الشارقة: «الخليج» افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون، أمس، أعمال الدورة الحادية عشرة من «لقاء مارس»، التي تقام تحت عنوان «تدابير مجدية»، وتستضيف على مدى ثلاثة أيام، عدداً كبيراً من أبرز المشتغلين في الساحة الفنية إقليمياً ودولياً، وممثلين عن كبريات المؤسسات الفنية الدولية، يشاركون في برنامج الندوات والجلسات الحوارية وعروض الأداء المصاحبة، وصولاً إلى معرض فني لأعمال من مقتنيات المؤسسة.يتضمن اليوم الأول من اللقاء 5 جلسات حوارية منها: «النار هي مسكننا الحالي: عندما يوقد الهواء ملامح الممارسة» تستكشف إمكانات التحرر في الممارسة الفنية في إطار موضوعات محددة تتناول ظروف التغريب والتشريد ونزع الملكية. إضافة إلى محاضرة أدائية بعنوان «ماذا لو رفضت الرياح حمل كلماتنا؟» والتي تعرض مقتطفات فيديو تعالج قضايا الطائفية والقمع الطبقي والتمييز المؤسسي في العمل والعنف في الهند. وعرضاً أدائياً للفنان وائل شوقي بعنوان «أغنية رولاند: النسخة العربية» وهو عمل مسرحي موسيقي يستند إلى ملحمة شعرية فرنسية، يشارك فيه 20 موسيقياً ومغنياً يؤدون نمطاً غنائياً تراثياً يعرف ب «لفجري» وهو مرتبط بغواصي اللؤلؤ في الخليج العربي. بينما يقدم اليوم الثاني جلسة «إسقاطات» التي تناقش تطور السينما المستقلة ومنصات عرض الأفلام في دبي وبيروت وكراتشي، وعبر الإنترنت، وكيف استطاعت هذه المنظمات أن تلهم وتستلهم ثقافات مختلفة وأن تجتمع وتقدّم العروض معاً. إلى جانب عرض أداء لماريو سانتانيلا بعنوان «دوّار جرّاء غروب الشمس»، وعرض بعنوان «نهّام - ترنيم وتطريب» للمؤلف والموسيقي نيو مويانغا. وتختتم فعاليات «لقاء مارس 2018» في اليوم الثالث بتقديم 7 جلسات حوارية تدور حول العمارة والتنمية الحضرية ومشاريع الاستدامة، إضافة لتناول نيو مويانغا لموسيقا الأرشيف الشعبي لأغاني جنوب إفريقيا الاحتجاجية خلال فترة التمييز العنصري، ويقدّم أيضاً عرض أداء بعنوان «تسوهل - جماهير ثائرة» يسلط الضوء على تعقيدات الحياة المعاصرة في جنوب إفريقيا في أعقاب التجربة الاستعمارية.وتزامناً مع اللقاء أعلنت المؤسسة أسماء الفائزين بمنح برنامج الإنتاج لعام 2018 وقدرها 200 ألف دولار أمريكي، وقامت لجنة التحكيم المكونة من الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، وزينب أوز، قيّمة مستقلة، وشريكة مؤسسة في «سبوت» للمشاريع الفنية المعاصرة في إسطنبول، وسولانغ أوليفيرا فاركاس، قيّمة فنية، ومديرة مهرجان الفن المعاصر «س.إ.س.س. فيديو برازيل»، باختيار 6 فنانين فائزين بالمنحة، وهم: غسان سلهب، دعاء علي، تاوس ماكاشيفا، جو نعمة، منيرة الصلح، فاطمة بلقيس، وأنور غوكمان.وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي: تعتبر إمارة الشارقة والمنطقة المحيطة بها من المواقع النشطة فنياً، حيث يعمل الفنانون في مشاريع تجريبية مع المجتمع المحلي وكذلك مع المتعاونين على المستوى الدولي، وأضافت: تكرس مؤسسة الشارقة للفنون برامجها لتعزيز بيئة حاضنة ومشجعة للإنتاج الفني لرفع المساعي الفنية إلى أعلى المستويات والعمل على إظهار هذا النتاج بالشكل اللائق. يسعدني أن نعمل في هذا العام مع الفنانين الفائزين بمنحة برنامج الإنتاج الذي أطلقناه سنة 2008 من خلال توفير الموارد العلمية والإنتاجية، ومنصة دولية لعرض أعمالهم الطموحة والمسكونة بالتجريب والمغامرة.وكانت مؤسسة الشارقة للفنون قد فتحت باب المشاركة ببرنامج الإنتاج لعام 2018 في أكتوبر 2017، ودعت ممارسي الفن من كل أنحاء العالم لتقديم مقترحاتهم ومشاريعهم المبتكرة، والتي يمكن أن تسهم في تطوير مفهوم الفن وتعميق التجربة الجمالية في مجالاته المتعددة، مثل أعمال النحت والرسم والأعمال التركيبية والكتب الفنية والأفلام وعروض الأداء وأعمال الصوت والفيديو. يساهم برنامج الإنتاج في دعم الجهود التي تبذلها مؤسسة الشارقة للفنون بهدف تعميق سبل التواصل ودعم الحراك الفني على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك عن طريق إتاحة المزيد من الفرص أمام مشاريع الإنتاج الفني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
مشاركة :