دنيا طارق تكتب: التائه

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سرت بلا هدف ، كل ماكنت أريده أن أهرب ، أهرب من أفكاري أو ربما أهرب مني ..ظننت أنني سأنشغل بما يدور حولي ، الناس ، الطرق ، الشجارات ، العشاق ،الشحاذين وسيارات تسرع في كل إتجاه . وجدت هذا يتغذل في هذه فتبستم، وتلك تجلس بعيدًا تنظر لهم في غيرة ووحدة ، وهذا يلكم ذاك والناس تلتف حولهم شماتةً ، وتلك العجوز التي تدعو في حسرة وانكسار لكل من يمر ليعطف عليها وحين يُكمل مباليًا تنقلب الدعوة عليه بكل مافيها من غضب كإنها تذكرت كل ما عانته في الوهلة التي مر بها فخرجت منها ثورةً على حالها ، والشاب الثلاثيني المهندم الذي يسير في خفة متجهًا لأصدقائه المتجمعين عند نهاية الطريق في إنتظاره .. والسيارات تسير بسرعة كل منها في طريقه لتصل لغايتها .ماهذا !اين انا ! ؟ سرت كثيرًا حتى أصبحت بمكان لا أعرفه..كنت أظن أن تفكيري بهم سيوقف تفكيري بحالي لكني أصبحت أفكر بهم وبي ...ماذا عني بين كل هؤلاء؟ ... أنا لا أشبه أيا منهم .. ليس لدي حبيبة أسعد بوجودها و لا حتى تمنيت من قبل كتلك التي كادت تقف وتجذبه من ذراعه ليترك حبيبته ويتغذل بها هي ، ولا أنا سائل يعرف ما يحتاج فيطلبه - بصرف النظر عن وسيلته- أنا في الأساس لا أعرف ماذا أريد..وليس لدي صديق واحد حتى أقابله لنضحك ونتبادل النكات ونجلس على المقهى نشكي حالنا ...حتى السيارات كانت تعرف طريقها وأنا كنت أسير لمجرد السير لا بغرض الوصول ..ولا أظن أنني لكمت أحدًا في حياتي.يبدو أنني كنت مخطئا حين ظننت أنني عليّ أن أنشغل بالتفكير بهم ، بل علىّ أن أنشغل بالتفكير بي لأعرف من أنا وماذا أريد وكيف سأصل .. أنا أولى بتفكيري ..جميعهم يعرفون من هم وماغايتهم أما أنا فكنت الوحيد الذي يجهل نفسه .

مشاركة :