قال مكتب التحقيقات الاستقصائية البريطانية إن إحدى شركات العلاقات العامة المستأجرة من قبل النظام السعودي لإمداد الصحافيين بمعلومات حول حملة الفساد المزعومة في السعودية لم تجب عن أسئلة وجهت لها من قبل المكتب، حول تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأخير عن تعذيب معتقلي «الريتز»، وإجبارهم على تسليم ممتلكاتهم عنوة.أضاف المكتب -في تقرير له، نشر على موقعه الإلكتروني- أنه لدى سؤال شركة «أبكو»، الموظفة من قبل وزارة الثفاقة السعودية ضمن حملة علاقات عامة كبرى، بشأن محاولتها التأكد من حقيقة ما ورد من ممارسات غير قانونية وإكراهية للمعتقلين السعوديين في فندق «ريتز كارلتون»، ردت الشركة بأنها تصدق «الحكومة السعودية التي نفت بشكل قاطع حدوث تجاوزات». وتابع المكتب البريطاني أنه رغم تفشي الفساد بين النخب السعودية، فإن نشطاء حقوق الإنسان ومستثمرين دوليين عبروا عن قلقهم إزاء افتقار عمليات الاعتقال والسجن للطابع القانوني، وسط تفشي أنباء عن تعامل سيئ مع المحتجزين، تعززت بنشر «نيويورك تايمز» تحقيقاً أشارت فيه إلى 17 معتقلاً احتاجوا إلى رعاية طبية، بسبب ضربهم من قبل السلطات، بينما قتل أحدهم أثناء الاحتجاز، وهو جنرال كبير. غير قانونية من جانبه، قال كريستين أولرتشسين -خبير شؤون الخليج في جامعة رايس الأميركية- إن المخاوف بشأن حملة مكافحة الفساد المزعومة التي شنها بن سلمان موجود قبل وقت طويل من نشر «نيويورك تايمز» لتحقيقها. وأضاف أولرتشسين أن الصحيفة الأميركية عززت الشائعات التي ظهرت منذ بداية الاعتقالات في نوفمبر بشأن سوء معاملة محتجزين، وأن التحقيق أكد تصورات الكثيرين أن عمليات الاعتقالات والاستجواب خلت من الشفافية والمحاسبية والإجراءات القانونية. ويأتي عمل شركة «أبكو» في إطار حملة دعائية بملايين الدولارات أطلقه النظام السعودي لتجميل وجه مملكته والإجراءات التي يتخذها. ونقل المكتب البريطاني -عن محلل قريب من دوائر السعودية في واشنطن- أن السعودية أطلقت الحملة الدعائية عام 2016، بعد إدراكها أن نظامها يخسر معركة الرأي العام في الخارج. ورغم تمتع الرياض بعلاقات جيدة مع الحكومات الغربية، التي تهتم بشراء الدولة الريعية لأسلحتها، وتسهل لها عملياتها في الشرق الأوسط، إلا أن نظام الرياض يواجه مشاكل متنامية فيما يتعلق بصورته أمام الرأي العام الغربي. وأشار المكتب إلى أن شن السعودية حرباً على اليمن عام 2015 أدت إلى مقتل ومعاناة المدنيين، في حين رُوع المستثمرون الأجانب جراء الإجراءات التعسفية التي اتسمت بها حملة الفساد المزعومة. ولفت إلى أن ساسة في مجلس الشيوخ الأميركي بدؤوا، الشهر الماضي، في الدفع بتصويت لسحب الدعم الأميركي للتحالف السعودي في اليمن. هدايا ودعاية وأوضح مكتب التحقيقات أن السعودية أنفقت ملايين الدولارات للترويج لإعطاء انطباع أفضل عن النظام، إذ وصف أحد العاملين السابقين في شركات دعاية بريطانية تدافع عن السعودية العمل بأنه أشبه بالمحاماة، مضيفاً: «عليك أن تعمل لإخراج العميل من المشكلات، والترويج لفكرة تحول السعودية إلى دولة مثل سويسرا». ويرى مكتب التحقيقات أن الدعايا وحملة العلاقات العامة الكبيرة ستكون مصاحبة أيضاً للمسؤولين الكبار في النظام السعودية خلال زيارتهم إلى أوروبا وأميركا، حيث ستشمل توزيع وثائق ودعايا لتحسين الصورة حول اليمن وقضايا أخرى. ويقول أولريتشسين إن التحدي الذي يواجه السعودية في زيارة مسؤوليها إلى أميركا هو طمأنة المستثمرين الدوليين بوجود حماية مؤسسية لاستثماراتهم، وإيصال رسالة لهم بأن مناخ الأعمال لم يتأثر بالاعتقالات المفاجئة التي تمت في نوفمبر الماضي.;
مشاركة :