مخلفات المباني كارثة بيئية تشوه «وجه» حفر الباطن

  • 11/11/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نظراً للوتيرة المتسارعة التي تشهدها محافظة حفرالباطن والمتمثلة في النمو السكاني ورغبة الكثيرين في إنشاء منازلهم الخاصة أو حتى مشاريعهم الاستثمارية وقيام البعض الآخر بترميم وصيانة منازلهم، تسبب كل ذلك في تنامي ظاهرة استغلال الأراضي البيضاء داخل الأحياء لتكون مقراً لركام ومخلفات المباني، مما يسبب تشويهاً للمنظر العام وأعباء إضافية على سكان تلك الأحياء . الطرق الداخلية "اليوم" تجولت في العديد من الأحياء التي تعاني من هذه المخلفات ورصدت ملاحظات قاطينها. في البداية، قال الإعلامي سامي طلب الظفيري: إن مخلفات البناء كارثة بيئية تشوه المنظر العام لطرق وأحياء حفرالباطن، وأصبحت ظاهرة منتشرة بكثرة في هذه الآونة، وذلك نتيجة تناثر أكوام المخلفات على جنبات الطرق الداخلية، وفي العديد من المساحات الداخلية الفارغة التي بالعادة تكون داخل الأحياء، ولعلي أوضح أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة، وهو أن الكثير من الأشخاص يقومون بالبناء دون إصدار ترخيص بناء في ظل عدم وجود الرقابة من الجهات الحكومية المختصة وبشكل مكثف. كما أن هذه الظاهرة ينجم عنها عدد من الإشكاليات، منها أنها عنصر جذب للأطفال التي تحتوي على عدد من المكونات الخطيرة كالقطع الحديدية والخشبية وتسبب ضرراً بالغاً لاستخدامها من قبل الأطفال، كما تتسبب في تلف المركبات والمنازل بسبب عبث الأطفال بتلك المواد، ولا تقف مشاكلها هنا بل تعرقل جهود عمال النظافة عند رفع المخلفات والكنس وتحسين النظافة، إضافة إلى أن المخلفات المنزلية قد ترمي بجانبها وتتحول إلى مكب للنفايات، مما يتسبب في تشويه المنظر العام، وتؤثر على جميع الساكنين في الحي. وأطالب بلدية محافظة حفرالباطن بالتدخل السريع لحل هذه الأزمة التي تثير استياء المواطنين، وأيضاً أطالب بفرض العقوبات على كل من يتسبب في تراكم هذه المخلفات لفترة طويلة، وهذا التهاون وغير المبالاة سوف ينتج عنها تدني مستوى المحافظة. تعمد واضح أما المواطن فالح الشمري فقد قال للأمانة: إن بلدية المحافظة تقوم بمتابعة مخلفات المباني من خلال مراقبيها، ولكن للأسف هناك تعمد واضح من البعض برمي المخلفات داخل الأحياء بعيداً عن منازلهم، وهذا سلوك يعتبر خاطئاً، ولو فكرنا أن صاحب المنزل يتكلف على إنشاء منزله من 700 ألف إلى مليون ريال وتكلفة الإزالة لاتتجاوز 500 ريال كحد أقصى، فإنها نسبة بسيطة جداً، ولكن مايدفعهم للرمي هو التهاون واللامبالاة، ويجب على البلدية أن تهتم بإقامة حملات توعوية تحد من هذه الظاهرة ،وأن تقوم بالتعريف بالأنظمة والعقوبات التي تطال المتهاونين في انتشار مثل هذه الظاهرة التي بكل تأكيد تشوه المنظر العام. آلية الإزالة وقال المواطن مشعل راضي الخشرم، أحد قاطني حي المحمدية: لاحظنا في الآونة الأخيرة تعمد البعض وضع مخلفات الترميم أو حتى البناء داخل الأحياء، وهناك تأخير ملحوظ في إزالتها، وهذا يعكس منظراً سلبياً للحي، والمفترض إلزام أصحاب المباني بالإزالة، وأن تقف البلدية على آلية الإزالة مع ضرورة إيجاد عقوبات تلزم الجميع بالاهتمام بالمنظر العام للحي، إضافة إلى أنها تكون محل جذب لوضع عدد من المخلفات الأخرى، وأضاف الخشرم، أن إزالة هذه المخلفات يقع على عاتق صاحب المنشأة أو المبنى، فهو المسئول الأول بتنظيف الركام الخارج من منزله كما يجب على البلدية مخالفة المتسببين بهذا التشويه. مبارك الحماد، قال: بالنسبة لي فإن المساحات حول منزلي تشهد أكواماً