خيّمت الخيبة على المهتمين بالملف السوري والمعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، في انتظار تقرير الأمم المتحدة، الذي أشارت تسريبات أولية، أنه لن يُسمي "صراحةً" المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي، في غوطة دمشق، في 21 أغسطس الماضي. ولم يبدُ التفاؤل واضحا على المعارضة، التي تعيش لحظة ترقب صدور التقرير الأُممي، وبدا ذلك في حديث لعضو الهيئة التأسيسية للائتلاف الوطني السوري الدكتور برهان غليون، الذي لم يُخفِ في تصريحات إلى"الوطن" أمس، خيبته من عدم الإشارة لمن وصفه بـ"القاتل". غليون رأى أنه من المفترض أن يتم تسمية الطرف المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي، كون أن إطلاق الصواريخ خلال مجزرتي الغوطتين، كان من مواقع يسيطر عليها نظام الأسد، وما عدا ذلك، سيكون في إطار "مؤامرة على الشعب السوري". وانتقد غليون في ذات الوقت، ما عده "أُحادية" موسكو، وواشنطن، في التعاطي مع ملف الأزمة دون تنسيق مع الدول الفاعلة والداعمة للثورة والشعب السوري، خاصة "دول الخليج، حين قال: "واشنطن وموسكو لم تُنسقا حتى مع المعارضة والائتلاف حول أزمة شعبهم، الذي يُقتل بدم بارد". وقال "موسكو وواشنطن، تواصلان عزف معزوفة موحدة ومشتركة، وهذا بالنسبة لنا أمر مقلق، السياسة الأميركية مترددة، وغير واضحة، فيما تعمل موسكو على إعادة إنتاج نظام بشار الأسد الفاشي، بدليل، محاولة روسيا "شيطنة الثورة السورية"، أو ربط الإرهاب بثورة الشعب الساعي وراء الحرية والكرامة، في وجه نظام دموي". واقترح غليون، تشكيل خلية عمل مشتركة، تجبر الروس والأميركان على التعامل مع الدول العربية، والائتلاف الوطني السوري، والجيش السوري الحر، والابتعاد عن العمل بأحادية وفق ترتيبات معينة، دون اكتراث للأطراف الفاعلة في الأزمة السورية. وقال في هذا الصدد "لا ينبغي ترك مصير الشعب السوري لسياسة التفاهم بين واشنطن وموسكو". من جهة أخرى، أسقطت تركيا أمس مروحية عسكرية سورية انتهكت أجواءها الجوية، وفق ما أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج. وقال ارينج للصحفيين إن مروحية سورية من طراز "ام آي 17" تم رصدها في الأجواء التركية و"قد سقطت في الأراضي السورية بعدما أصيبت بصواريخ أطلقتها طائراتنا". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في وقت سابق سقوط مروحية للجيش السوري قرب الحدود.
مشاركة :