الجزيرة العربية هي مهد العروبة الأول ! بقلم الكاتبة / فوزية بنت حنوني الجابري قد يكون عنوان المقال مضحك للعارفين والمطلعين ويحق لهم ذلك ! فمن ذلك الذي كان يتوقع أنه سيأتي يوم نحتاج فيه لكتابة مقالات نسوق فيها الأدلة على إثبات صفة العروبة لشعوب الجزيرة العربية القديمة ومن الغباء توضيح الواضحات كما هو معلوم وقد قال نبي الشعراء لله دره وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل ولكن هذه الحقيقة والمسلمة التاريخية وفي هذا العصر تحديدا وأمام الهجمة الإعلامية الغربية الشرسة لطمس كل ماله علاقة بتاريخ الجزيرة العربية قد تغيب أو بالأصح تٌغيب وذلك بلا ريب لهدف تقزيم اللغة العربية وحجب الهبات الفريدة المميزة التي حباها الله بها ، وهذه الهجمة ليست وليدة اليوم بل هي هجمة شعوبية قديمة لها جذور مغرقة في القدم حمل لوائها قديما ويحمله حديثا كل من عادى جنس العرب كيدا و حسدا لماحباهم الله به من جعل دين الله الإسلام والنبوة الخاتمة فيهم . إن الجزيرة العربية كما أسلفنا هي مهد العروبة الأول وهي موطن العرب منذ القدم وهذا ماتوارثه الخلف عن السلف وشب عليه الصغير وهرم عليه الكبير وليس أدل على ذلك من قول رسول الله صلى الله وسلم لأبي ذر معددا الأنبياء العرب المعلومة مواطنهم وديارهم وآثارهم في جزيرة العرب ( وأربعةٌ مِن العربِ : هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ) الراوي: أبو ذر المحدث: -المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 361 خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه والنبي لايبعث إلا بلغة قومه كما صح ذلك وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( لم يبعثِ اللهُ تعالى نبيًّا إلَّا بِلُغَةِ قومِهِ) الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث:- الألباني الصفحة أو الرقم: 5197 خلاصة حكم المحدث: صحيح وما رواه أبو ذر رضي الله عنه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من إثبات صفة العروبة لهؤلاء الأنبياء هو عين ماتوارثه الخلف والسلف من جمهور علماء النسب من قبل البعثة ومن بعدها عن عروبة هذه الشعوب القديمة العاربة في جزيرة العرب ، ورغم أن هذه العروبة هي إرث تاريخي تليد توارثته هذه الشعوب كابرا عن كابر ودونته على صفحات التاريخ وفي النقوش والآثاروأثبته النسابة والإخباريون في مروياتهم القديمة والحديثة إلا أننا أوردنا هذا الحديث الصحيح ليعضد الحديث السابق في إثبات العروبة لشعوب هؤلاء الأنبياء تبعا لما صح فيه من إثبات العروبة لأنبيائهم . أما لغة آدم فلا شك أن الله ألهمه اللغة العربية من ضمن ماعلمه من الأسماء فقد علم آدم الأسماء كلها وعرض المسميات على الملائكة كما أخبر بذلك فى كتابه ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة 31 وقال سبحانه وتعالى ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ الرحمن) 1-4 وقال: (قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) فصلت 21 قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 92 (أن الله علمه أسماء كل شىء وهذا هو قول الأكثرين كابن عباس وأصحابه) ( وهو قول جمهور الأئمة من الصحابة والتابعين وتابع التابعين) المحصول (٥٧/١)ومجموع الفتاوى (٤٤٦/١٢)وإرشاد الفحول(٣٤) و قد أخرج ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس أن آدم عليه السلام كان لغته في الجنة العربية فلما أكل الشجرة سلبها فتكلم بالسريانية فلما تاب ردها الله تعالى عليه وروي عن عبد الملك بن حبيب قوله كان اللسانُ الأوّلُ الذي نزل به آدمُ من الجنة