أعادت تغريدة نائب رئيس اتحاد القدم السعودي محمد النويصر الشهيرة بعد خسارة الهلال لدوري أبطال آسيا ثقافة البكاء على اللبن المسكوب، وجرّت وراءها محللين وإعلاميين وجماهير اجتاحوا فضاء شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة في كل مكان، لمحاولة حل اللغز المحير في هذه التغريدة، وبدأ الناس يتساءلون من هذا المراهن الذي استطاع أن يقنع الحكم الياباني بتعمد خسارة الهلال. كل متابع محايد لايختلف إطلاقا على أخطاء الحكم الياباني في عدم احتسابه ضربتي جزاء للهلال، ولايختلف على أن الهلال لم يحالفه الحظ ولعب مباراتين ممتازتين في الذهاب والإياب، وكان يستحق البطولة بجدارة، ولكن ما يجب الاتفاق عليه هو أن أخطاء الحكام واردة مادامت كرة القدم موجودة وهي جزء من اللعبة وأمر بديهي في عالم الكرة، وبالطبع فقد أخرجت أخطاء الحكام منتخبات عريقة من أدوار حاسمة في أم البطولات وهي منافسات كأس العالم، تغريدة نائب رئيس اتحاد كرة القدم التي انتقدها رئيس الاتحاد في تصريح صحفي حمّلت أكثر مما تحتمل، وتسببت في الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية حتى ظهر لنا خبراء التحليل في صب سيل الاتهامات والانتقادات للاتحاد الآسيوي لكرة القدم واتهامه بخسارة الهلال واتهام لجانه وإداراته والتشكيك فيها دون الاستناد على أي أدلة أو حتى الاستشهاد بمواقف واضحة، وللأسف انإتلك الأصوات التي ظهرت هنا وهناك ماهي إلاّ تأصيل لثقافة البكاء على اللبن المسكوب وإعادة لتكريس مفهوم المؤامرة ضد منتخباتنا وأنديتنا من قبل اتحاد القارة ولجانه وإداراته، الأمر الذي ساهم في تراجع كرة القدم لدينا إداريا وفنيا وتنظيميا. خلال العام الماضي تشرفت بدعوة لزيارة مقر الاتحاد في كوالالمبور على هامش اجتماعات المكتب التنفيذي واللجان العاملة فيه من قبل رئيس الاتحاد الشيخ سلمان ال خليفة, زرت مقر الاتحاد وقابلت بعض مسؤوليه وبكل تجرد وشفافية شاهدت حينها اتحاداً منظماً ويعتمد على ثقافة العمل المؤسسي الصرف، وتسير أعماله اليومية إدارات متخصصة بكل دقة وجودة وفق رؤية واستراتيجية منبثقة من المكتب التنفيذي للاتحاد، وتحاكي في عملها الاتحاد الدولي لكرة القدم.