العلم أداة فاعلة لمحاربة الفقر والجهل والعنف والجريمة

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: محمد إبراهيم أكدت أندريا زافيراكو، معلمة الفنون والمنسوجات في مدرسة ألبرتون كوميونيتي، برنت، بلندن في المملكة المتحدة، الفائزة بجائزة أفضل معلمة على مستوى العالم 2018، أن المعلمين يواجهون 5 تحديات لإعداد أجيال المستقبل، لاسيما أن المتغيرات في تكنولوجيا التعليم متلاحقة ومتسارعة، موضحة أن العلم أداة فاعلة لمحاربة الفقر والجهل والعنف والجريمة وتأهيل الطلبة وتعديل سلوكياتهم، مهما كانت الظروف المحيطة.وقالت في حوار مع «الخليج»، إن التركيز على تطوير المناهج، يسهم في مواكبة المتغيرات التي تشهدها العملية التعليمية في مختلف دول العالم، فضلاً عن إجادة المعلم لعدد من اللغات، ما يمكنه من التواصل مع مختلف الطلبة بجنسياتهم المختلفة، ويجعل مهمته أسهل في نقل مفاهيم وأسس التعليم إلى المجتمع بمختلف فئاته. والتالي نص الحوار. * حدّثينا عن السبب الرئيسي لمشاركتك في الجائزة؟ العلم رسالة سامية، من خلالها نبني المجتمعات وننهض بأجيال المستقبل، والمنافسة تشكل خطوة مهمة نحو النجاح، فضلاً عن أنها وسيلة فاعلة لمواصلة مسيرة بناء الأجيال، ولا شك أن تجربة المنافسة في حد ذاتها كانت بمثابة تجربة فريدة، عشت مراحلها كافة بحب وشغف وأمل في النجاح، ومزيد من التميز في إعداد جيل التميز والإبداع والتفكير الإيجابي والسلوكيات الصالحة، على الرغم من الصعوبات المحيطة. * ولكن ما العوامل التي قادتك إلى المركز الأول عالمياً بين المعلمين؟ رحلة طويلة نجحت من خلالها في تأسيس جيل من الطلبة يستطيع أن يتحدث نحو 130 لغة، على الرغم من أنه من أفقر العائلات في بريطانيا، ويتقاسم كثيرون منه بيتاً واحداً يضم خمس عائلات. ويتعرض آخرون لعنف العصابات في منطقة لندن، التي تسجل ثالث أعلى معدلات الجريمة في المملكة المتحدة، وتعلمت أساسيات 35 لغة لأستطيع التعامل بها مع طلابي في المدرسة، وأصبحت مدرسة ألبرتون من أفضل مدارس المملكة المتحدة من حيث المؤهلات والاعتمادات، وحصلت مدرستها على لقب «العلامة البلاتينية للتنمية المهنية» من معهد التعليم. * كيف ترين التحديات التي تواجه المعلمين اليوم؟ المعلم في تحدٍ دائم، ولكن أعتقد أن أبرز تحدياته نراها في صياغة لغة واضحة لحب مهنته وتعامله مع أبنائه الطلبة، فضلاً عن مواكبة المتغيرات المتسارعة في التعليم والتدريب والتأهيل، واكتساب مهارات تعينه على توظيف البيئة والمكان والزمان لتعليم الطلبة، فالمعلم الناجح قادر دائماً على الابتكار والإبداع في تعليم أبنائه، ويتمتع بالمرونة والثقافة، لاسيما أننا مطالبون دائماً بفهم ماهية تفكير وسلوكيات الطلبة، لتأهيلهم وتوجيهم نحو المسار الصحيح. * ما هي مقومات المعلم الناجح في رأيك؟ وما أبرز احتياجاته المقبلة؟ أعتقد أن مقومات المعلم تكمن في محافظته على بقائه في المنظومة التعليمية، والقيام بمهامه وأدواره المنوطة به على الوجه الأكمل، فضلاً عن مرونته وقدرته على الإبداع والابتكار في وسائله التعليمية، مع مراعاة سيكولوجية طلابه والبيئة المحيطة بهم، ليستطيع تقويمهم وتوجيهم نحو المسار الصحيح، وتوظيف كل الإمكانيات المتاحة من حوله بشكل صحيح، لتعليم الطلبة وتجويد المخرجات، وإطلاعه على تجارب زملائه النابغين الذين سبقوه في المهنة، للاستفادة من خبراتهم، والاطلاع الدائم على مستجدات التعليم عالمياً.وتكمن احتياجات المعلمين في المرحلة المقبلة، في التركيز على الجوانب العملية، وكيفية تحويل ما لديه من أفكار إلى وسائل عملية داخل الصف، يتفاعل معها كل المتلقين من الأبناء الدارسين، وكيفية بلورة الترجمة الصحيحة لأفكار الطلبة التدريسية والاستعانة بها واقعاً ملموساً داخل الصف. * وماهي تحديات التعليم على المستوى العالمي؟ أعتقد أن أكبر تحديات النظم التعليمية تكمن في مواكبة المستجدات وتجاوز المناهج الدراسية التقليدية، إذ تسهم المناهج المتطورة التي تحاكي في مضمونها مستقبل الطلبة، في مختلف مراحل التعليم، فضلاً عن سوء استخدام التكنولوجيا، والقلق يتمحور في انشغالنا بالتكنولوجيا التي نسعى إلى تطبيقها، أو البرامج التي نسعى إلى تنفيذها. * ما خططك للاستفادة من قيمة الجائزة؟ هناك 3 اتجاهات أساسية، الأول يهدف إلى رفعة المعلم في بريطانيا والنهوض به، وتدريبه من خلال برامج متخصصة حديثة، والثاني التوسع في مسيرة المدارس لخدمة رسالة العلم، وإعداد أجيال أسوياء، أمّا الثالث فيركز على مساندة البلدان الفقيرة التي تحتاج إلى تعليم أبنائها في إفريقيا؛ إذ إنهم يستحقون العون والمساعدة. * ما رأيك في التعليم بالإمارات؟ أعتقد أن الإمارات نجحت في صياغة استراتيجيات علمية ممنهجة، لبناء منظومتها التعليمية، إذ تحاكي عقول فئات مختلفة من الطلبة من جنسيات مختلفة، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير يدل على قوة تلك المنظومة، فضلاً عن مناهجها المطورة وتفوقها في التكنولوجيا، مما يسهم في إعداد أجيال مبدعة.

مشاركة :