تحت العنوان أعلاه، كتبت بولينا خيمشياشيفيلي، في صحيفة "آر بي كا"، عن بحث دول آسيا الوسطى السوفيتية السابقة عن مصلحة لها في علاقتها بالصين وروسيا، والتنسيق في هذا المنحى. وجاء في المقال: في عاصمة كازاخستان، عقد الخميس، 15 مارس، اجتماع تشاوري لزعماء خمس دول في آسيا الوسطى- الجمهوريات السوفيتية السابقة- بدعوة من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف. وقد وصل رؤساء قيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان إلى أستانا، فيما أرسل رئيس تركمنستان رئيس مجلس النواب ممثلا عنه. وبعد الاجتماع، أعلن نزارباييف أن الاجتماع القادم سيعقد في غضون عام، في طشقند. بهذه الصيغة، يجتمع قادة دول آسيا الوسطى للمرة الأولى منذ 13 عامًا، على الرغم من التقاء معظمهم في القمم الدولية بانتظام. وفي الصدد، سألت "آر بي كا" مدير مركز دراسات آسيا الوسطى وأفغانستان بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أندريه كازانتسيف، فقال للصحيفة إن الوضع الجيوسياسي دفع إلى حد ما إلى عقد الاجتماع. وعلى وجه التحديد: تصاعد المواجهة بين روسيا والغرب، ومواجهة وإن تكن أقل وضوحًا بين الصين والغرب. في هذه الحالة، يتعين على قادة المنطقة تنسيق مواقفهم بشأن قضايا التجارة والأمن، بحيث يمكن التحدث مع أطراف ثالثة. وقال كازانتسيف: أكد نزارباييف أن تنشيط التعاون بين دول المنطقة لا يعني الابتعاد عن التركيز على تطوير العلاقات مع روسيا والصين، مضيفا: "بالطبع، لدينا جميعا شريكان كبيران، الجارة روسيا والصين. سوف نعمل دائما معهما، وتبقى جميع الاتفاقيات سارية المفعول. لكننا هنا لحل مشاكلنا الخاصة، دون إشراك أي طرف ثالث". وفي السياق، قال أندريه غروزين، الخبير في شؤون آسيا الوسطى بمعهد بلدان رابطة الدول المستقلة، لـ"آر بي كا"، إن تعزيز التعاون الإقليمي يجب ألا يزعج روسيا. في حالات الأزمات (البينية)، كان المشاركون ينتظرون أن تميل موسكو إلى جانب أحد منهم، وهو ما تجنبته موسكو على الدوام. فخفض إمكانات الصراع أمر مفيد لروسيا. ولكن، من المستبعد أن تكون هذه الدول، بنتيجة اجتماعها الأول، قادرة على وضع منطلقات التعاون مع الدول الأخرى والتقيد بها. وأضاف غروزين: في علاقاتها مع الصين، تريد الدول الخمس أن تصبح شريك عبور لا غنى عنه. ويحاول كل منها إيجاد الشروط الأكثر ملاءمة للدخول في المبادرة الصينية الاقتصادية وبنيتها التحتية الشاملة "حزام واحد، طريق واحد". ووفقا له، يصعب على بكين بناء علاقات مع منطقة مجزأة، لذلك يمكن أن ينظر إلى الانفراج الحالي في المنطقة إلى حد ما كاستجابة للطلب الصيني على الاستقرار. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :