سباق شركات التكنولوجيا ينتقل إلى الفضاء

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - دخلت شركات التكنولوجيا في سباق محموم لتوفير تقنية تسمح بإتاحة الإنترنت لجميع الناس في أنحاء الأرض، وانضمت شركة سبيس إكس مؤخرا إلى المنافسة بإطلاق أول قمر صناعي تجريبي لشبكة اتصالات تدور حول العالم. واستطاعت التجربة أن تحقق النجاح، وعلى إثرها أعلنت شركة سبيس إكس أنها تنوي البدء في إطلاق أول أقمارها الصناعية التجارية العام المقبل، بحزمة تضم أكثر من 11 ألف قمر، تدور حول الأرض في مدار أرضي منخفض، فور اكتمال إنجاز الشبكة في عام 2024، وفق ما ذكر ريتشارد ووترز في تقرير لصحيفة فايننشال تايمز. ولم تنفذ تجربة إطلاق الصاروخ بأسلوب استعراضي كما هي عادة إلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، حتى أنه لم يتطرق إليها في تغريداته على تويتر، رغم أهمية التجربة باعتبارها تقنية مبكرة لخدمة الاتصالات والتي يُمكن أن تحتاج إلى أعوام حتى يتم تنفيذها. وتُشير تجربة “فالكون هيفي”، وهو أكبر صاروخ في العالم، إلى سباق وشيك في هذا الميدان، الذي استقطب اهتمام لاعبين كبار في سوق التكنولوجيا مثل شركة غوغل، التي كانت تسعى منذ زمن لتطوير شبكة قائمة على الأقمار الصناعية. لكنها حولت توجهها لتكون واحدة من أكبر الداعمين لشركة سبيس إكس عندما قامت بعملية استثمار بقيمة مليار دولار قبل ثلاثة أعوام. وفي المقابل حصلت وان ويب، الشركة الأوروبية المنافسة التي تأمل في البدء بتوفير إنترنت واسع النطاق في العام المقبل، على دعم كل من شركة سوفت بانك وريتشارد برانسون.   حققت شركة "سبيس إكس" نجاحا بإطلاقها أول قمر صناعي تجريبي لشبكة اتصالات تدور حول العالم، ومن المرجح أن تبدأ العمل في العام المقبل، مستفيدة من دعم لاعبين كبار مثل غوغل، في مواجهة شركات أوروبية تحاول التصدي للهيمنة الرقمية الأميركية وكانت شركة غوغل قد فكرت في وقت سابق، في امتلاك شبكة أقمار صناعية، قبل التراجع والتركيز على تطوير بالونات على ارتفاعات عالية لتوفير الوصول إلى الإنترنت. ومن جهتها تحاول شركة فيسبوك تحسين الطائرات دون طيار، التي تطير عاليا، باستخدام وصلات بالأقمار الصناعية للاتصالات لربطها بشبكات أوسع. لكن خطة الأقمار الصناعية من شركة سبيس إكس حصلت على الدعم الشخصي من أجيت باي، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، الذي دعا الأعضاء الآخرين في اللجنة إلى دعم طلب الشركة للحصول على ترخيص الاتصالات. وستكون بالتالي أول شركة قائمة في الولايات المتحدة تحصل على ترخيص، بعد شركات ون ويب، وسبيس النرويجية، وتيليسات للأقمار الصناعية الكندية. وقال باي إنه من خلال دعم خطة شركة سبيس إكس، فإن لجنة الاتصالات الفيدرالية “تُطلق العنان لقوة كوكبة الأقمار الصناعية، لتوفير خدمات إنترنت عالي السرعة للأميركيين، خاصة المحرومين من التدفق السريع للمعلومات في المناطق الريفية”. وذكر التقرير أن شركة سبيس إكس طلبت الموافقة على اختبار، توفير خدمة الإنترنت للعالم عبر قمر صناعي من لجنة الاتصالات الفيدرالية، وهو واحد من 12 طلبا تلقتها هيئات التنظيم الأميركية، الأمر الذي يوضح مدى المنافسة المحتملة. وبدأت الشركة العمل على خططها للأقمار الصناعية في عام 2014، لكنها أبطأت خطواتها بهذا الاتجاه، بسبب تركيزها على مشاريع أخرى أكثر إلحاحا. وتشمل تجربة الأقمار الصناعية، وضع قمرين صغيرين في المدار لاختبار الاتصال مع عدد من المحطات الأرضية، بما في ذلك المقر الرئيسي لشركة تسلا. ومن بين التطبيقات المتوقعة للشبكات اللاسلكية من الجيل الخامس عالية السرعة التي ستؤمنها الأقمار الصناعية، تلك التي تقدم بيانات عالية السرعة إلى السيارات دون سائق. وتُخطط شركة سبيس إكس لربط مجموعة الأقمار الصناعية التابعة لها، لتشكيل ما يُسمى شبكة تشعّبية، لتمرير المعلومات في ما بينها وتغطية الأرض. وتشير كثرة المنافسين في مجال الأقمار الصناعية إلى انفجار متوقع في كمية البيانات التي ستتدفق قريبا عبر شبكات الاتصالات في العالم. إلون موسك: رغم ولعه بالأسلوب الاستعراضي، إلا أنه لم يتطرق لتجربة شركته في إطلاق أول قمر صناعي وقال تشاك روبنز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سيسكو، “في المستقبل سيكون هناك طلب لا ينتهي، وهذا هو الهدف المنتظر من شبكة الجيل الخامس”. وأضاف “من السابق لأوانه توقع عدد الشبكات المتنافسة في الفضاء والتي تقدم هذه الخدمة”. وانتعش سوق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بشكل كبير منذ مطلع القرن، بعد أن فشلت سلسلة من المشاريع الرائدة، وأصيبت بانهيار مالي، ما أدى إلى إعاقة استمرار الاستثمار في الصناعة. ويرى روبرت تويجز، أحد مبتكري “كيوبساتس”، وهو جيل جديد من الأقمار الصناعية منخفضة التكلفة، أن “إفلاس غلوبال ستار وإريديوم أصاب الجميع بالجمود، لكن ذلك ساعد في خفض تكلفة التشغيل في الفضاء”. وتهدد الندرة والتكلفة العالية للفضاء المناسب، بإعاقة إنشاء مجموعات من أقمار صناعية، من المفترض أن تصل إلى الآلاف. ويأمل الداعمون في أن يسهم الجيل الجديد من الصواريخ الأصغر والأرخص في خفض التكلفة والسرعة في تنفيذ مشروع الإنترنت في جميع أنحاء العالم. وأصبحت الشركة الأميركية الناشئة “روكيت لاب”، أول شركة من شركات الصواريخ منخفضة التكلفة الجديدة، التي تضع الأقمار الصناعية في المدار في وقت سابق من هذا العام، باستخدام منصة إطلاق بُنيت خصيصا على مزرعة في نيوزيلندا. وتُستخدم الأقمار الصناعية الصغيرة التي وُضعت في مدارات منخفضة حول الأرض حتى الآن لتصوير الكوكب بتفاصيل دقيقة، ما أدى إلى خفض تكلفة التصوير الفضائي في مجالات مثل الزراعة والطاقة. لكن استخدامها في شبكات الاتصالات لم يُثبت حتى الآن. ومع ذلك، فإن قربها من الأرض يعني أنها ينبغي أن تتجنب تأخير الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

مشاركة :