عربياً إلى أن بَعُد العهدُ وطال حرّف وصار سُرْيانياً وهو منسوب إلى أرض سُورَى أو سوريانة وهي أرضُ الجزيرة بها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغَرَق. قال: وكان يُشَاكِل ( يشبه) اللسانَ العربي إلاّ أنه محرّف (وقد جاء أيضا في التوراة في الأصحاح الحادي عشر من سفر التكوين ان اللسان كان واحدا على الأرض ثم حصل بعد ذلك الاختلاف ) وهذا يؤكد على ماوردنا من السلف وهو عين ما أسفرت عنه دراسات وأبحاث المحقيين من الللغويين والعلماء الراسخين في العلم قديمهم وحديثهم . قال الدكتور جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: ذهب بعض علماء العربية إلى أن العربية هي اللسان الأول، هي لسان آدم، إلا أنها حُرّفت ومُسِخَت بتطاول الزمن عليها، فظهرت منها السريانية، ثم سائر اللغات، قالوا: كان اللسان الأول الذي نزل به آدم من الجنة عربيًّا، إلى أن بَعُد العهد وطال، فحُرِّف وصار سريانيًّا، وهو يشاكل اللسان العربي إلا أنه محرف، وقد أدركوا ما أدركه غيرهم من وجود قرابة وصلة بين العربية وبين السريانية فقال المسعودي: وإنما تختلف لغات هذه الشعوب ـ أي شعوب جزيرة العرب ـ من السريانيين اختلافًا يسيرًا.. اهـ. ويقول الأستاذ الكتور عبدالله بن أحمد الفيفي في هذا الشأن ( تحت عنوان «أقدمُ نَصٍّ شِعريٍّ في العالم!»(1)، أشرتُ إلى أن «اللغة العربية هي أقدم لُغةٍ ما تزال على قيد الحياة اليوم». وكنتُ أعني ما أقول. **ومع أن هذا قد بات لدى المشتغلين في هذا المجال من شِبه البدهيَّات، أو ربما من المستفيضات، فإنه مثار أسئلةٍ جديرة بالتوقُّف. أجل، إن مرجعيَّة اللغة العربيَّة وراء ما يسمَّى باللغات الساميَّة أمر يبدو ظاهرًا، ولاسيما أن نصًّا شِعريًّا- كذلك الذي استشهدنا به في المقال، وهو «أُخْذَة كِشْ»، الذي يعود إلى (حضارة كِشْ) الأكديّة في العراق- يُعدّ أقدم نصٍّ شِعري مكتشف في العالم اليوم، يكاد يكون نصًّا عربيًّا، كما أوضحتُ في ذلك المقال. بل لعلَّه أقرب علاقة بالعربيَّة الفصحى من معظم الشِّعر العامِّي العربي اليوم! فما معنى ذلك؟ ما معنى أن يأتي نصٌّ أكديٌّ كُتب ما بين 2400 و2200 قبل الميلاد صارخَ الشَّبَه باللغة العربيَّة؟ وكيف نفهم مَن يظلّ يقول مع هذا: هذا لا يدلّ على أن عربيّتنا اليوم أقدم اللغات الحيَّة! بل قد يطمح مطمحًا آخر ليقول لك: ولا يدلّ بالضرورة على علاقة الأكديّة بالعربيّة! إذن لم يعد شيء يدلّ على شيء! والحقُّ أن ما نعرفه من تاريخ العربيّة وآدابها يدلّ بجلاء على تاريخها الموغل في التاريخ جدًّا، وإنْ لم نكن ملزوزين إلى سوق البراهين على ذلك، لكي تصحّ في الأذهان شمسٌ صارت صعبة التصديق إلّا ببراهين دامغة! ولئن كان الحديث في تلك المقالة متّجهًا إلى اللغات الساميَّة تحديدًا، فإن السؤال ما يزال مطروحًا أيضًا بصفة عامّة: فمن يعرف لنا لغة في العالم، بإمكان القارئ (العادي) اليوم قراءة نصٍّ كُتب بها قبل أكثر من ألف سنة- على الأقل، لن نزيد، مع أن تراث العربيّة المدوَّن المقروء اليوم يمتدّ إلى ما يربو عل 1600سنة- ويستطيع القارئ فهم ما يقرأ من تلك الكتابة القديمة لأنه ما زال بلغته الراهنة في عام 2013م، مَن وَجَدَ تلك اللغة وذلك القارئ فليدلّنا عليهما، وليُسعف العالَم بمعرفتهما، لكي يحتفل بهذا الاكتشاف! ) وأضاف أيضا (أمّا كون العربيَّة تُمثِّل أصول الساميَّة الأُمّ، بحيث يحقّ القول إنها وريثتها الأولى، والأكثر أصالة، وبما يصحّ معه القول إن ما يسمَّى الساميَّة ليست، في حقيقة الأمر، سوى العربيَّة الأولى، وإن لم تُسمَّ في ذلك الزمان عربيَّة- فليس المهم هنا المصطلح بل اللغة