أثرى الشاب محمود صباغ من خلال مشروعه "محليون" عقولنا بطرح مميز عن الشاعر الكبير حمزة شحاتة. كان ذلك من خلال فيلمه الذي شاهدته عبر اليوتيوب: مما جرى في بطحاء مكة: قصة حمزة شحاتة. الفيلم الذي يستغرق أزيد من 40 دقيقة، حمل في ثناياه الكثير عن الرجل من خلال شهادات من استطاع الوصول إليهم ممن عرفوه عن قرب. حاول ممدوح صباغ من خلال الفيلم استحضار شخصية حمزة شحاتة، وهذا عمل مهم، ويستحق التنويه والتشجيع، خاصة أن مثل هذا الجهد الفردي، يفترض أن تبادر به مؤسسات رسمية. لقد كان حمزة شحاتة علامة فارقة في المجتمع، بفكره ورؤاه وشعره، ولعله في تلك السنوات المبكرة دفع ثمن عدم فهم المجتمع آنذاك لهذه الأفكار. لقد أسهمت تهامة في حفظ تراث حمزة شحاتة من خلال إصدارها عددا من دواوين شحاتة، إضافة إلى محاضرته التي ألقاها في مكة، وجلبت له بعض العناء، وكذلك كتابه "رسائل إلى ابنتي شيرين". ولا شك أن الفيلم الذي قدمه محمود صباغ، واستضاف من خلاله هذا العدد الكبير من رموز المجتمع الذين عاصروه للحديث عنه، هو نموذج لعمل ينبغي أن ترعاه مؤسسات الثقافة في البلاد. يليق بهذا الجهد الثناء. وهنا لا يفوتني أن أشيد بمبادرات وزير الثقافة والإعلام وعدد من الشخصيات المحلية بإعادة التغريد بمحتوى الفيلم عبر تويتر في بادرة تمثل اعترافا وتقديرا لهذا الجهد. وأجزم بأن هناك تتويجا مستحقا ينتظر محمود صباغ وكل من يقف وراء هذه الفكرة المميزة.
مشاركة :