التوتر مرشح للاشتعال: «واقعة التسمم» تفتح ملفات الخلافات بين موسكو والغرب

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت تداعيات تسميم العميل الروسي المزدوج، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، في الرابع من مارس/اذار في سالزبري حنوب بريطانيا بغاز الأعصاب، منذرة بمواجهة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة.. بينما يؤكد خبراء بريطانيون، أن التوتر مرشح للاشتعال بين موسكو والغرب، بعد التوجه لفتح ملفات الخلافات والنزاعات مع موسكو، إذ  أدرجت قضية تسميم سكريبال على الأراضي البريطانية على جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في 22 و23 مارس/اذار  الجاري، في بروكسل.       وتجمع كل المؤشرات على تدشين الغرب مواجهة مفتوحة مع روسيا في ظل خلافات واسعة حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية والعسكرية ومن ضمنها الحرب السورية، وإيران، وصولا إلى مسائل الأمن في شرق أوروبا، وكلها عناوين تختزل صراعا واسعا على النفوذ والمصالح، فيما يعكس ضغوطا أوروبية مشددة على موسكو لكبح عملياتها في الخارج.       قضية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق، سيجري بحثها مساء الخميس المقبل، ومن المرتقب صدور موقف بهذا الصدد في ختام اجتماع المجلس الأوروبي الذي سيضم قادة الدول الـ28.. ويتوقع الخبراء أن تذهب الضغوط الغربية على روسيا إلى أبعد من حادثة سالزبري والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 وهجمات الكترونية عنيفة يشتبه في وقوف الاستخبارات الروسية وراءها.. فيما تسلط تداعيات حادثة تسميم العميل الروسي السابق في انكلترا الضوء على مواجهة موسكو والغرب.             وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت الشرطة البريطانية، يوم الجمعة الماضي، فتح تحقيق في «قضية قتل» بعد وفاة الروسي نيكولاي غلوشكوف، الذي يعيش في المنفى وعثر عليه ميتا الاثنين الماضي، في شقته بالعاصمة البريطانية.. وقالت شرطة اسكتلنديارد في بيان «تم فتح تحقيق في قضية قتل إثر نتائج عملية التشريح».. ويبدو أن بريطانيا تربط بين هذه القضية وعملية تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال.       ويبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية، «تريزا ماي» التي تواجه انقسامات حادة داخل حزب المحافظين في ملف بريكست، قد تمكنت من تعزيز سلطتها عبر إبدائها حزما حيال موسكو في قضية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق، وأدت هذه القضية إلى تحقيق التفاف حولها بعدما حمّلت موسكو مسؤولية هذا الهجوم معلنة عن سلسلة إجراءات انتقامية رحبت بها الطبقة السياسية البريطانية بشكل واسع.           وتتوقع الدوائر السياسية والعسكرية في لندن، أن يصدر عن قمة الاتحاد الأوروبي، الخميس المقبل، توافق أوروبي تجاه موسكو : أولا بفرض عقوبات اقتصادية تجارية، في مرحلتها الأولى، بمعنى «عقوبات من الدرجة الثالثة» غير موسعة وتحمل تحذيرا بعقوبات اقتصادية أكبر تشمل مؤسسات وشركات روسية .. وثانيا: التهديد بردع عسكري في مناطق النفوذ الروسي «سوريا» مما يتسق مع التحذير الفرنسي الأسبوع الماضي، على لسان الجنرال فرانسوا لوكوينتر، رئيسُ أركان القوات المسلحة الفرنسية، بأن بلاده قد تتحرك  «بشكل أحادي» ، لضرب نظام الأسد في سوريا، إذا لم يحترم النظام ’« الخط الأحمر»، الذي حددته باريس بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.             وتؤكد وسائل الإعلام البريطانية، نقلا عن مصادر سياسية مسؤولة، أن قمة الاتحاد الأوربي سوف تفتح ملفات الخلافات مع موسكو، لوضع حدا لتدخلات روسيا في الشئون الداخلية لدول الاتحاد، ومواجهة «الاختراقات الروسية» لسيادة وأمن الدول، ومن المقرر أن يجرى الاتحاد تنسيقا مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما وصف بـ «الملف المشترك» للتدخلات الروسية، وأيضا التنسيق في «مسألة العقوبات» خاصة وأن واشنطن سبقت بفرض عقوبات على موسكو، وآخرها العقوبات التي أعلن عنها الخميس الماضي  وتستهدف  19 شخصا وخمسة كيانات مرتبطة خصوصا بـ «شبكات التصيد» الروسية المتهمة بالتدخل في عمليات الاقتراع الأجنبية وكذلك أجهزة الاستخبارات.

مشاركة :