليكونوا لهم قدوة صالحة يُعزِّزون لديهم روح الانتماء والوطنية الحقة. برامج قوية بطريقة إبداعية تناسب روح الشباب هي الغاية والمطلب وتسخير كل الطاقات الفكرية من النخب الثقافية لتزويد المعنيين بهذا الشأن بأفكار متنوعة، لأن القضية هي أمن الوطن، والأمن الفكري مطلب ملح للغاية في هذا الوقت الذي تتصارع فيه القوى المحيطة بنا من كل جانب. لابد أن نعي كتربويين أهمية تضافر الجهود من أجل إنقاذ فكر الشباب من التطرف عبر بوابة الحوار المفتوح. ونحن هذه الأيام على موعد مع مجموعة من اللقاءات الفكرية على طاولة الحوار الوطني بتوجيهات كريمة من قائدنا الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لمناقشة موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، عبر لقاءات حوارية لأطياف من المواطنين في جميع المناطق من أجل تباحث هذه القضية ومسبباتها وتداعياتها، وأفضل السبل لحماية المجتمع منها. هذا الوطن وهؤلاء شبابه أمام محك تاريخي، وأمامنا مسؤولية عظمى لمواجهة الفكر المتطرف بالدعوة المستمرة إلى منهج الاعتدال والوسطية، ليكون نهجًا لحياتنا، ولنحافظ على وحدة وأمن هذا الوطن المقدس. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :