في الوقت الذي يعتزم فيه عدد من أعضاء مجلس الشورى، التقدم بمشروع نظام لتجريم الممارسات الخارجة عن الإجماع الوطني، يقال إنّ هناك مشروعاً مماثلاً كان قد تقدم به عضو المجلس الدكتور عبدالعزيز العطيشان منذ أكثر من عام، لتجريم إذكاء الطائفية والمناطقية والقبلية في المجتمع السعودي، ويحمل اسم «مشروع الوحدة الوطنية» دون عرضه في الجلسة العامة إلى الآن، وأن يعطّل مشروع مثل هذا لمدة عام أمر مؤسف حقاً، خاصة مع ما شهدناه وتعرضنا له، من هذه الممارسات التي تجلت وكشرت عن أنيابها في أحداث كثيرة، يكفي أن أذكر منها التعصب والاستفزازية في مجال الرياضة، وفي وسائل الإعلام والاتصال في تويتر وحتى أحياناً في بعض الصحف، هذا دون أن أذكر الجرائم الإرهابية وآخرها حادثة الأحساء، التي يبدو أنها أسفرت عن تشكيل لجنة من أعضاء المجلس لدراسة مقترح العطيشان بعد التنسيق معه، فعسى أن تسارع اللجنة للتوصية بتنفيذ المقترح، فنحن في أشدّ الحاجة إليه، وحين يتحقق هذا المقترح في الواقع فنحن لن نكون بدعاً، فمعظم دول العالم تجرّم مثل هذه الممارسات وخاصة العنصرية، التي يعاقب عليها أشدّ العقاب.