من المخلفات التي يضعها العمال بشكل متعمد غير مبالين بأنها تسبب تشويهاً لمنازلنا، وتنتقل بعض مكوناتها أثناء هطول الأمطار إلى داخل الحي وخاصة مخلفات الأخشاب أو علب الدهان، والمفترض مضاعفة جهود مراقبي البلدية والوقوف الميداني على إزالتها، فهذه المخلفات تشوه منازلنا مما يضطر البعض أن يقوم بإزالة تلك المخلفات التي يضعها المقاولون وأقترح أن يلزم صاحب المنزل أو المقاول بإزالتها عند الانتهاء من كل مرحلة من مراحل البناء، ولا تترك حتى الانتهاء من الإنشاء . أما المشرف على فريق "فعال التطوعي" خالد بن عايد العجران فقد قال: كنا في الماضي نطالب من بلدية حفرالباطن والمسئولين بتحسين مداخل المحافظة وتجميلها إلا أن ظاهرة رمي ركام المباني ومخلفاتها داخل الحي أصبحت أولوية ضرورية للحد من تشويه المنظر العام للمحافظة، فلايكاد يخلو حي من أكوام إسمنتية إضافة لمكونات أخرى يتم وضعها بشكل متعمد داخل الأحياء بل إن تلك الأكوام أصبحت عذراً مناسباً لمن يقومون بوضع النفايات الأخرى مع هذه الأكوام، وهذه الظاهرة يجب على الجميع التكاتف من أجل إزالتها من حفرالباطن لأن الجميع مطالب بالإحساس بالمسئولية تجاه مجتمعهم، ومن الضروري مشاركة الجميع في القضاء على الظواهر التي من شأنها نشر سلوكيات خاطئة بين أفراد المجتمع وخاصة الناشئة . ومن جانبه، قال نائب رئيس المجلس البلدي رضا المخيدش: إنه في الآونة الأخيرة قامت بلدية محافظة حفر الباطن بعمل جولات ميدانية لجميع الأحياء بمحافظة حفر الباطن، ابتداء بحي أبو موسى الأشعري وبعد ذلك حي العزيزيه وباقي الأحياء، وقمنا بزيارة الميدان وكان العمل جيداً، ولكن تبين بأن مواد البناء لازالت موجودة في الأحياء وعلى الطرقات وما يسببه بعض المقاولين وبعض الشركات من تشويه للبيئة وضرر على صحة المواطن فالمواطن لابد أن ينعم بالبيئة الصحية النظيفة ومن هنا نحتاج إلى تضافر الجهود والمتابعة طوال العام من بلدية محافظة حفرالباطن حتى تكون محافظة حفر الباطن في أجمل صورها . وقال المخيدش: إن مخلفات البناء كما هو معروف، هي مجموعة من المواد الزائدة عن الحاجة لا تنفع للاستعمال ويكون تجمعها عادة من مواد البناء وغيرها من المواد التي تتعلق بالبناء، وهي ناتجة عن أعمال الهدم والإزالة والبناء والترميم في المناطق السكنية والتجارية، وكذلك أعمال الطرق وغيرها. وهذه المشكلة لا بد من وضع حل لها من خلال استقطاب شركات خاصة لعملية التدوير والاستفادة من مواد البناء، وكذلك الفائدة العملية وهو التخلص منها ومن أضرارها البيئية‏، فبعد أن أصبحت مشكلة مخلفات البناء تؤرق المجتمع لما تسببه من تشوهات جمالية وتلوث للبيئة، حتى صارت ظاهرة نجد سيارة تحمل أطناناً من مخلفات البناء لتلقيها في العديد من الطرق، وقد لا يدرك قائدها أن هذه المخلفات بمثابة مواد خام لصناعة واعدة لا تحتاج لكثير من المال بل على العكس لها مردود بيئي وصحي واقتصادي خاصة لصغار المستثمرين من الشباب. ويمكن الاستفادة من أنقاض الأعمال الأسفلتية الناتجة عن العمليات فى توسعات الطرق أو إعادة صب الطبقات أو إزالتها من الشوارع. كما أنه من الضروري أن يشدد على الشركات المنفذة وضع ضوابط تحد من انتشار هذه الظاهرة، وأخيراً لابد أن تكون محافظة حفر الباطن من المدن الواعدة والمتميزة . في حين طالب عدد من المواطنين بضرورة وضع حاويات للنفايات أمام كل منزل بمبلغ رمزي لايتجاوز 200 ريال توضع به مخلفات الركام أمام المباني تحت الإنشاء تكون أفضل من أن ترمى بالساحات المجاورة لها أو حتى أمامها، ويتم متابعتها من قبل البلدية بشكل أفضل .

مشاركة :