نحن بأمس الحاجة إلى الصحفي صاحب الرسالة، فالصحافة بمفهومها الواسع سلطة رابعة ترقى بالمجتمعات، معالجة للتشوهات ونشرا للوعي. وهي مصلحة على المستوى الشخصي فهي مشروع إصلاحي، ومجال للتطوير والاستثمار والثقة بالنفس وبث المشاعر، بالإضافة إلى أنها وسيلة لمساعدة المحتاج في إيصال حاجته، وهذا بحد ذاته نعمة دنيوية وأخروية! ولذلك فمشروع «الصحفي الناشئ» الذي أطلقته دار اليوم للإعلام، بموافقة ودعم أميرنا المثقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وبشراكة إدارة تعليم المنطقة الشرقية، ورعاية أبناء حمد آل مبارك، الذي كان رائدا من رواد الإعلام - عليه رحمة الله -، وشركة الفوزان القابضة؛ هو خطوة في الاتجاه الوطني الصحيح. من جمال البرنامج، أنه يهدف إلى إعداد جيل إعلامي يتميز بالكفاءة والمهنية العالية يرقى بوطنه ويذود عنه بقلمه من خلال تنمية مواهب النشء في الفنون المرتبطة بالعمل الصحفي، من خلال دورات تدريبية نوعية تصل إلى 24 ساعة تدريبية في فنون العمل الصحفي «الأخبار، التقارير، الحوارات الصحفية بأنواعها، الاستطلاعات، التحقيقات الاستقصائية، والتصوير الصحفي» يقدمها متخصصون ذوي خبرة. البرنامج بدأ بمشاركة 65 طالبًا وطالبة، ويستهدف بالمرحلة الأولى طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بمدينتي الدمام والخبر والقطيف من سن (15 إلى 18) عاما، قبل انطلاق المراحل الأخرى التي تشمل مدن ومحافظات المنطقة الشرقية! ما أجمل الشعور الذي ينتابك عندما ترى مشروعا وطنيا من أجل وطنك الذي تفخر به وتفاخر، فلا حرمنا الله المشاريع ولا أصحابها! وأتمنى أن يوسع مثل هذا البرنامج ليشمل الطلبة الجامعيين، كما أتمنى أن يفهم صحفيو المستقبل أن بناء الأوطان لا يكون بالنقد من أجل النقد، والبحث عن السبق على حساب المصداقية، وإشغال الوطن بالمناكفات التي تؤخر ولا تقدم، بل برسالة إعلامية مميزة، فالبقاء والفخر والاستمرارية لأصحاب الرسالة! وأيضا أتمنى أن نرى هذا المشروع في كل منطقة ووسيلة إعلامية من وسائلنا! بقي أن نقول شكرًا للمنطقة الشرقية، منطقة المبادرات، فقد حظيت بالمسؤول الداعم، والمؤسسات العاملة، والرجال الوطنيين، فقدمت - وتقدم - للوطن مشاريع طيبة مباركة، تؤتي ثمارها على الدوام بإذن ربها!
مشاركة :