لم يكن الصمت هيّنًا.. لا أظن أن هناك أحدًا يريد أن يبقى حزينًا ، موجوعًا، صامتًا رغم الثرثرة التي تستولي على رأسه لكنه حاول، حاول أن يروي كل ما يؤلمه من قبل، حاول أن يشارك أحدهم آلامه، وهذا الذي نال تلك المكانة رحل.. رحل ولم يعد، فلم يصبح قادرًا على أن يعيد التجربة ويرفع صوته ويقول هذا يؤلمني ثانية، أصبح هناك آيادي كثيرة لا تتحرك من فوق فمه لتمنع كل آه تحارب من داخله لتخرج وتعلن عن ألم لا يوصف.هي مرّة ، مرّة واحدة إذا نجحت نرتاح وإذا فشلت تبقى آلامنا بداخلنا وملامحنا تحاول بكل طاقتها حتى لا تظهر ذرّة حزن منا ، ذرّة هيمان ، لكن الأوجاع كلها تتجمع في أعماقنا ويُغلق عليها مائة باب وألف سور ومليون عازل.نشعر أن هذه الأوجاع كالأسد تعتبر أرواحنا فريسة لها قد نالت منها بعد أيام من البحث والجوع ، لن تترك قطعة واحدة اذا لم تأكلها كلها سليمة بدون أثر لجرح ، ربما تبقى أشلاء لا قيمة لها سوى أنها تذكّرنا بتلك الحادثة ، نحن نتألم ونتحطم من داخلنا لكن لا أحد يرى ولا أحد يشعر.
مشاركة :