فيروسات - ندى الطاسان

  • 9/14/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى المجلات العلمية وبتاريخ 27 سبتمبر من العام الماضي صدر بحث مختصر من مجموعة علمية في ألمانيا عن اختبار تشخيصي لفيروس الكورونا من نوع بيتا "فيروس الكورونا الجديد". الحالات المعلنة والمعروفة في ذلك الوقت كانت لا تتجاوز عدد الإصبع الواحد. ما يلفت نظرك في البحث المنشور هي جملة مهمة جدا تفيدك كباحث ألا وهي إشارة البحث إلى الشفرة الجينية الأولية للفيروس والتي تجد لها رقما بيانيا في قاعة بيانات الشفرة الوراثية بنفس تاريخ نشر البحث. حين تقرأ البحث الذي يشرح لك خصائص الاختبار التشخيصي ومدى دقته تتساءل عن مدى سرعة توصل الباحثين لهذا الاختبار. السؤال هو ما العلاقة بين الشفرة الوراثية للفيروس، وبين الاختبار التشخيصي؟ الإجابة تتلخص في جملة قصيرة "اعرف عدوك". وعدوك هنا كائن لا يرى بالعين المجردة لكنه يتخلل في جسدك ويصيبك بالوهن والمرض. وليس هناك أفضل من الشفرة الوراثية للفيروس بكل خصائصها الفردية له التي يستفاد منها لتصميم الاختبار التشخصي الدقيق الخاص بهذا الفيروس. الدقة والسرعة خصائص مهمة في الاختبارات التشخيصية، لذلك تتعاون الجهات العلمية والبحثية في شراكة مع الشركات الدوائية لتصميم هذه الاختبارات المعملية. في نوفمبر 2012 وفبراير 2013م تم نشر الشفرات الوراثية الكاملة للفيروس من عينات مرضى في بريطانيا. المعلومات الوراثية عن الفيروس موجودة في المواقع الرسمية للمؤسسات الصحية وفي قاعدة البيانات العلمية. مراكز السيطرة على الأمراض الوبائية اعتمدت اختبارات تشخيصية معينة للفيروس. حين تتحدث عن الأمراض الوبائية من هذا النوع فإن التحرك السريع لفهم سبب المرض يشكل خطوة أولى تفتح لك الطريق أمام خطوات أخرى. لذلك كان التعرف على الشفرة الوراثية للفيروس أمرا مهما. في زمن التطور التقني وتوفر الأجهزة الطبية والتقنيات البحثية يصبح التوصل للشفرة الوراثية لفيروس أو ميكروب أمرا سهلا مقارنة بالعقد الماضي. تطوير الاختبارات التشخيصية وتوفيرها بكميات استهلاكية قد لا يأخذ أكثر من أسابيع قليلة بوجود الشركات الصناعية الدوائية. وكل هذا يصب في صالح الخدمات الصحية، ففي زمن السرعة وزمن ما بعد المعلومة لا يوجد احتكار للمعلومة ولا مركزية. فمراكز الأبحاث موجودة والباحثون يقومون بدورهم العلمي، والشركات تقوم بدورها الصناعي من حيث توفير الأجهزة والاختبارات والعلاج وبدون المعلومة وبدون التفسير العلمي للأمراض ومسبباتها لا يمكننا أن نتقدم للخطوة الثانية وهنا تبرز أهمية البحث العملي..

مشاركة :