التطوع .. ثقافة وسلوك

  • 3/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أن موروثنا الديني والحضاري يعظم " التطوع " كواجب وسلوك فردي ومجتمعي ، إلا أن الواقع يؤكد على أننا في حاجة ماسة إلى إعادة إحياء تلك الثقافة من خلال عدة محاور منها، التربوي، والتأهيلي التدريبي، والتنظيمي التشريعي . ولا بد من الإسراع في تعزيز ذلك بتعاون وتكامل كافة الأطراف؛ لأن المردود عظيم سواء على صعيد ترسيخ قيم الانتماء والعطاء والتكافل، أو على صعيد تخفيف الأعباء المالية على الدولة ومؤسسات العمل الاجتماعي، أو توفير القدرات البشرية من جهة واكتساب مهارات متنوعة من جهة أخرى . وأستطيع القول من خلال تجربة شخصية امتدت وتنوعت لعقود، أن العمل التطوعي يمكن أن يسهم في بناء الفرد، بداية من تأكيد الثقة واثبات الذات، ومروراً بترسيخ قيم المشاركة، وصولاً لتعزيز فاعليته في تحمل المسؤولية . ولنا في تجربة جمعية الأطفال المعوقين خير مثال ، فنحن نعدّ هذه المؤسسة الخيرية الرائدة إحدى ثمار ثقافة التطوع، فقد تجسد بين أروقة مراكزها جهد المئات بل الآلاف من المتطوعين على مدى ثلاثين عاماً شاركوا بخبراتهم وأوقاتهم وفكرهم في تأسيس الجمعية ودعم مشروعاتها وبرامجها، ومن إحدى مبادراتها " الله يعطيك خيرها " وهنا أجدها فرصة للدعوة في الاستعجال في إصدار التشريعات وتحفيز الجهات المعنية بتوفير البيئة والبنية اللازمتين لأداء الافراد والمنشآت للتطوع، واحتضان مؤسسات المجتمع المدني للمتطوعين وتوفير البيئة التحفيزية والتدريبية المناسبة لهم ، مع ضرورة اهتمام قنوات التربية والتثقيف والإعلام بالتوعية بنشر ثقافة التطوع ومبادئها الصحيحة والعائد علي الافراد والمنشآت المؤدية لها لتعم الفائدة . *نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين

مشاركة :