وطبيعتها- فمن المكابرة نكرانه على علماء الساميَّات القائلين به.) (وأكد أستاذ اللغة العربیة في الجامعة الاردنیة الدكتور جاسر أبوصفیة باستناده إلى الأدلة والبراھین أن اللغة العربیة ھي سابقة جمیع لغات العالم مبینا انھا تعني كلام العرب على اختلاف شعوبھم وقبائلھم التي خرجت من جزیرة العرب قبل كتابة التاریخ بقرون طویلة والتي كان آخرھا خروجھم یحملون الدین الإسلامي ولغة القرآن الكریم . وھذه الشعوب ھي الأنباط والحبشیون والقبطیون والسریانیون والعبرانیون بالإضافة إلى الأكدیین والبابلیین والأشوریین والعمونیین، والأرمیین، والعیلامیین، والسومریین. وأشار أبوصفیة الى أن العدید من لغویي العالم تناولوا العربیة كلغة أصیلة معتبرین أنھا أم اللغات . فالباحث الفرنسي بییر روسي ذكر صراحة أن اللغة العربیة ھي أم اللغات، والباحث الھندي كرامت حسین الكنتوري أكد بأدلة كثیرة أن اللغة العربیة ھي الأصل ، وقال الباحث الباكستاني محمد أحمد مظھر أن العربیة ھي التي تقدم للدارسین اوجه التشابه والاختلاف بین السنسكریتیة والیونانیة واللاتینیة ، وقال ان الباحث الألماني ماكس موللر اشار إلى أن أقدم اللغات تلك التي تكون أغنى من غیرھا بالترادف والمشترك اللفظي، وقدم أمثلة من العربیة على ذلك ، وقال یسبیرسن إن أفضل لغة تلك التي تستطیع التعبیر عن المعاني الكثیرة بألفاظ قلیلة حیث من المعروف أن الاختصار سمة من سمات العربیة وھو ما یعرف بجوامع الكلم ‘ وقال أرنست رینان في كتابه تاریخ اللغات السامیة أنه لم یمض على فتح الأندلس أكثر من خمسین سنة حتى اضطر رجال الكنیسة الى ترجمة صلواتھم بالعربیة . واضاف أبو صفیة : ان الأستاذ بجامعة اوكسفورد دافید صمویل مرجلیوث قال ان اللغة العربیة أقدم من كل تاریخ ، كما ان المستشرق الأمریكي ولیم ورل قال إن اللغة العربیة لم تتقھقر فیما مضى أمام أي لغة أخرى من اللغات التي احتكت بھا ، أيضا استاذ اللغة العربیة الدكتور نبیل الجنابي قال ان اللغة العربیة عاصرت البشریة وتعایشت معھا منذ أن تكلم الانسان حتى الیوم وكان لمفرداتھا التي ادخلھا الانجلیز في لغتھم الفضل الاكبر في انقاذھا من الانقراض كما حدث للاتینیة حیث قال البروفسور ولیام بدویل /1430 1361/ في مقدمة معجمه الذي وضعه على ھدى المفردات العربیة بعد ان درس العربیة وآدابھا في طلیطلة : ان اللغة العربیة ھي اللغة الوحیدة التي تصلح للدین والدبلوماسیة والسیاسة والتجارة . واضاف ان الرواد الانجلیز اخذوا اللغة العربیة عن طریق المتضلعین بھا امثال الفیلسوف ابراھیم الاندلسي حیث وفد الى لندن وقام فیھا بتدریس العربیة وآدابھا ما بین عامي 1148 و 1159 وحذا حذوه كثیرون كالقاضي براون وادلارد اوف باث وروبرت اوتشستر ودانیال اومرسي ومیخائیل سكوت وروجر بیلكون وجیفري شوسر وغیرھم . وقال الجنابي لقد تقفیت اللغات الأوروبیة واللاتینیة القدیمة والوسطى بعمق واستفاضة مماجعلني امسك بالحبل الذي یربط تلك اللغات بلغتنا، بعد ان سلكت اسلوب التحلیل والمقارنة مع اللغات السامیة القدیمة واستخلصت ان المفردات الانجلیزیة ما ھي الا مفردات عربیة حصل علیھا بعض التحریف ).لغويون: العربية أصل اللغات جريدة الغد هذا نزر يسير مما ورد في التأكيد على قدم اللغة العربية وأصالتها والشرف العظيم الذي اختصها الله بها ولو تتبعنا واستقصينا ماكتب وألف في هذا الشأن لما كفتنا كتب ومجلدات ولكن فيما أوردناه بلغة لطالب الحق فطالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى ليس إليه سبيل هذا والحمد لله رب العامين وسلام على المرسلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
مشاركة :